ظهر فجر الاثنين في لندن عمل جديد للفنان الشهير بانكسي، على جدار إحدى محاكم العاصمة البريطانية، يثير النقاش من جديد حول حرية التعبير في البلاد. اللوحة الجدارية تمثل قاضياً بزيه التقليدي وهو يلوّح بمطرقته فوق رأس متظاهر ممدد على الأرض، بينما تتلطخ لافتة الأخير البيضاء بدماء حمراء، في إشارة قوية إلى القمع الممارس ضد المحتجين المؤيدين للقضية الفلسطينية.
العمل جاء بعد أقل من يومين على اعتقال نحو 900 شخص في مظاهرة لدعم منظمة “Palestine Action”، المصنفة كجماعة “إرهابية” من قبل الحكومة البريطانية بسبب عمليات تخريب استهدفت قاعدة جوية. ومع نشر بانكسي صورة الجدارية على حسابه في إنستغرام، تضاعفت النقاشات الحادة حول حدود حرية التعبير في بريطانيا، خاصة وأن العمل الفني أُخفي سريعاً خلف حواجز وحُرس بعناية.
منذ يوليوز الماضي، تجاوز عدد الموقوفين في احتجاجات مشابهة 1600 شخص، فيما وُجهت التهم إلى أكثر من 130 منهم بتأييد أو التحريض على دعم منظمة محظورة، في قضايا قد تجر عليهم عقوبات تصل إلى السجن ستة أشهر. وقد اعتبرت منظمة “Defend Our Juries”، وهي الجهة الداعية إلى المظاهرات الأخيرة، أن عمل بانكسي يختزل “وحشية الدولة في مواجهة المحتجين الذين يرفضون حظر فلسطين أكشن”.
وفي موازاة هذا الجدل، تجدد النقاش حول حرية الرأي في بريطانيا عقب اعتقال الكاتب الإيرلندي غراهام لينهام مطلع الشهر الجاري بسبب منشورات مثيرة للجدل حول قضايا متعلقة بالمتحولين جنسياً، وهي قضية أثارت ردود أفعال سياسية حادة، وصلت إلى الولايات المتحدة حيث قارن نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح اليميني المتطرف، بين بريطانيا وكوريا الشمالية.
بانكسي، الذي ما يزال يحتفظ بسرية هويته، يُعد من أبرز الفنانين المعاصرين المعروفين بأعمالهم الجدارية التي تحمل رسائل سياسية صادمة واستفزازية، موزعة عبر مدن العالم. وجدارية لندن الأخيرة تضاف إلى رصيده كأداة فنية تسلط الضوء على معارك الحرية والعدالة في زمن الاحتقان السياسي والاجتماعي.
طنجة الأدبية
