مجلة طنجة الأدبية الموقع الأدبي والثقافي الأول داخل العالم العربي، يتم تحديثه على مدار 24 ساعة ويفتح المجال لكل المبدعين في شتى أنحاء العالم للتعريف بأعمالهم الأدبية و الفنية من قصة، شعر، زجل، رواية، دراسة، نقد، مسرح، سينما، تشكيل، كاريكاتير، موسيقى، حوارات و إصدارات
تلقيت على هاتفى رسالة قصيرة من “صديق قديم ” حدد لي موعد لقاء، مؤكدا أنه: (يريد أن يطمئن علي … )
فاض قلبي العليل فرحا كالبحر…
هرولت على عجل إلى المكان الموعود، لما دخلت مقهى ثريا على نهر أبي رقراق*، رأيت رجلين جالسين على حافة النهر يتحدثان، اقتربت جذلان خائفا في الآن نفسه، اهتديت إليه بسهولة، علامته المسجلة:أنفه الأفطس، سلمت عليهما، تبخر الرجل الثاني، أصبت بالدوار، عزوت الأمر إلى الواقع والظل، أو أكلة ” البيصارا”* في مطعم شعبي بباب الحد*.
خضنا أحاديث متنوعة متناقضة، فى شغف وريبة لأن الصديق قد غاب عن الأنظار مدة طويلة، تغيرت سحنته كأنه خرج من مثلث أفلاطون..
لما حان وقت الفراق حدثني هامسا عن غرض دنيء ينوي تحقيقه، التمس مني مساعدته بخسة ونذالة، ولم يكن “الاطمئنان علي ” وارداً على الإطلاق.
انتبهت بعد ساعة من الجلوس أني وحيد أتحدث مع الصديق الوهم، وعيون ” ألبة العاصمة “تحدجني باستخفاف…
استيقضت على نسائم نهر أبى رقراق،غادرت المكان مسرعا، لكيلا يكتشف غبائي مسلمو الرباط، أمسكت عباءتي بأسناني، حملت نعلي بيدي، قطعت المسافة الفاصلة بين الرباط وسلا متزحلقا كالضفدعة على سطح النهر العجيب، فارا من الصداقة والعاصمة إلى مدينة سلا…للجلوس بجانب قبر الولي الصالح ” بن عاشر”…للاستشفاء…
* أبو رقراق نهر مغربي، ينبع من الأطلس المتوسط: يصب في المحيط الأطلسي، على مستوى مدينتي الرباط وسلا.
علي عبدوس