شهد حفل افتتاح الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، الذي يقام مساء غد الأحد، تكريم المخرج المسرحي الكبير أحمد عبد الجليل، ضمن نخبة من رموز المسرح الذين تركوا بصمة في الساحة الفنية. ويأتي هذا التكريم تكريماً لمسيرة فنية تمتد لأكثر من خمسين عاماً، مع الإشادة بدوره في تطوير المشهد المسرحي الوطني.
أعرب عبد الجليل عن امتنانه لهذا التقدير، مؤكداً أن هذا التكريم يمثل تتويجاً لمسيرته الطويلة واعترافاً من الدولة المصرية، ممثلة في وزارة الثقافة والمهرجان، بقيمة ما قدمه من إسهامات للمسرح. وأضاف: “المسرح بالنسبة لي كان دائماً رسالة تنوير لا تنضب، وليس مجرد مهنة”. ويُنتظر أن يصدر المهرجان كتاباً يوثق مشواره بعنوان “مسيرة 50 عاماً”، من إعداد الباحث محمد أمين عبد الصمد.
وُلد عبد الجليل عام 1952 في مدينة المنصورة، واكتُشف شغفه بالمسرح في النشاط المدرسي، حيث شارك في عرض “موتى بلا قبور” لكان بول سارتر. ومع خبراته المتراكمة، أخرج أكثر من 120 عرضاً عبر مسار يمتد لأربعة عقود، تنوع بين قصور الثقافة، الجامعات، الشركات الفنية، الهناجر والقطاع الخاص. وقد تميزت أعماله بدمج الطقوس المسرحية بالموسيقى والغناء والاستعراض، وعرض نصوصاً عربية وأجنبية لكبار الكتاب مثل سعد الله ونوس، وول سوينكا، وفيكتور هوجو.
ويُعد أول مخرج يقدم المسرح الأفريقي في مصر عام 1992، من خلال أعمال الكاتب النيجيري وول سوينكا، كما ساهم في إحياء المسرح الغنائي المصري من خلال أوبريتات مثل “شهرزاد” و”الجنيه المصري”. من أبرز إنتاجاته المسرحية: “الزير سالم”، “شبح الأوبرا”، “البؤساء”، و”الموت وفارس الملك”. وعلى مدار مسيرته، تلقى عشرات الجوائز من مهرجانات محلية، جامعات وهيئات ثقافية، وكرّمه العديد من الجهات الرسمية والفنية. كما تولى مناصب قيادية في الهيئة العامة لقصور الثقافة، وشارك بتأسيس فرق مسرحية مثل فرقة دراما واستوديو الممثل بالمنصورة.
ويُعرف عبد الجليل بكونه من رموز مدرسة “الفن للمجتمع”، مؤمناً بأن المسرح أداة تربوية وفكرية وجمالية، لا مجرد ترف، وله دور محوري في نشر الوعي والتثقيف خاصة بين الشباب والفئات المهمشة.
تنضم إلى قائمة المكرمين في حفل الافتتاح أسماء بارزة، مثل محيي إسماعيل، أشرف عبد الباقي، ميمي جمال، سميرة عبد العزيز، أحمد نبيل، جلال العشري، سليم كتشنر، الناقد والمصمم صبحي السيد، والمخرجة عبير علي.
طنجة الأدبية
