في الغياب… يولد السؤال من خاصرة الزمن.
وتضيع النفس اليائسة، بين صدى الجنان، وهذا الرماد.
أمضغ الظلام ، أدهس الخوف تحت قدمي الحافيتين
و أبتلع كل شيء …
الأسماء والأماكن، الحروف والدفاتر القديمة
الأسئلة العقيمة ، والأجوبة الباهتة
أبتلع كل شيء…
حتى الدقائق الآتية…
علي، أعيد القليل من الدفء لهذا الصقيع .
كان اللقاء غريبا..
حين وقع نظري ،على شبحي الشريد
يسرق النظر إلي ،من خلف نظارتيه المشقوقتين.
حفرتان غائرتان، يابستان …
تنفثان الكثير من الكلام
وجها لوجه، نتهيأ لنلقي السلام…
مائلين ، كلوحة شاحبة على الجدار
غامضين ، كرسوم سومارية يملأها الغبار
ثائرين، كأرض تأبى الإنكسار.
نتهجى تفاصيلنا …ونخفي ما وشت به العيون للخدود
نراهن على الوقت ، الذي يسبقنا
وعلى الحرف الذي يمزق حناجرنا
كأنها ولادة ،من رحم الصمت.
أنا الآن ، مع آخري
ندقق في تضاريس القلب
وفي خفقات الروح ، و ندرس خرائط الجسد
بأنغامه وألغامه الملقاة عليه
نعبر وديانه وصحاريه القاحلة، بأقدام عارية.
حتى إذا ما جاء الليل ، توسدنا راحتينا المرهقتين
وقلبنا ما تبقى لنا، بين صفحات الذاكرة
علنا ،نجد معبرا للكلام …
أو ثغرة ،يتسلل منها السنا ، إلى كبد الظلام..

أسماء خيدر / المغرب