الرئيسيةإبداعفريدة عدنان: رسائل في طي الصمت

فريدة عدنان: رسائل في طي الصمت

فريدة عدنان

الرسالة الأولى

التاريخ : آذار سنة ٢٠٢٤

إليك يا وشما أبديا بروحي أبعث ألف قصيدة حب ، تحملها عواصف الشوق المدوية بصدري ،لتتساقط زخاتٍ على أرضك حيت أنت ،كما تتساقط حبات المطر هذا الصباح فرحة بقدوم آذار.

هذا الشهر المحفوف بالغموض والجمال فبعدما كان سيد الحرب في موروث الرومان استطاعت قصائد غزله وجميل حكاياته أن تهزم ذلك الموروث الدامي وتتوجَهُ ملكا للحب.

فزهر الأقحوان والبيلسان وزخات المطر الرشيقة لا تليق إلا بالعشاق.

وأنا اليوم يا تاج الملاح  العاشقة لعيونك والمطر ممتنة  لأول ريح من آذار لكونها بعثت في أعماق روحي المتصدعة موجة جديدة من الأمل.

عانقتُ برودتها فأفصحتْ دقات قلبي المتسارعة عما يجيش في صدري من شوق إليك.

أيها القريب أنت هنا رغم الغياب ،كل الاشياء تذكرني بك .حتى أصوات تلك الطيور المهاجرة تأتيني باسمك فيكبر الحلم في عقلي الصغير بعودتك معها عندما يتفتح زهر الدحنون  .

أخالك هنا بقربي كما كنت بالأمس وآذار يهرع لمعانقتنا تحت زخاته وشمسه الخجولة تستحيل لون خدودي ورودا تتفتح قبل حلول الربيع بأيام وأنت تغازلني قائلا :هلا سألت عيونك يا حبيبتي أن تخبرني كيف لي أن أخفي لهفتي وشوقي أمام جبروت سحرهما؟!!

فتعم حينها الفوضى في قلبي وأرتجف فرحا وأنا أراقص زخات المطر وابتسامتك الهادئة تطوقني من كل جانب.

هكذا لا زالت كلماتك تتردد على مسامعي وتسافر بي حيث أنت وطيفك الجميل يلف كل الأمكنة.

حبيبي هذا الصباح ساورني إحساس أن ريح آذار مهما عصفت لا تهمس باليأس. فالربيع حتما سيأتي ويصبح العالم كله حديقة غناء تتفتح فيها الورود وترقص على بتلاتها الفراشات .

حتى الرعد المدوي يغازل تلك   الغيمات السابحات  في كبد السماء

فتهوى على الأرض خجلا وفرحا أرتوي من مائها حتى الثمالة.

أنادي وأصيح  باسمك علَّ الريح   تحملك إليَّ فللشتاء يا حبيبي ذاكرة لا تشيخ يأتيني بكلك حتى عبير أنفاسك، فأدقق النظر في تفاصيلك وأصنع من تلك الخطوط الرفيعة على وجهك طرقا توصلني إليك. فتضحك  مني الريح ويطرق المطر المنهمر زجاج نافذتي ، يقف قلمي حائرا فأمرر أناملي على خصلات شعري  كمن يمشط أحلامه قبل النوم  . يضيع مني النبض وتبقى في قلبي أنت والمطر ثم لا شيء يذكر.

 توقيع : عاشقة  المطر

     

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *