رحل عن عالمنا، صباح اليوم الثلاثاء، الفنان المغربي القدير مصطفى الزعري عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان البروستاتا الذي أضعف مناعته وأرهق جسده على مدى الأشهر الأخيرة.
تلقى الفنان الراحل حصص العلاج الكيميائي بالمستشفى العسكري بالرباط، حيث حظي بعناية طبية مكثفة. ورغم تحسن حالته الصحية مؤقتًا في أبريل الماضي، إلا أن المرض عاد ليُجهد جسده حتى وافاه الأجل.
في تصريح سابق، أعرب الزعري عن امتنانه لجلالة الملك محمد السادس، الذي تكفل بمصاريف علاجه منذ 15 عامًا، حيث أشرف طبيب ملكي خاص على حالته الصحية ومنحه الخيار بين تلقي العلاج في المغرب أو خارجه. هذه الالتفاتة الملكية تركت أثرًا عميقًا في نفسه وكانت دليلًا على المكانة التي حظي بها الفنان الراحل.
نعى عدد من الفنانين المغاربة الراحل بكلمات مؤثرة، حيث كتب الفنان محمد الشوبي: “الله أكبر، الرحمة والمغفرة من رب كريم، رحم الله الفنان مصطفى الزعري”.
مسيرة فنية زاخرة
يعد مصطفى الزعري من جيل رواد الفن المغربي، وقد بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، حيث أثّر بمواهبه المتعددة في مجالات المسرح، التلفزيون، والسينما.
برز الزعري بأدواره الكوميدية المميزة، خاصة ضمن الثنائي الفني “الداسوكين والزعري”، الذي جمعه برفيق دربه مصطفى الداسوكين. كما خاض أولى تجاربه السينمائية عام 1973 في فيلم “الصمت، اتجاه ممنوع” للمخرج عبد الله المصباحي، وشارك في عدد من المسرحيات البارزة مثل “بنت الزاز”، “الجيلالي طرافولتا”، و”دابا تجي دابا”.
تميّز الراحل بخبرته الشاملة في مختلف جوانب المسرح، حيث أبدع في مجالات الديكور، الملابس، الماكياج، والإضاءة. كما حظي بتكريم في العديد من المهرجانات الوطنية تقديرًا لمساره الفني الغني والمميز.
بوفاته، تفقد الساحة الفنية المغربية أحد أبرز رموزها الذين أثروا المشهد الثقافي لعقود طويلة. رحم الله الفنان مصطفى الزعري، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.