الرئيسيةأخبارالكاتب الجزائري بوعلام صنصال يُكرم في بلجيكا وسط جدل سياسي متصاعد

الكاتب الجزائري بوعلام صنصال يُكرم في بلجيكا وسط جدل سياسي متصاعد

بوعلام صنصال

انتُخب الكاتب الجزائري-الفرنسي بوعلام صنصال، المعتقل في الجزائر منذ نوفمبر 2024، عضوًا في الأكاديمية الملكية للغة والأدب الفرنسي ببلجيكا، تقديرًا لمكانته الأدبية وشجاعته الفكرية، في خطوة وصفتها الأوساط الثقافية بأنها تكريم رمزي لحرية الكلمة في العالم الفرانكوفوني.

ويُعتبر صنصال، البالغ من العمر 75 عامًا والمصاب بمرض السرطان، من أبرز الكتّاب الفرانكوفونيين في العالم العربي، عُرف بأعماله التي تتناول قضايا الحرية والهوية والتطرف، والتي واجه بسببها مضايقات ورقابة مشددة في بلده الأم.

نال صنصال جائزة الأدب الفرنكوفوني لعام 2007 عن مجمل أعماله التي أثارت جدلاً واسعًا لجرأتها الفكرية وانتقادها للسلطة، ما جعله أحد الأصوات الأدبية المميزة في الساحة الثقافية العالمية.

الاعتقال والمحاكمة

جرى توقيف الكاتب في نونبر 2024 بمطار الجزائر العاصمة بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”، قبل أن يُحكم عليه بالسجن خمس سنوات، وهو الحكم الذي أُيّد في الاستئناف بتاريخ 1 يوليوز 2025.
ورغم المناشدات الدولية، ومن بينها تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لم تنجح الجهود في إطلاق سراحه أو منحه عفوًا رئاسيًا.

تكريم دولي رغم السجن

تأسست الأكاديمية الملكية للغة والأدب الفرنسي في بلجيكا عام 1920، وتضم أربعين عضوًا من بينهم عشرة مقاعد مخصصة للأعضاء الأجانب.
وأكد الأمين الدائم للأكاديمية، إيف نيمور، أن انتخاب صنصال جاء “احتفاءً بإبداعه الأدبي وجرأته الفكرية”، موضحًا أن التكريم “ليس له أي ارتباط بملف سجنه، بل يعكس تقدير الأكاديمية لمسيرته الحرة والمستقلة”.

توتر دبلوماسي بين الجزائر وفرنسا

قضية صنصال زادت من حدة التوتر الدبلوماسي بين باريس والجزائر، إذ طالبت فرنسا بالإفراج عنه باعتباره يحمل جنسيتها، بينما اعتبرت الجزائر ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية، مؤكدة أنه “مواطن جزائري يخضع للقانون الوطني”.
وخلال محاكمته، نفى صنصال جميع التهم الموجهة إليه، مؤكدًا عبر دفاعه أن كتاباته “تعبّر عن رأي شخصي ولا تهدف إلى الإساءة إلى مؤسسات الدولة أو المساس بسيادتها”.

وبينما لا يزال صنصال خلف القضبان، يرى كثير من المثقفين أن انتخابه في الأكاديمية الملكية يمثل انتصارًا للأدب الحر على القيود السياسية، ورسالة تضامن عالمية مع حرية الفكر والتعبير.

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *