حلقات رمضان وكتاب: – الحلقة : 6 ما الحركة النسوية ؟

يعود مفهوم ” الحركة النسوية ” إلى سنة 1890، حيث ظهرت النزعة النسوية لأول مرة في فرنسا. بعدها انتشرت في باقي الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية. لكن، إذا انطلقنا من السؤال التالي: ما المقصود بالحركة النسوية؟ فإنه من الصعب إيجاد تعريف شامل وموحد لهذا المفهوم. أما صعوبة التحديد، فهي تأتي من عدم القدرة على ضبط مسارات معقدة للحركة النسوية تاريخيا وسياقيا ونظريا. فمفهوم ” الحركة النسوية ” يتشكل ويتغير في حركة انسيابية ويتفاعل مع روافد فكرية وخطابات إيديولوجية. ولذلك فإن أية محاولة تروم وضع ضوابط للتعريف تصطدم ” بمفهوم مزعج”. وانزعاج المفهوم يتولد من خلال زخم تعدد الحركات والنظريات الأكاديمية النسوية وما تفرزه من نقاشات وخلافات تثار على أكثر من مستوى. ويمكن القول، إن “النزعة النسوية لم تكن نسقا موحدا، لكونها تقدم معاني مختلفة حول ذاتها” .ومن ثمة، نتحدث فقط عن نظريات نسوية بصيغة الجمع، تتعدد وتختلف مقاربتها باختلاف طبيعة الإشكال.

وأمام هذا الانفلات على مستوى التحديد، يمكن أن نرصد نقط التقاطع التي تقع في قلب الاختلاف.يتعلق الأمر ببناء إستراتيجية “نقدية تروم تغيير الممارسات الذكورية المهيمنة”، مما يتطلب إعادة بناء نظم وقواعد أخلاقية وسياسية لمبدأ المساواة. ولهذا فإن “النزعة النسوية حركة تبحث عن إعادة تنظيم العالم وفق مبدأ المساواة بين الجنسين ورفض كل أشكال التمييز ضد الأفراد على أرضية الجنس”. فالحركة النسوية، بقدر ما تتعدد تلاوينها النظرية والسياسية والأخلاقية، بقدر ما تتوحد على جهة المنطلقات الكبرى التي تخص مبدأ المساواة والحرية والإنصاف والحقوق والعدالة…