في صباح الأحد، شهد متحف اللوفر في باريس عملية سطو سريعة لم تتجاوز سبع دقائق، استغل خلالها اللصوص أعمال الترميم والدراجات النارية للهروب بعد سرقة مجوهرات تاريخية لا تُقدّر بثمن. وحسب ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي، قام المهاجمون بخلع نافذة واستخدام رافعة لتحطيم صناديق عرض زجاجية في “قاعة أبولون” بالجناح “دونون”، قبل أن يلوذوا بالفرار، فيما تم إغلاق المتحف لبقية اليوم وإخلاء الزوار وتأمين المنطقة بالكامل.
وأوضحت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي أن قرار الإغلاق جاء لأسباب استثنائية، مشيرة إلى عدم تسجيل أي إصابات. وعملت فرق الشرطة والطب الشرعي على جرد دقيق للأغراض المسروقة، التي تشمل تسع قطع من مجوهرات نابوليون والإمبراطورة، من بينها تاج الإمبراطورة أوجيني، الذي وُجد لاحقًا مكسورًا خارج المتحف. وأشار وزير الداخلية لوران نونيز إلى أن اللصوص استخدموا منشارًا كهربائيًا لقطع الزجاج وأنهم نفذوا عملية سطو مدروسة مسبقًا.
يذكر أن هذه الحادثة أعادت تسليط الضوء على المخاوف الأمنية في المتحف، رغم الإجراءات المشددة لحماية الأعمال الفنية الكبرى، مثل لوحة “الموناليزا” المحمية بزجاج مضاد للرصاص. ويأتي ذلك في ظل احتجاجات الموظفين على نقص الكوادر والاكتظاظ السياحي، رغم إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون خطة ضخمة لتحديث البنية التحتية للّوفر بحلول 2031.
تأتي هذه السرقة ضمن سلسلة من عمليات السطو التي طالت المتاحف الأوروبية في السنوات الأخيرة، مثل سرقة مجوهرات مرصعة بالألماس من قبو “غرين فولت” في دريسدن عام 2019، وقطعة نقدية ذهبية من متحف “بودي” في برلين عام 2017، وسرقة خمس لوحات بينها عمل لبيكاسو من متحف الفن الحديث في باريس عام 2010. ويظل اللوفر، الذي يضم أكثر من 33 ألف عمل فني تغطي حضارات متعددة وفنانين عالميين، عرضة لمثل هذه المخاطر رغم شهرته واستقباله نحو 30 ألف زائر يوميًا.
طنجة الأدبية

