أكدت وزيرة الثقافة والرياضات بحكومة إقليم الأندلس، باتريسيا ديل بوزو فرنانديز، خلال زيارتها لبيت الذاكرة في مدينة الصويرة، أن هذه المدينة تُعد نموذجاً عالمياً فريداً في مجال الحوار الثقافي والتسامح والتعايش السلمي. جاء ذلك خلال مشاركتها في ندوة ضمن فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان الدولي “روح الثقافات”، حيث أشادت بالهوية المتعددة التي تميز الصويرة، معتبرة إياها مثالاً حياً للانسجام بين التقاليد والمعتقدات المتنوعة.
وأبرزت الوزيرة الأندلسية أن الصويرة لا تمثل مجرد فضاء تلتقي فيه الثقافات، بل هي شاهد على كيفية تحول التسامح إلى جزء من الحياة اليومية، حيث تتجسد قيم التعايش عملياً، بعيداً عن كونها مجرد نظريات. وأشارت إلى أن هذه الروح المتفردة تجعل المدينة جسراً ثقافياً وروحانياً بين الشعوب، ما يمنحها مكانة خاصة على المستوى الدولي.
كما نوهت ديل بوزو فرنانديز بالعلاقات العريقة التي تجمع بين الأندلس والمغرب، مؤكدة أن مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، بصفتها أحد منظمي هذا اللقاء، تساهم بفعالية في تعزيز هذه الروابط التاريخية والثقافية. واعتبرت أن التراث المشترك بين الضفتين يعكس ثراء لا يقدر بثمن، سواء من خلال الفنون أو الصناعات التقليدية، وهو إرث يستحق التثمين من أجل استمرار بناء جسور التفاهم المتبادل.
وفي ختام تصريحها، عبرت الوزيرة الإسبانية عن تقديرها لجهود الفاعلين المحليين في الحفاظ على التراث الثقافي الاستثنائي للصويرة، معتبرة أن مهرجان “روح الثقافات” يمثل انعكاساً واضحاً لروح الانفتاح والعيش المشترك التي تميز المدينة، وتجعل منها مرجعاً عالمياً للتسامح والتعددية الثقافية.