أَشَدْوُ الحُبِّ يُدْمِعُ يَا سَماءُ
أَمِ الكلَِماتُ لَيْسَ بِهَا حَيَاءُ
وَأَيُّ الدَّمْعِ تَحْمِلُهُ عُيُوْنٌ
من العَلْيَاءِ هَيَّجَهَا الغناءُ
فلا في الشدو للمشتاق دفء
ولا في الدمع للأشجان ماء
ولا الأحداق تعني أي شيء
لشاديها فيبتسم العلاء
ولا الشدو الجميل بكل شجو
ووجدانٍ لسامعه رجاء
ولا في الدمع للشادي مرام
ولا في الصوت للباكي ذكاء
ولكن من ورائهما حبيب
به لهما حياة وانتماء
تعالى الله ربي جل شأنا
له الحمد الجزيل له الثناء
فقد خلق الرسول بكل حسن
وصوره الكريم كما يشاء
وفضله على الأشياء طرا
و أصدقنا بطلعته البهاء
وأول خلق ربي نور طه
ومن أنواره خلق الفضاء
فلما حل مولده علينا
إذا الأكوان يكسوها الضياء
تواضع عزة وعلو قدر.
وحاورنا بطلعته السناء
به طاب التشبب والتغني
وحسبي ما أحيلاه انتشاء
فعم الكون أفراح وبشرى
وساد الخلق لحظتها زهاء
رقت طيبا وراقت باسم طه
كما ازدان الجميع الازدهاء
رسول الإزدهار على يديه
جرى أسُّ الحضارة والبناء
ولو صدقوا لمنهجه اتباعا
لما هد السماك الأدعياء
ومن ذا مثل طه من حبيب
لعاشقه يطيب الاقتفاء
ولي الله والمختار. أمرا
ومولى المؤمنين لنا الحجاء
يصف وراء رايته رجال
ميامين أباة أوفياء
به نبض القلوب وسر وصل
لمتصلــ به يجلى الشقاء
إلى الله الودود سبيل قصد
لأهل الحب ما اختلف السواء
ومنه على صراط مستقيم
لتابعه أطل الاهتداء
وأنس المسهدين بغير خل
وسكنى الدار والنور الذكاء
كمن يُعرى لكي يكسو سواه
ففي خلد العراة هو الكساء
إذا حمي الوطيس يلوح درعا
ومدفعنا إذا حل البلاء
ومن في البرد إلاه دثار
فنعم به لمبرودِ دفاء
فلا يغدو اختلاف الجو معنى
ولا في البال صيفٌ أو شتاء
ومن بجواره أمن ونصر
وعند النائبات هو الوجاء
ومن بالالتماع لنا اقتباس
وطاب بدون حلكته المساء
ومن ذا صام حتى صار منه
على الإيثار للجوعى غذاء
تأولنا بحكمته التفاني
وعانقنا بسيرته البقاء
وفي ضيق الحياة لنا مجالٌ
وفي ضنك المعاش هو الرخاء
ومن ذا باحتدام الداء.. فيه
بفضل الله للمرضى الدواء
عليه صلاة ربي كل وقت
ففي ورد الصلاة لنا شفاء
على فقد الأحبة حسب طه
رضا أن العروج هو الرضاء
وفي الإسراء والمعراج يأتي
له من ربه نعم العزاء
تعالى نزلة أولى وأخرى
تعالى ذو المعارج والمضاء
بأولى نزلة أجرى التواسي
فنعم المؤتسي والاتساء
لتذهل عندها الألباب فهما
ويعجز بالحساب الفيزياء
هناك كانها الجوزاء رقيا
لها منه انتهال واجتزاء
وأول مسلم بالله يأتي
وخص بخاتم وهو ابتداء
بإذن الله يوم الدين طه
شفيع عباده ولها النجاء
وعنه ترفع الحجب احتراما
إذا المولى على العرش استواء
وأول ساجدٍ لله يأتي
وأول من بدا منه الجثاء
كذلك رفعة التفضيل يعلو
ولا عالٍ عليه ولا ارتقاء
مقام لا يطاوله مقام
ولا أبدا يحاوله اجتراء
هو المحبوب والمحمود خلقا
هو المخصوص وهو الاجتباء
هو المفضول والمشمول رسلا
بها شهد الكرام الاتقياء
كأن الحشر تكريم لطه
من الرحمن عهدا واحتفاء
يكرمه الكريم فنعم عبدٌ
ونعم هي الحفاوة والعطاء
ونعم له الوسيلة بعد خصت
وعند الحوض نعم له السقاء
ونعم لأحمد الفردوس نزلا
ونعم له التقدم والجزاء
وأقبض إصره الرسل انتصارا
وإيمانا بما قد جاء جاءوا
وهيمنه على الرسل ائتمارا
تعالى الله وانعقد اللواء
وأقرر شاهدين وراء ربي
له بالاتباع الأنبياء
فنعم الآمر الناهي علينا
رسول الحق نعم لنا الولاء
ونعم من ارتضاه واقتداه
ونعم المقتدى والاقتداء
وأولاه اصطفاءً عن سواه
ففاز على سواه الاصطفاء
يصلي الحرف حتى صار شعرا
عليه والكرام الأولياء
تصليه الصلاة بكل حب
سلام الله سلم والدعاء
زياد السالمي / اليمن

