الرئيسيةإبداعثلاث قصص قصيرة جدا لرحال امانوز

ثلاث قصص قصيرة جدا لرحال امانوز

مشهد واقعي رمزي في المغرب يجمع ديكًا يحتضر، وسجينًا يرفض عشاءه الأخير، ورجلًا يودّع مدينته من فوق ربوة.
 1) الرقصة الأخيرة
أصدر صيحة حادة وترنح عدة مرات . استدار حول نفسه . وه يتلوى من شدة الألم . جسده ينقبض ويتلاشى . في حركات متتالية . ما أشد سكرة الموت ! وانفصال الروح عن جسدها .  اختلط لون ريشه الأبيض . بلون دم احمر قان . بلون تراب بني . انتفض جناحاه بقوة شديدة . فجأة ارتفع جسمه في الهواء . ثم سقط على الأرض . الجسد ساكن الآن في استسلام تام . توقفت الحركات وخفت الانين .  بعد أن أدى دوره . ورقص رقصته الأخيرة . رقصة الديك المذبوح …
2) العشاء الأخير 
حلت الليلة الموعودة و طلب منه . اختيار وجبة عشاءه الأخيرة . قبل تنفيذ حكم إعدامه . وسفره الأخير إلى العالم الآخر . ماذا سيختار لنفسه الفانية ؟ كيف يختار اكلة محددة ؟ لم يستقر اختياره على شيء معين . هو منتقل للعالم الآخر . لم يعد يربطه بهذا العالم رابط . الأمر سيان بالنسبة له . ماذا يجدي له الطعام . هل يعيد له حياته ؟ هل ينقده من حبل المشنقة ؟ ألح عليه سجانوه في الطلب . اشاح بوجهه عنهم . امتنع عن الرد عليهم . وأشار برأسه علامة النفي والامتناع …
3) الزفرة الأخيرة
امارته كانت آخر قلعة تسقط . سلم مفاتيح المدينة الدويلة . وغادر على عجل . وكأنه هارب من نفسه . وفوق ربوة عالية . توقف مرة أخرى . وأدار لجام جواده العربي الأصيل . نحو امارته القابعة أسفل قدميه .انهمرت العبرات غزيرة على خديه . وارسل زفرة حرى طويلة . انبعثت من عمق احشاءه . ثم انطلق مسرعا لا يلوي على شيء . تسبقه خطواته والألم يعتصر قلبه . نحو منفاه الاختياري . يقطع الروابي والجبال . نحو العالم المجهول . بالعدوة الأخرى للبحر …
 رحال امانوز
رحال امانوز
رحال امانوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *