أصدرت السلطات اللبنانية بيانًا نفت فيه بشكل قاطع مزاعم النائب السابق أنطوان زهرا التي تحدث فيها عن استخدام قلعة بعلبك كمخزن لأسلحة حزب الله، معتبرة أن هذه الادعاءات لا تمت إلى الواقع بصلة وتشكل تحريضًا مباشرًا على استهداف أحد أهم المواقع الأثرية المصنفة على لائحة التراث العالمي لليونسكو. وأوضحت وزارة الثقافة أن الأجهزة الأمنية اللبنانية وحدها هي المسؤولة عن حماية القلعة، مؤكدة أن الموقع يحمل شارة “الدرع الأزرق” الدولية وأُدرج ضمن المواقع المشمولة بالحماية المعززة بموجب اتفاقية لاهاي، ما يجعل أي اعتداء عليه خرقًا للقانون الدولي. وأثارت تصريحات زهرا خلال مقابلة إعلامية عاصفة من الانتقادات، حيث رأى كثيرون أنها دعوة مفتوحة لإسرائيل لقصف القلعة التاريخية، ما دفع ناشطين للمطالبة بملاحقته قضائيًا بتهمة التحريض. وتأتي هذه التطورات في وقت تعرضت فيه بعلبك وسهل البقاع لغارات إسرائيلية متكررة خلال العام 2024، من بينها ضربة مباشرة دمّرت مبنى عثمانيًا قرب الأعمدة الرومانية وأدت إلى أضرار في جزء من السور الخارجي، وسط تحذيرات من تأثيرات غير مرئية على البنية الحجرية للقلعة. وكانت اليونسكو قد منحت الموقع حماية معززة إثر تلك الاعتداءات، فيما كلفت وزارة الثقافة المديرية العامة للآثار بإعداد تقرير تفصيلي عن الأضرار. وتُعتبر قلعة بعلبك من أعظم المجمعات الرومانية المحفوظة في الشرق الأوسط، إذ تضم معبد جوبيتر الشهير بأعمدته الضخمة، ومعبد باخوس المعروف بدقة زخارفه، إضافة إلى معبد فينوس بتصميمه النصف الدائري الفريد. وقد أدرجت القلعة على قائمة التراث العالمي منذ عام 1984، كما تحولت منذ خمسينيات القرن الماضي إلى فضاء لمهرجانات بعلبك الدولية، لتصبح رمزًا وطنيًا جامعًا وأيقونة ثقافية تتجاوز حدود لبنان.
طنجة الأدبية

