في أجواء تحتفي بالثقافة والجمال، استهل مهرجان “ثويزا” المتوسطي للثقافة الأمازيغية بمدينة طنجة فعالياته الأدبية والفكرية، مساء الخميس، بتكريم شعري خاص للشاعر السوري الكبير أدونيس، وذلك من خلال الاحتفاء بديوانه الجديد المعنون “دفتر مقابسات في أحوال طنجيس ومقاماتها”، الذي استوحاه من مشاركاته السابقة بالمهرجان ومن زياراته المتعددة لمعالم طنجة العتيقة.
رغم غيابه عن الدورة الحالية بسبب ظروف خاصة، كان أدونيس حاضراً بقوة عبر نصوصه، حيث نقل في هذا الديوان افتتانه بجمال طنجة وسحرها التاريخي والإنساني، مسجلاً ملاحظاته وانفعالاته الشعرية تجاه المدينة التي طالما ألهمت كتاباً ومبدعين كبارًا.
وفي لقاء افتتاحي حضره عدد من الشعراء والنقاد والمهتمين بالشأن الأدبي، أشار الشاعر رشيد المومني إلى أن “دفتر المقابسات” يشكل تجربة شعرية عميقة، تنسج بين أسئلة الذات وأسئلة الكونية، وتحاول النفاذ إلى جوهر المعنى عبر المراوحة بين المكان الواقعي ومكان النص. واعتبر أن أدونيس في هذا العمل تجاوز حدود الجغرافيا لينسج فضاءً شعريًا تتلاقى فيه طنجة مع عالمه الداخلي.
أما الشاعر والإعلامي عبد اللطيف بنيحيى، الذي رافق أدونيس في جولاته داخل المدينة القديمة، فأكد أن الديوان هو ثمرة تجربة شعرية استثنائية، بل من أجمل ما كتب عن طنجة من حيث العمق والصورة الشعرية. وأضاف أن أدونيس استطاع أن يختزن تفاصيل طنجة في ذاكرته ويعيد تشكيلها شعريًا بلغة عاشقة.
من جهته، اعتبر مخلص الصغير، مدير دار الشعر بتطوان، أن أدونيس بديوانه هذا أدرج اسمه ضمن قائمة الأدباء الذين خلدوا طنجة في نصوصهم، مضيفًا أن ما كتبه عن المدينة التاريخية جعل من طنجة الشعرية نظيرًا لا يقل جمالًا عن المدينة الواقعية.
تخلل الأمسية أيضًا معرض تشكيلي للفنان عبد القادر السكاكي، ضم لوحات تشكيلية تترجم فضاءات طنجة التي شكلت مصدر إلهام لديوان أدونيس، وذلك ضمن رؤية فنية تحتفي بالمكان في علاقته بالقصيدة والصورة.
وتواصلت أصداء المهرجان إلى غاية 27 يوليوز، تحت شعار “نحو الغد الذي يسمى الإنسان”، في برمجة تجمع بين التعبيرات الثقافية المختلفة والانفتاح على الفكر والفن في آن. وبهذه المناسبة، أكد منير ليموري، رئيس جماعة طنجة، أن مهرجان “ثويزا” أصبح أحد أبرز رموز التعدد الثقافي والانفتاح في المدينة، ويعكس بشكل ملموس الرؤية الملكية السامية للنهوض بالثقافة الأمازيغية كتراث مشترك لكل المغاربة.
طنجة الأدبية

