الرئيسيةالأولىحلقات رمضان وكتاب – الحلقة 15 : الهيغيلية وعي شقي من منظور النسوية

حلقات رمضان وكتاب – الحلقة 15 : الهيغيلية وعي شقي من منظور النسوية

الحلقة 8 نظريات نسوية هيلين سكسوس ولوس إريغاري
حلقات : رمضان وكتاب: رحلة في الفكر والتأمل
الفلسفة السياسية النسوية سؤال السيادة والكونية في فكر سيلا بنحبيب
من تأليف :د عزيز الهلالي
  الحلقة : 15 الهيغيلية وعي شقي من منظور النسوية
ما علاقة الأنا بالغير؟
إن الإشكالية التي انطلقت منها باثلر وهي تتمحص كتاب “فينومينولوجية الروح” هي كالتالي:
ما علاقة الرغبة بالاعتراف؟ وكيف تتشكل العلاقة بيت الذات والآخر؟ وهل الذات تعمل على نفي الآخر؟ تلك هي الهواجس التي صاحبت باثلر أثناء قراءتها للمتن الهيغيلي. لكن، الإمعان في بؤر التوتر التي تتسلل خلف النص، جعل باثلر تضع يدها على إشكالية الذات كعائق مدمر للآخر ولمبدأ الاعتراف.فالغاية التي تتوق إليها باثلر تروم “تحرير الرغبة من السلب ومن الذات”.
ترى باثلر بأن الروح الهيغيلية ليست سوى ذات حالمة أو بالأحرى “شخصية هزلية كرتونية لا تعبأ بالعقبات والانتكاسات التي تواجه طريقها”. صحيح أن جدة هذه الرحلة تكمن في الانفتاح على الاختلاف، وهو أمر على قدر كبير من الأهمية لدى باثلر، لكن قدر الاختلاف هو أنه يقع في قبضة “الروح..الجائعة”. فلحظة الالتقاء بالآخر هي نفس لحظة التهامه. إن حلول الاختلاف في الروح تتأسس بذلك علاقة الاستعباد والقهر. فالوعي لا يتعرف على الآخر إلا من خلال ذاته. الذات وقد باتت آلة مدمرة، فلكي تتعرف على ذاتها يجب أن تدمر الآخر.
تصف باثلر هذه العلاقة بين العبد والسيد بصراع الموت، إذ من خلال موت الآخر يسترد الوعي الذاتي استقلاليته. رغبة السيد رغبة في الحياة، وهذه الرغبة لا تتحقق سوى بموت الآخر.فالموت نهاية الرغبة.والرغبة جهد متواصل لتجاوز الانكسارات والعقبات. يشير هيغل في كتابه “فينومينولوجية الروح” إلى أن الرغبة لا تنفصل عن الوعي الذاتي، فالوعي الذاتي ليس شيئا آخر سوى الرغبة. وبما أن الرغبة هي انعاس للوعي تتحول إلى آخر. ومعرفة الآخر تصير معرفة الذات ويتحقق الاعتراف الذاتي من خلال العلاقة الدياليكتيكية بين الذات والموضوع.
فإذا كان التساؤل يخص طبيعة العلاقة بين الرغبة والاعتراف، أو كيف تتشكل العلاقة بين الروح والآخر؟ فإن الجواب يتطلب الكشف عن وجه الروح المفرط في الكراهية والعنف، لأن سيادة الروح ليست سوى ممارسة تدميرية ونفيا للآخر.

ترى باثلر أن “مسار الفلسفة الغربية، من أفلاطون مرورا بديكارت وصولا إلى كانط وهيغل، تقوم على نسج قصة الذات الذكورية”. فحكاية وحدة الذات لا تعمل سوى على طمس حكاية الآخر، يعني طمس تاريخه ورغباته ومقاصده. فسلطة الذات تعبير مطلق عن سلطة الرجل التي تتجسد في الفضاء العام من خلال ممارسته في حقل العدالة والسياسة والقانون.

أمينة بنونة
أمينة بنونة

أمينة بنونة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *