تقرير اللجنة
إن اللجنة المجتمعة مساء يوم الخميس 12 دجنبر 2024 ، وبعد مشاهدة الأفلام المعروضة للمنافسة، يومي الأربعاء والخميس وبعد مناقشات مستفيضة طبعها التشبث بالاخلاق المهنية، والحرص على مراعاة الموضوعية والروح الايجابية، وبعد تبادل الرأي ، على قاعدة احترام شبكة قراءة متجردة للافلام المعروضة:
أولا: تنوه بهودات التي بذلتها الأطراف المنظمة، متمثلة في الجامعة الوطنية للاندية السينمائية (جواالمجسم) والمكتب السينمائي المغربي ووزارة الشباب والثقافة والاتصال، قطاع الثقافة والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة
تنوه بالجو الفني الراقي الذي طبع تنظيم هذه الثلاثية السينمائية المتميزة، وما رافقها من اخلاق الاعتراف والتثمين العالي للالتزام الفني الصادق وفرسانه، سواء في الافتتاح او في الاختتام…
وتنوه علاوة على ذلك بكل الأطراف التي ساعدت على انجاح هاته التظاهرة الراقية، ومنهم على وجه الخصوص المديرية الاقليمية لوزارة الثقافة في شخص مديرها والادارة الساهرة على مسرح عفيفي كما مسرح الحي البرتغالي وخصوصا الفنان البارع هشام بهلول.
كما تنوه عاليا بالجمهور الذي حج بكثافة ، إلى قاعات الافتتاح والعرض والاختتام ضاربا نموذجا لحسن الذائقة الفنية الشعبية المحبة للفنون وعلى راسها الفن السابع، والمتأهبة لإنجاح كل مبادرة جادة ومسؤولة يسكنها الأفق الفني الرفيع.
وتنوه اللجنة كذلك بكل الاعمال المشاركة وبالمجهودات التي بذلها المتسابقون من أجل تقديم منتوج فني يحترم قواعد العمل وياخد بعين الاعتبار الذكاء الجماعي للمتلقين، وياصل لهذا الفن الغني بالتجارب بنصوص أصيلة وذاتية وبتجارب تمتح من المخزون البصري المغربي.
وعليه :
1 التنويه:
تعتبر اللجنة أن المحاولة الجادة من اجل تحقيق مشاركة محترمة جدا ، «للمغرب السينمائي النائي» و البعيد عن المركز، ودمجه في حلبة الانتاج والمنافسة ومن ثمة انتمائه الى المشهد السينمائي الوطني يعد مجهودا محترما للغاية ، لاسيما عندما تتوفر في الفيلم القصير، عناصر حكي فيلمي متجانسة ووحدات سردية ذكية ساعدت على خلق علاقات مقنعة بين شخصيات الفيلم ، كما أن الحرص على جمالية الصورة وتعدد مشْهديَّتها الفنية وفضاءاتها المفتوحة البديعة ، كانت كلها عناصر متوفرة في فيلم علاش لا ؟ للمخرج نور الدين علوي
2 – جائزة التشخيص :
ممثل تمتع بقدرة استثنائية على التعبير العاطفي، حيث استطاع تجسيد المشاعر المعقدة بشكل واقعي تمامًا، مما جعل المشاهد يشعر بكل لحظة تمر بهاالشخصية في الفيلم .حصل هذا للممثل مروان بلعربي عن فيلم الشامبري .
3- جائزة «الراحل عبد الرزاق الغازي فخر» للسيناريو
إن ما استرعى انتباه اللجنة بشكل قوي، هو أن الفيلم الذي وقع عليه الاختيار للجائزة التكريمية العالية الرمزية، هو نجاحه في إيصال فكرة السيناريو، التي تعاقد عليها مع الجمهور من خلال العنوان وكذا من خلال تقديم الفيلم . كما أن الفيلم نجح في التكثيف اللغوي ، والقدرة على تصوير الفكرة بأقل ما يمكن من العبارات والجمل، عبر وضع العبارات نفسها على لسان الشخصيات المعنية بالفيلم. وباحترام ايقاع زمني لاتشوبه عِلَّة تسريع او علة تمطيط، اضافة الى عناصر الكتابة الأخرى التي تجعل الحوارات محكمة ودقيقة.. وترى أن اللجنة أن المواصفات المذكورة توفرت بشكل ذكي و،فني في فيلم : «حقيقة..» للخضر الحمداوي.
4 جائزة «الراحل محمد الدهان» للاخراج
ترى اللجنة ان الفيلم الذي اقترحته لهذه الجائزة قد نجح في خلق فسحة سينمائية من داخل فضاء مغلق، ينتقل الداخل والخارج فيه بسلاسة ، وتتوزعه شخصيات متناقضة ذات وظائف سردية متباينة تقوى من الشعور بالمعاناة التي يعيشها ساكن الفضاء المقصود .
كما تميز الفيلم بكفاءة الاخراج العالية في ادارة الممثل وجسده وتفاعلاته الداخلية ونقل حالته الذهنية للمتلقي واقتسامها معه.
ونجح الفيلم في تقديم تركيبه بارعة في التصوير والايقاع، واستعمال تقنيات إيحائية عوضا عن اللغة، التي لم يمثل غيابها عقبة في طريق وصول الفكرة ونجاح التلقي.. وأجمعت اللجنة على أن الفيلم الذي وفر كل هاته العناصر هو فيلم..«شامبري» لفداء اسباعي.
5ـ جائزة الراحل محمد الركاب الكبرى
اجمعت اللجنة أن الفيلم المختار للجائزة ، تكاملت فيه عناصر الكتابة الفيلمية ، من سيناريو وإضاءة وتقنيات اخراج وتشخيص علاوة على حسن تدبير الفضاء الفلمي ، وقد تعززت القيمة الفنية بلغة سارد خارجي ، ولغات تعددية (فرنسية دارجة وعربية فصحى). وبنجاحه في توطيد العلاقة بين الشخصيتين المحوريتين في الفيلم ، ودقة الحوار قوته بدون تغريبه عن واقع المفترض في الفيلم ، موسيقى تصويرية تعمل باستقلالية تار و تعمل كمكمل فني تارة اخرى complément artistique..
اجمعت اللجنة ان السردية السينمائية كانت مضبوطة وذكية في الحفاظ على وحدة المعنى بالرغم من التجريبية في اللعب على الزمن الدائري، (البداية نهاية والعكس صحيح) فقد برع المخرج في تدبير الزمن بفنية حافظت للفيلم على سلاسته و توالي أحداثه.
وترى اللجنة أن الفيلم الذي اجتمعت فيه هاته الدوال الفنية هو فيلم :«يوما ما» للمخرج رشيد زكي.