افتُتحت في العاصمة الكاميرونية ياوندي الدورة التاسعة والعشرون من مهرجان “الشاشات السوداء” للسينما الأفريقية، حيث توافد صُنّاع الفن السابع من مختلف البلدان الأفريقية، من بينها المغرب، الذي حضر بأعمال مميزة ومشاركة لافتة.
وعاش الجمهور أجواءً احتفالية غنية بالتراث الكاميروني، جمعت شخصيات من ميادين السياسة والثقافة والفن، إضافة إلى مخرجين وممثلين مغاربة، خلال الحفل الرسمي الذي احتضنه قصر المؤتمرات بياوندي.
ويُقام المهرجان هذه السنة تحت شعار “تحديات توزيع السينما الأفريقية، داخل القارة وخارجها”، مستمراً إلى غاية 27 شتنبر الجاري. وقد شارك المغرب بأربعة أفلام هي: “وشم الريح” للمخرجة ليلى التريكي المرشح لفئة الفيلم الطويل الدولي، و”هذه حياة جونغو” لديفيد فيديل وأبو بكر علي ضمن الأفلام الوثائقية، إضافة إلى فيلم “غياب” لفيصل حليمي، والفيلم المشترك المغربي السنغالي “2002، معركة ضد النسيان”، وكلاهما ضمن الأفلام القصيرة.
وعلى مستوى التحكيم، عزز المغرب حضوره بثلاثة أسماء بارزة، حيث تتولى المنتجة ومديرة مهرجان الحسيمة صوفيا أغيلاس رئاسة لجنة الأفلام القصيرة والمسلسلات ومسلسلات الويب، بينما يشارك المخرجان شرقي عامر وعز الدين غوريران في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة.
وتبرز هذه المشاركة المكانة المتنامية للسينما المغربية في القارة الأفريقية، وتقدير الكفاءات الوطنية في هذا المجال. كما اختار المنظمون البرازيل ضيف شرف هذه الدورة، ببرمجة خاصة تشمل عرض فيلمين برازيليين.
منذ تأسيسه سنة 1997 على يد المخرج باسيك با كوبهيو، أصبح مهرجان “الشاشات السوداء” فضاءً سنوياً يحتفي بالسينما الأفريقية، بمشاركة ست دول من وسط القارة، هي: الكاميرون، الغابون، الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد. ويهدف الحدث إلى فتح النقاش حول قضايا السينما، وتعزيز اللقاءات بين المهنيين، إلى جانب دعم التكوين في مجالات السمعي البصري.
وتلعب الخطوط الملكية المغربية دوراً محورياً في إنجاح الدورة الحالية، عبر ضمان النقل الدولي والتنقل للضيوف والمشاركين، حيث يُتوقع أن يستقطب المهرجان أكثر من عشرة آلاف زائر، مما يعكس مكانته كموعد ثقافي بارز في أفريقيا.
طنجة الأدبية

