تستعد استوديوهات جيمس كاميرون لإطلاق الجزء الثالث من ملحمة “أفاتار” تحت عنوان “اللهب والرماد”، في عرض عالمي مقرر في 19 دجنبر المقبل، وسط ترقّب واسع من عشاق السلسلة التي أعادت تعريف السينما البصرية منذ صدور أول أجزائها عام 2009.
ويَعِد صانع الفيلم جيمس كاميرون جمهوره بتجربة أكثر عمقاً وعاطفة، مؤكداً أن هذا الجزء سيحمل أبعاداً إنسانية غير مسبوقة، إذ قال إن زوجته بكت لأكثر من أربع ساعات بعد مشاهدتها للفيلم، لما يحمله من مشاعر مكثفة وتوترات درامية مؤثرة.
تدور أحداث العمل حول الصراع الداخلي الذي يعيشه جيك سولي ونايتيري بعد فقدان ابنهما الأكبر “نيتيام”، في مأساة تهزّ أركان العائلة وتضع علاقتهما أمام اختبار قاسٍ. فبينما يحاول جيك مواجهة الحزن من خلال العودة إلى المعركة، تنكفئ نايتيري على ذاتها في عزلة مؤلمة، في رحلة شخصية تمزج بين الفقدان والبحث عن المعنى.
وسيأخذ الفيلم جمهوره إلى مناطق جديدة داخل عالم “باندورا”، حيث يلتقي المشاهدون بشعوب وقبائل لم تظهر من قبل، أبرزها “شعب الرماد” أو “المانكوان”، وهم مخلوقات نأفي تعيش في بيئة بركانية قاسية. وبعد أن دُمرت قريتهم بفعل ثوران بركاني ولم تنجدهم الإلهة “إيوا”، تحوّل غضبهم إلى كراهية دفعتهم إلى الانتقام من باقي سكان باندورا. وتبرز بين صفوفهم المحاربة “وارانغ” التي تتقن استخدام النار كسلاح، لتقود هذا الشعب في مواجهة نارية مع الآخرين.
ويرى كاميرون أن عنوان الفيلم “اللهب والرماد” يحمل أبعاداً رمزية عميقة، فالنار تمثل الغضب والعنف وإساءة استخدام القوة، بينما الرماد يرمز إلى الندم والحزن الناتج عن تلك الطاقة المدمرة. ويؤكد أن هذا الجزء سيغوص أكثر في البنية النفسية للشخصيات، كاشفاً العواقب العاطفية التي تهدد تماسك علاقاتهم وتضعهم أمام اختبار إنساني غير مسبوق.
وبين الدراما والمغامرة، يبدو أن “أفاتار: اللهب والرماد” سيكون أكثر من مجرد فصل جديد في سلسلة خيالية، بل رحلة داخل النفس البشرية، حيث يمتزج الصراع الخارجي مع الألم الداخلي في عالم يأسر البصر والمشاعر معاً.
طنجة الأدبية

