افتتحت مؤسسة مجموعة مدارس الهناء سكول بآسفي مكتبتها الخاصة التي حملت اسم “مكتبة الهناء” انسجاما في ذلك مع رؤية ناظمة تتبناها المؤسسة وتستمد مشروعيتها من أجرأة المشروع رقم 10 من القانون الإطار 17-51 الرامي إلى الارتقاء بالحياة المدرسية، وكذا الإطار المرجعي للتشبيك الموضوعاتي في المجالات الثقافية والإبداعية والفنية بين الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، ودليل الحياة المدرسية (مديرية الحياة المدرسية، دجنبر 2019)، ثم المشروع الوطني الموسوم بـ “مشروع القراءة من أجل النجاح” وكان هذا الفضاء، فيما سبق، هدفا انبثقت نواته ثم تنامت، لتخرج إلى الوجود منتصف هذه السنة الدراسية، وقد عَدَّتْ إدارة المؤسسة، أن المكتبة ستشكل، لا محالة، ملاذا ثقافيا يشجع المتعلمين على ارتياد عوالم القراءة والنهل من معين مشارب ثقافية متعددة، لذلك بذلت الوُسع في توفير الكتب والقواميس؛ إذ عملت على اقتناء مصنفات وأعمال، محلاة بميسم الفائدة والإجادة، بهدف فتح مغاليق أعين تلاميذها على أعلام الثقافة العربية، من خلال التمرس بأسلوبهم والتعرف على أفكارهم، فضلا عن إطلاعهم على ما زخرت به الآداب العالمية من نصوص اجتمعت فيه اللطائف والطرائف. وتبعا، لذلك، ضمت أروقة مكتبة المؤسسة مؤلفات تشد إلى مجالات معرفية مختلفة: الأدب والتاريخ والسيرة النبوية إضافة إلى اللغات الأجنبية، وتصدرت هذا الفضاء الثقافي مقولة ريتشارد أرمور: “هنا المكان الذي يخفض فيه الناس أصوتهم ويرفعون مستوى عقولهم“.
وقد وجد تلاميذ المؤسسة في هذا الفضاء مجالا مناسبا لإشباع نهمهم القرائي، وانقدح في نفوسهم عشق البحث والاطلاع، ما جعلهم يجوسون دروب القراءة ويتذوقون من مختلف الأطباق الثقافية المعروضة؛ عربية وأجنبية. كما انطلقت في هذا الملاذ ورشات للقراءة الفاعلة، التي تمُرُّ عبر مطالبة المتعلمين بقراءة مجموعة من النصوص المتنوعة (شعرية، وسردية، ومسرحية، وحجاجية…) وتلخيص مقروئهم في شكل تركيبي ينبني أساسا على الخطاطات، على اعتبار أنها ترسخ المعلومات في أذهان التلاميذ أكثر من كتابة المضامين. ثم الانتقال إلى نقد هذه النصوص، بإبداء آرائهم إزاءها، وتقويم ما اعْوَجَّ في كتابتها. وقد أسعفت هذه العملية تلاميذ المؤسسة في بناء نظرية نقدية تنطلق من الكتاب أولا، لتجنح إلى النظر برؤية نقدية في مختلف السلوكات المشينة التي يعرفها محيطهم. واستثمارا في الفعل القرائي، انخرط تلاميذ مجموعة مدارس الهناء سكول، بتأطير من الأطر الإدارية والتربوية للمؤسسة، في مسابقات قرائية وطنية ودولية على غرار مسابقة تحدي القراءة العربي والمشروع الوطني للقراءة.
جدير بالذكر أن مكتبة ستحتضن ورشات تكوينية لمختلف أندية المؤسسة التربوية، وستكون فضاء لعروض وندوات ومسابقات تهدف إلى إبراز إبداعات التلاميذ، وإخراج طاقاتهم من حيز الجمود إلى دائرة الضوء والوجود.