الرئيسيةأخباروفاة الفنان درو ستروزان.. صانع أجمل ملصقات الأفلام في التاريخ

وفاة الفنان درو ستروزان.. صانع أجمل ملصقات الأفلام في التاريخ

درو ستروزان

رحل عن عالم السينما الفنان الأمريكي الكبير درو ستروزان، أحد أبرز مصممي ملصقات الأفلام في التاريخ، عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد معاناة طويلة مع مرض ألزهايمر، تاركًا وراءه إرثًا بصريًا سيظل محفورًا في ذاكرة عشاق الفن السابع.

وجاء إعلان وفاته عبر حسابه الرسمي على إنستغرام، حيث جاء في البيان: “بقلوب يملؤها الحزن نعلن رحيل درو ستروزان في الثالث عشر من أكتوبر. لقد كان ممتنًا دائمًا لكل من أحب فنه وتفاعل مع أعماله.”

يُعدّ ستروزان، الذي لُقّب بـ”معجزة الملصق الواحد”، أحد أكثر الفنانين تأثيرًا في تاريخ هوليوود. ارتبط اسمه بأعمال خالدة مثل إنديانا جونز، العودة إلى المستقبل، ذا غونيز، الشيء، وهاري بوتر وحجر الفيلسوف. كانت ملصقاته وحدها كفيلة بإثارة الحنين، تلخّص روح الفيلم وتمنحه حياة جديدة حتى قبل مشاهدته.

امتاز أسلوبه بجرأة التكوين وثراء الألوان وتكثيف العاطفة في كل تفصيلة، وكان قادرًا على تجسيد الشخصيات بروح سينمائية نابضة. وقد وصفه المخرج ستيفن سبيلبرغ بقوله: “كان فنان الأفلام المفضل لدي. جعل من ملصقاتنا أحداثًا استثنائية أعادت إلينا دهشة الطفولة.”

ونعاه المخرج غيليرمو ديل تورو بكلمات مؤثرة: “فقد العالم إنسانًا نبيلاً وفنانًا عبقريًا، وفقدت أنا صديقًا عزيزًا.” فيما كتب جيم لي، رئيس شركة DC: “كان عملاقًا بين العمالقة. استطاع أن يمنح القوة والإنسانية ملامح مرسومة لا تُنسى.” كما عبّر فنان مارفل جاي سكوت كامبل عن حزنه قائلاً: “ترك وراءه إرثًا خالدًا من الجمال، سيبقى مصدر إلهام للأجيال.”

ورغم المجد الفني الذي حققه، لم ينسَ ستروزان بداياته الصعبة. ففي حفل تكريمي عام 2018 قال: “لم أحظَ بعيد ميلاد ولا بوجبة لائقة في طفولتي. لم يعطني أحد شيئًا… سوى أولئك المخرجين الذين آمنوا بي.”

وقد خُلدت مسيرته الفنية في الفيلم الوثائقي “Drew: The Man Behind the Poster” عام 2013 للمخرج إريك شاركي، الذي تناول عبقريته في تحويل الأفلام إلى لوحات نابضة بالحياة والخيال. وعندما سُئل عن ملصقه المفضل، أجاب بابتسامة: “لو كان لديّ مفضل، لما واصلت الرسم. ملصقي المفضل دائمًا هو القادم.”

برحيله، تخسر السينما العالمية أحد أساطيرها الذين جعلوا من الملصق السينمائي لغة بصرية تُخاطب الذاكرة والوجدان، وتحول الفن الإعلاني إلى شكل من أشكال الخلود الإبداعي.

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *