الرئيسيةأخبارالرباط تحتفي بالجمال في الفضاء العمومي: انطلاق فعاليات الملتقى الدولي للتربية الجمالية

الرباط تحتفي بالجمال في الفضاء العمومي: انطلاق فعاليات الملتقى الدولي للتربية الجمالية

تعيش العاصمة المغربية الرباط على وقع حدث ثقافي وتربوي وفني بارز، مع انطلاق الدورة التاسعة من الملتقى الدولي للتربية الجمالية، الذي تنظمه كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس، خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 17 ماي الجاري، تحت شعار: “الفضاء العمومي: تربية، فن، ثقافة”. هذا الملتقى السنوي، الذي أضحى موعدًا قارًا في الأجندة الأكاديمية والثقافية الوطنية، يشكل منصة مفتوحة للحوار بين الأكاديميين والفنانين والممارسين والطلبة من مختلف التخصصات، من داخل المغرب وخارجه، من أجل التباحث في دور الفضاء العمومي كحاضن للتربية على القيم الجمالية والمواطنة والإبداع. افتتاح من قلب المدينة… رسالة جمالية في خطوة رمزية تعكس عمق الشعار المرفوع، أعطيت انطلاقة الملتقى من منتزه الحسن الثاني وسط الرباط، في إشارة قوية إلى ضرورة إعادة الاعتبار للفضاءات العمومية كمجالات للتعبير والتلاقي، وكمختبرات مفتوحة للتجريب الفني والتفاعل الثقافي. وتحول الفضاء إلى معرض حي تفاعل فيه الفن مع الطبيعة، حيث احتضن عروضًا تشكيلية وأدائية مفتوحة للعموم، في تجسيد ملموس لفكرة أن الجمال لا ينبغي أن يُحصر داخل القاعات المغلقة، بل أن يعيش ويتنفس في الشوارع والساحات، ضمن فضاء مشترك ومتاح للجميع. برمجة تجمع بين الفكر والإبداع ويتضمن برنامج هذه الدورة باقة غنية من الأنشطة، تشمل ندوات علمية تناقش مفاهيم التربية الجمالية وتحولات الفضاء العمومي، بمشاركة باحثين من مجالات الفلسفة والتربية والفن والمعمار، إلى جانب عروض فنية تعكس التنوع الثقافي للمشاركين، وورشات تطبيقية تفاعلية مفتوحة أمام الطلبة والمدرسين والمهتمين. ويهدف الملتقى، من خلال هذه المقاربة المتكاملة، إلى تجاوز الفجوة بين التنظير والممارسة، وتعزيز حضور الفن في الفعل التربوي، سواء داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها. فضاء عمومي أكثر إنسانية يؤكد المنظمون أن هذه التظاهرة لا تقتصر على بعدها الأكاديمي، بل تسعى إلى ترسيخ رؤية تؤمن بأن الجمال قيمة إنسانية ومجتمعية، يجب أن تتجلى في المدرسة، وفي الجامعة، وفي الشارع، وفي كل تفاصيل الحياة اليومية. فالتربية الجمالية ليست ترفًا، بل ضرورة لبناء مواطن واعٍ، منفتح، ومشارك في صياغة الفضاء المشترك. نحو أفق جديد للتربية والثقافة بهذا المعنى، يشكل الملتقى الدولي للتربية الجمالية محطة سنوية لإعادة التفكير في أدوار الفن والثقافة والتربية في بناء مجتمع أكثر توازنًا وحساسية ووعيًا. كما يدعو إلى جعل الفضاء العمومي مجالًا للارتقاء الذوقي والمعرفي، ومختبرًا للتعايش والحوار بين الأجيال والثقافات. الرباط، في هذا الأسبوع، ليست فقط عاصمة إدارية، بل مدينة تنبض بالجمال، وتحتضن الأمل، وتراهن على الإنسان كصانع للذوق، وشريك في إعادة تشكيل الفضاء العام بروح فنية وتربوية جديدة. منير بنرقي:تشكيلي وباحث في التربية الجمالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *