الرئيسيةأخباراطلالات:  تيتانيك.. غرقت بشرف والحكومة تغرق بالخيانة!

اطلالات:  تيتانيك.. غرقت بشرف والحكومة تغرق بالخيانة!

غرق سفينة ترمز إلى الحكومة المغربية وسط عاصفة، بينما تيتانيك تغرق بشرف في الخلفية.

عندما يكون الغرق قدرًا، يكون الشرف هو الاختبار الحقيقي،** وحين ننظر إلى كارثة **تيتانيك**، نجد أنها لم تكن مجرد قصة سفينة غرقت في أعماق المحيط، بل كانت حكاية إنسانية عميقة، شهدت صورًا من التضحية والشجاعة والمروءة، حيث فضّل البعض الموت بكرامة على النجاة بأنانية.

 

في المقابل، إذا نظرنا إلى واقع الحكومة المغربية اليوم، نجد مشهدًا مختلفًا تمامًا، حيث تغرق البلاد في أزمات خانقة، ولكن ليس بسبب اصطدام مفاجئ بجبل جليدي، بل نتيجة **سنوات من سوء الإدارة، وغياب التخطيط، والتلاعب بمصير الشعب.** وعندما بدأ الغرق يقترب، لم يتحلَّ المسؤولون بالشرف في مواجهة الأزمة، بل بدأ كل واحد منهم **يقفز من السفينة، متبرئًا من المسؤولية، ويلقي باللوم على غيره.**

 

فما الفرق بين الغرق بشرف، والغرق بالخيانة؟ ولماذا يهرب قبطان السفينة السياسية بينما اختار قبطان تيتانيك الغرق مع سفينته؟

الفصل الأول: تيتانيك.. الغرق بشرف وسط العاصفة**

 

**تيتانيك**، السفينة الأسطورية التي اعتُبرت أعجوبة عصرها، كانت تمثل رمزًا للقوة والرفاهية، لكنها سرعان ما أصبحت رمزًا **للمأساة والبطولة الإنسانية.** في ليلة الرابع عشر من أبريل عام 1912، اصطدمت السفينة بجبل جليدي، لتبدأ واحدة من أعظم المآسي البحرية في التاريخ.

ورغم الذعر والفوضى التي سادت اللحظات الأخيرة، إلا أن السفينة قدمت للعالم **مشهدًا من التضحية والشرف نادرًا ما يتكرر:**

**القبطان إدوارد سميث** اختار الموت مع السفينة بدلًا من الهروب، وبقي حتى اللحظة الأخيرة يساعد الركاب.

**النساء والأطفال أولًا:** كانت قاعدة واضحة، حيث ضحى الكثير من الرجال بأماكنهم في قوارب النجاة لإنقاذ عائلاتهم.

**الفرقة الموسيقية عزفت حتى النهاية،** محاولة تهدئة الركاب بدلاً من التفكير في النجاة الشخصية.

**الركاب من الطبقة الأولى لم يحتكروا النجاة،** بل التزموا بالنظام الذي فرضته الظروف القاسية.

 

هذه اللحظات جسّدت أسمى معاني **النبل والإنسانية في مواجهة الموت.**

الفصل الثاني: الحكومة.. الغرق بالخيانة والتنصل من المسؤولية**

 

على النقيض من ذلك، نجد أن سفينة الحكومة المغربية لم تصطدم بجبل جليدي مفاجئ، **بل كانت هي من حفرت الفجوة التي تغرق فيها اليوم.** فالأزمات لم تكن وليدة اللحظة، بل نتيجة **تراكم السياسات الفاشلة، وسوء التدبير، والوعود الكاذبة، والفساد المتجذر.**

 

اليوم، ومع اقتراب الانتخابات، نشهد مشهدًا **لا يمتّ بصلة للشرف الذي شهدناه في تيتانيك:**

 

**القبطان السياسي لا يبقى حتى النهاية، بل يقفز أولًا!** المسؤولون الذين كانوا يدافعون عن سياساتهم طوال السنوات الماضية، **يتبرؤون منها اليوم** وكأنهم لم يكونوا جزءًا منها.

**الكل يتنصل من المسؤولية،** فتجد الوزراء والمسؤولين يتبادلون الاتهامات بدلًا من الاعتراف بفشلهم ومحاولة إصلاح الوضع.

**المواطن هو آخر من يتم التفكير فيه،** بعكس تيتانيك التي وضعت النساء والأطفال في المقدمة. اليوم، يتم **تحميل الشعب تبعات الأزمة الاقتصادية، وزيادة الأسعار، وانخفاض مستوى المعيشة،** وكأنهم مسؤولون عن سوء الإدارة.

**بينما كانت التضحية حاضرة في تيتانيك، نجد اليوم أن المسؤولين يفكرون فقط في مصلحتهم،** ويبحثون عن فرص سياسية جديدة للبقاء في المشهد، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن مبادئهم أو الانقلاب على حلفائهم.

 

بمعنى آخر، **إذا كان غرق تيتانيك قدرًا محتومًا، فإن غرق الحكومة هو قرار متعمد.**

الفصل الثالث: بين ركاب تيتانيك والمواطنين اليوم.. هل هناك قوارب نجاة؟**

 

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: **هل سيظل المواطنون في قاعة الغرق بانتظار الفرج؟** في تيتانيك، لم يكن هناك متسع للجميع في قوارب النجاة، لكن في المشهد السياسي اليوم، ما زالت هناك فرصة للنجاة، ولكنها تتطلب وعيًا وإدراكًا للموقف.

 

المواطنون يجب أن يدركوا أن “السفينة السياسية” اليوم بحاجة إلى **قبطان جديد، وطاقم مختلف.**

على الشعب أن يرفض إعادة انتخاب من قاد السفينة نحو الغرق، لأن ذلك يعني مزيدًا من الأزمات والانهيار.

لا يمكن انتظار “قوارب نجاة سياسية” تأتي من الخارج، **الحل في الوعي والاختيار الصحيح.**

 

**في النهاية، يبقى الفرق جوهريًا بين الغرقين:**

 

✅ **تيتانيك غرقت بشرف، لأنها كانت ضحية حادث مفاجئ، لكن ركابها واجهوا المصير بكرامة.**

❌ **الحكومة تغرق بالخيانة، لأنها صنعت أزمتها بنفسها، وتحاول النجاة على حساب الشعب.**

 

**ويبقى السؤال الأخير: هل سيقبل المواطنون أن يكونوا ركابًا في سفينة تغرق دون محاولة التغيير؟ أم أنهم سيقررون بناء سفينة جديدة بقبطان وطاقم قادر على الإبحار بها إلى بر الأمان؟**

الدكتورة نزهة الماموني
الدكتورة نزهة الماموني

الدكتورة نزهة الماموني

تعليقان

  1. Nahid MENGAD

    ما بين تيتانيك والحكومة، يبقى الفرق في الضمير قبل القيادة. السفينة قد تغرق بفعل القدر، لكن الوطن لا يغرق الا حين يصمت الشرفاء.

  2. Fadwa

    مقال يوضح الفرق الكبير والشاسع بين من هو مسؤول ومدرك ماهو معنى قائد وبين من يعبث ويريد مصلحته قبل كل شيء
    انا ومن بعدي الطوفان لايهم المهم ان اخرج من الدائره بأي مصلحه حتى لو على حساب أناس بريئه تنتظر إنصافها بالحق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *