الرئيسيةأخبارالمغرب يشارك في احتفالات اليونسكو باليوم العالمي للثقافة الإفريقية: تكريم للتنوع والتقارب الثقافي

المغرب يشارك في احتفالات اليونسكو باليوم العالمي للثقافة الإفريقية: تكريم للتنوع والتقارب الثقافي

اليونسكو

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للثقافة الإفريقية وذات الأصول الإفريقية، أعلنت اليونسكو عن تنظيم النسخة القادمة لهذا الحدث يوم 22 يناير 2025 في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس. ومن بين الدول المشاركة في هذا الحدث البارز تأتي المملكة المغربية ببرنامج ثقافي متنوع يهدف إلى إبراز التراث العريق للمغرب وتقديم مساهمة ملموسة في إثراء الحوار الثقافي العالمي.

يعد اليوم العالمي للثقافة الإفريقية وذات الأصول الإفريقية مناسبة سنوية للاحتفاء بالتنوع الثقافي الذي تزخر به القارة الإفريقية والمجتمعات المنحدرة من أصول إفريقية في مختلف أنحاء العالم. ويأتي هذا الاحتفال كتجسيد للرؤية التي تسعى إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وإبراز أهمية التراث الثقافي الإفريقي بوصفه أحد الروافد الأساسية للحضارة الإنسانية.

البرنامج الذي ستقدمه المملكة المغربية في هذه التظاهرة الثقافية سيشمل مجموعة من الأنشطة الفنية والعروض الموسيقية والمعارض التراثية التي تسلط الضوء على تاريخ المغرب الغني وتنوعه الثقافي. ومن المتوقع أن يشهد هذا الحدث مشاركة واسعة من الشباب المغربي، حيث سيتم تسليط الضوء على تجاربهم الإبداعية في مختلف المجالات الثقافية والفنية.

بالإضافة إلى الفقرات الفنية والثقافية، سيشمل البرنامج المغربي جلسات نقاشية تهدف إلى تسليط الضوء على الدور الذي يلعبه المغرب في تعزيز الوحدة الإفريقية والتعاون الثقافي بين دول القارة. ويعد هذا الحضور المغربي جزءًا من التزام المملكة بتعزيز الحوار الثقافي والتفاهم المتبادل بين الشعوب.

وفي تصريح لها خلال الإعلان عن تنظيم هذا الحدث، أكدت سميرة المليزي، الكاتبة العامة لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، على أهمية هذا اليوم في تعزيز الهوية الثقافية الإفريقية وتعميق الوعي بالدور الذي تلعبه الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي. وأضافت المليزي أن المغرب سيواصل جهوده في دعم المبادرات التي تسعى إلى إبراز الثقافة الإفريقية وتعزيز حضورها على المستوى الدولي.

ومن بين الأنشطة البارزة التي ستنظمها اليونسكو بمناسبة هذا اليوم العالمي، سيتم تنظيم ورش عمل وحلقات نقاشية يشارك فيها نخبة من المثقفين والفنانين الأفارقة، بهدف تبادل الخبرات وطرح أفكار جديدة لتعزيز التعاون الثقافي بين الدول الإفريقية وبقية العالم. كما سيتم تخصيص مساحة لعرض الأطباق التقليدية الإفريقية، في خطوة تهدف إلى التعريف بالتنوع الغذائي الذي يميز القارة.

وأوضحت اليونسكو أن الاحتفال بهذا اليوم يهدف إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية: أولاً، تسليط الضوء على التنوع الثقافي الإفريقي وإبراز إسهاماته في تشكيل الهوية الثقافية العالمية؛ ثانياً، تعبئة المجتمعات الإفريقية والمنحدرة من أصول إفريقية لتعزيز قيم الوحدة والتضامن؛ ثالثاً، دعوة الدول الأعضاء في اليونسكو إلى تبني هذا اليوم والاحتفاء به بشكل رسمي؛ وأخيراً، تعزيز دور الثقافة بوصفها وسيلة لتحقيق التقارب بين الشعوب وتعميق أواصر الأخوة الإنسانية.

تاريخيًا، يعود إعلان اليوم العالمي للثقافة الإفريقية وذات الأصول الإفريقية إلى شهر نوفمبر من عام 2019، عندما قرر المؤتمر العام لليونسكو في دورته الأربعين اعتماد يوم 24 يناير من كل عام للاحتفاء بهذا الحدث. وجاء هذا القرار بمبادرة من دولة طوغو، التي لقيت دعمًا كبيرًا من العديد من الدول الأعضاء، بما في ذلك المغرب. ويعكس هذا الإعلان التزام اليونسكو بدعم الجهود الرامية إلى حماية التراث الثقافي الإفريقي وتعزيز حضوره على الساحة الدولية.

على الصعيد الوطني، يولي المغرب اهتمامًا خاصًا بالاحتفال بهذا اليوم، حيث شهدت العاصمة الرباط العام الماضي تنظيم مجموعة من الفعاليات الثقافية بمناسبة اليوم العالمي للثقافة الإفريقية وذات الأصول الإفريقية 2023. وشملت هذه الفعاليات معارض فنية وحفلات موسيقية وندوات فكرية شارك فيها نخبة من المثقفين والفنانين المغاربة.

ومن بين الفعاليات البارزة التي نظمت في الرباط خلال النسخة الماضية من هذا الاحتفال، تم منح “جائزة كيكيلي”، التي تُمنح للشخصيات التي تساهم في تعزيز الثقافة والتقارب بين الشعوب. وقد كان هذا التكريم مناسبة للاعتراف بجهود عدد من الشخصيات البارزة التي لعبت دورًا محوريًا في تعزيز الحوار الثقافي بين إفريقيا وبقية العالم.

يذكر أن المملكة المغربية قد دأبت على تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تهدف إلى إبراز التراث الثقافي الإفريقي وتعزيز التعاون الثقافي مع دول القارة. ويأتي ذلك في إطار التزام المملكة بتعزيز الوحدة الإفريقية وترسيخ القيم المشتركة بين شعوب القارة.

في هذا السياق، قال مدير الفنون بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، هشام عبقاري، إن مشاركة المغرب في هذا الحدث الدولي تأتي في إطار حرص المملكة على تعزيز حضورها الثقافي على الساحة الدولية وتوطيد علاقاتها الثقافية مع دول القارة الإفريقية. وأضاف عبقاري أن المغرب سيواصل جهوده لدعم المبادرات التي تهدف إلى إبراز الثقافة الإفريقية وتعزيز حضورها على المستوى العالمي.

وأضاف عبقاري أن الاحتفال باليوم العالمي للثقافة الإفريقية وذات الأصول الإفريقية يشكل فرصة مهمة لتسليط الضوء على التنوع الثقافي الذي يميز القارة الإفريقية والتعريف بالتراث الغني الذي تزخر به. وأكد على أهمية هذا الحدث في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب وتوطيد العلاقات بين الدول.

وعلى هامش هذا الاحتفال، من المتوقع أن يتم تنظيم لقاءات ثنائية بين المسؤولين الثقافيين المشاركين في الحدث بهدف مناقشة سبل تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الإفريقية وبقية العالم. كما سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجال الفنون والثقافة.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للثقافة الإفريقية وذات الأصول الإفريقية يمثل فرصة لتعزيز الوعي بأهمية الثقافة كعامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة والسلام. ومن خلال هذا الاحتفال، تسعى اليونسكو إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وتشجيع المجتمعات على تبني قيم التفاهم والتسامح.

ويأتي تنظيم هذا الحدث في وقت يشهد فيه العالم تحديات كبيرة تتطلب تعزيز التعاون الدولي والتضامن بين الشعوب. وفي هذا السياق، يمثل الاحتفال باليوم العالمي للثقافة الإفريقية وذات الأصول الإفريقية مناسبة لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة وتوطيد العلاقات بين مختلف الثقافات.

ختامًا، يمثل اليوم العالمي للثقافة الإفريقية وذات الأصول الإفريقية فرصة مهمة للاحتفاء بالتنوع الثقافي الذي يميز القارة الإفريقية وتسليط الضوء على التراث الغني الذي تزخر به. ومن خلال هذا الحدث، تسعى اليونسكو إلى تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب وتعميق أواصر التفاهم والتعاون بين الدول.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *