جرى مساء الجمعة بمدينة طنجة الإعلان عن الفائزين بجائزة بيت الصحافة للثقافة والإعلام في دورتها الأولى لعام 2024، خلال حفل بهيج شهد حضور شخصيات بارزة من مجالات الصحافة والإعلام والثقافة والمجتمع المدني. هذا الحدث الذي نظمه بيت الصحافة بطنجة، كان فرصة لتكريم ثلة من الصحافيين والمثقفين الذين أسهموا في إثراء المشهد الإعلامي المغربي وتعزيز صورة مدينة طنجة وطنياً ودولياً.
وقد شهد الحفل، الذي احتضنه مقر بيت الصحافة بحضور والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة يونس التازي، وعامل إقليم الفحص-أنجرة عبد الخالق المرزوقي، وكاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي عبد الجبار الراشدي، وعدد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية، توزيع جوائز تقديرية في مختلف الفئات الإعلامية والثقافية. كما حضر السفير الفلسطيني المعتمد لدى المملكة المغربية جمال الشوبكي، ما أضفى على المناسبة بعداً دولياً يعكس الأهمية المتزايدة التي تحظى بها هذه التظاهرة في الساحة الإعلامية.
وفي هذا السياق، أكد والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة في كلمة ألقاها بالمناسبة أن هذه الجائزة تعد اعترافاً بالجهود المبذولة من قبل الإعلاميين والمثقفين في تعزيز الهوية الثقافية للمدينة، مشيراً إلى أن طنجة ليست فقط مدينة تاريخية وإنما أيضاً مركز إشعاع ثقافي وحضاري على الصعيدين الوطني والدولي.
وقد عادت جائزة أفضل عمل إعلامي لتسويق صورة مدينة طنجة إلى الصحفي عبد الرحيم تفنوت عن القناة الثانية، بفضل برنامجه الوثائقي “كان يا مكان” الذي تضمن خمس حلقات تسلط الضوء على تاريخ المدينة العريق. من جهة أخرى، فاز الكاتب والمترجم عبد الخالق النجمي بجائزة أفضل عمل ثقافي عن كتابه “محادثات سرية حول طنجة”، وهو عمل أدبي متميز يعكس غنى وتنوع المشهد الثقافي للمدينة.
وفي فئة الأعمال الاقتصادية، تم منح جائزة طنجة المتوسط لأفضل عمل إعلامي مناصفة بين الصحفي حمزة المتيوي عن تحقيقه المنشور في جريدة “الصحيفة” بعنوان “طنجة المتوسط مركب مينائي بحجم دولة”، وبشرى الحضيكي عن برنامجها التلفزيوني الذي بث على قناة تامازيغت تحت عنوان “طنجة قطب اقتصادي ينمو بقوة بالمملكة”. وتأتي هذه الجائزة تقديراً للدور المحوري الذي يلعبه المركب المينائي طنجة المتوسط في تعزيز التنمية الاقتصادية للمغرب.
أما في مجال الدراسات والبحوث الاقتصادية، فقد فازت بالجائزة مناصفة الصحفية صوفيا فكرود عن تقريرها الإذاعي بعنوان “الطحالب السمراء وغزاة المتوسط”، والباحث عبد الرفيع زعنون عن دراسته المعمقة حول “دور المغرب في حوكمة الهجرة”. ويعكس هذان العملان عمق التحليل والبحث الذي يتسم به المشهد الإعلامي المغربي، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا الحيوية التي تهم مستقبل البلاد.
وفي سياق متصل، كانت جائزة الهجرة ومغاربة العالم من نصيب الصحفية فرحانة عياش عن برنامجها الإذاعي “مهاجر مغربي من الغابون” الذي بث على إذاعة ميدي 1، والصحفي عبد الله التيجاني عن روبورتاجه المنشور في موقع هسبريس بعنوان “الهروب الكبير: رحلة عذاب لآلاف الشباب والقصر الحالمين بالهجرة الجماعية”. وقد سلط هذان العملان الضوء على معاناة المهاجرين المغاربة وأحلامهم في تحقيق مستقبل أفضل خارج الوطن.
وعلى صعيد آخر، أوضح مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال عبد اللطيف بنصفية، الذي ترأس لجنة تحكيم الجائزة، أن الأعمال المشاركة تميزت بمستوى رفيع من الاحترافية والإبداع، مشيراً إلى أن اللجنة واجهت صعوبة كبيرة في اختيار الفائزين نظراً لتقارب جودة الأعمال المتنافسة. وأضاف أن الهدف من هذه الجائزة هو تحفيز الإعلاميين والمثقفين على تقديم محتوى يعكس الصورة الحقيقية للمغرب ويعزز مكانته في المحافل الدولية.
وفي كلمته بالمناسبة، أشار رئيس بيت الصحافة بطنجة سعيد كوبريت إلى أن هذه الجائزة تهدف إلى دعم الإبداع في مجالي الصحافة والثقافة، وتشجيع الإعلاميين على تسويق صورة إيجابية للمغرب عموماً ومدينة طنجة خصوصاً. كما أكد كوبريت أن بيت الصحافة سيواصل تنظيم مثل هذه التظاهرات التي تسهم في تطوير المشهد الإعلامي الوطني وتعزيز التواصل بين مختلف الفاعلين في المجال.
ومن أبرز لحظات الحفل، لحظة تكريم عدد من الشخصيات الإعلامية والثقافية التي تركت بصمتها في الساحة الوطنية. فقد تم تكريم عميد الصحفيين المغاربة الصديق معنينو، والكاتب العام لقطاع التواصل ومدير المركز السينمائي بالنيابة عبد العزيز البوجدايني، ومدير قناة الثقافية عبد الصمد بن شريف، ونائبة رئيس المجلس الوطني للصحافة فاطمة الزهراء الورياغلي. كما شمل التكريم الكاتب والإعلامي فيليب بولون، الذي ساهم بشكل كبير في التعريف بالثقافة المغربية في المحافل الدولية.
وأعرب الصديق معنينو، في كلمة له عقب التكريم، عن سعادته بهذا الاعتراف الذي يعكس تقدير الجهود التي بذلها على مدى عقود في خدمة الصحافة الوطنية. كما دعا معنينو الجيل الجديد من الصحفيين إلى التحلي بالمهنية والمسؤولية في نقل الخبر وتحليل الأحداث.
وفي ختام الحفل، جرى توزيع دروع وشهادات تقديرية على الفائزين والمكرمين، وسط أجواء احتفالية عكست روح التقدير والاعتزاز بالعمل الإعلامي والثقافي. وقد عبر الحضور عن أملهم في أن تستمر هذه الجائزة في دورات مقبلة، وأن تشمل فئات جديدة تسهم في إثراء المشهد الإعلامي الوطني.
يذكر أن جائزة بيت الصحافة للثقافة والإعلام تعد مبادرة فريدة من نوعها تهدف إلى تشجيع الإبداع والتميز في مجالي الصحافة والثقافة، وتعزيز التعاون بين الإعلاميين والمثقفين لتسويق صورة إيجابية للمغرب في الخارج. كما تهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تهم المواطنين، وتشجيع الصحفيين على تقديم محتوى إعلامي ذي جودة عالية.
وقد عبر عدد من الإعلاميين والمثقفين الذين حضروا الحفل عن إعجابهم بمستوى التنظيم وحسن اختيار الفائزين، مؤكدين على أهمية هذه المبادرة في تحفيز الإعلاميين على الابتكار والإبداع. كما شددوا على ضرورة استمرار مثل هذه التظاهرات التي تعزز التواصل والتعاون بين مختلف الفاعلين في المجال.
بهذا الحدث، تكون مدينة طنجة قد أكدت مرة أخرى ريادتها في مجال الإعلام والثقافة، ورسخت مكانتها كمنارة للإشعاع الثقافي والحضاري في المغرب. وقد عبر عدد من الحاضرين عن تطلعهم إلى مزيد من المبادرات المشابهة التي تسهم في تعزيز مكانة الإعلام والثقافة في تنمية المجتمع.
واختتم الحفل بتقديم وصلات موسيقية أضفت أجواء من البهجة والسرور على الحاضرين، وسط أجواء من التفاؤل بمستقبل أفضل للإعلام والثقافة في المغرب. وتجدر الإشارة إلى أن بيت الصحافة بطنجة، الذي تأسس عام 2014، يهدف إلى توفير فضاء ملائم للإعلاميين لممارسة عملهم وتعزيز التواصل بينهم وبين مختلف الفاعلين في المجال.
وفي انتظار الدورة المقبلة من الجائزة، يبقى الرهان قائماً على استمرار هذه المبادرة وتعزيزها لتشمل فئات جديدة، وتقديم محتوى إعلامي وثقافي يليق بمكانة المغرب على الساحة الدولية.