الرئيسيةإبداعقصيدة البردة: درة الشعر في مدح الرسول للإمام البوصيري

قصيدة البردة: درة الشعر في مدح الرسول للإمام البوصيري

قصيدة البردة للإمام البوصيري

قصيدة البردة للإمام محمد بن سعيد البوصيري تعد واحدة من أشهر قصائد المدح النبوي وأكثرها تأثيرًا في التراث العربي والإسلامي. تحمل القصيدة عنوان “الكواكب الدرية في مدح خير البرية”، لكنها اشتهرت باسم البردة نسبة إلى قصة الشفاء المعروفة التي رُوي أن الإمام البوصيري كتبها بعد أن شفي ببركة النبي صلى الله عليه وسلم.

مطلع قصيدة البردة:

أمن تذكر جيرانٍ بذي سلم
مزجت دمعًا جرى من مقلةٍ بدمِ

ثم يسترسل البوصيري في وصف حاله وحبه للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم يفيض في مدحه:

محمد سيد الكونين والثقلين
والفريقين من عربٍ ومن عجمِ

هو الحبيب الذي تُرجى شفاعته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحمِ

أبرز ملامح القصيدة:

  1. مدح النبي صلى الله عليه وسلم: البوصيري يصور النبي بأبهى الصفات الروحية والجسدية، مبرزًا رحمته وشفاعته للأمة.
  2. التوسل والاستغفار: يعبر عن ذنوبه وأخطائه، طالبًا العفو والرحمة ببركة النبي.
  3. الإعجاز النبوي: يتحدث عن معجزات النبي وأثره العميق في البشرية.
  4. الختام بالصلاة على النبي: يُنهي القصيدة بالدعاء والصلاة على النبي، كوسيلة للقبول والبركة.

قصيدة البردة لم تقتصر على تأثيرها الشعري فقط، بل أصبحت جزءًا من الإرث الثقافي الإسلامي، حيث تُقرأ وتُنشد في المناسبات الدينية والاحتفالات بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.

 

1. مطلع القصيدة

أَمِنْ تَذَكُّرِ جِيرانٍ بِذِي سَلَمِ
مَزَجْتَ دَمْعاً جَرَى مِنْ مُقْلَةٍ بِدَمِ

أَمْ هَبَّتِ الرِّيحُ مِنْ تِلْقَاءِ كاظِمَةٍ
وَأَوْمَضَ البَرْقُ فِي الظَّلْمَاءِ مِنْ إِضَمِ

2. العتاب للنفس

فَمَا لِعَيْنَيْكَ إِنْ قُلْتَ اكْفُفَا هَمَتَا؟
وَمَا لِقَلْبِكَ إِنْ قُلْتَ اسْتَفِقْ يَهِمِ؟

أَيَحْسَبُ الصَّبُّ أَنَّ الحُبَّ مُنْكَتِمٌ؟
مَا بَيْنَ مُنْسَجِمٍ مِنْهُ وَمُضْطَرِمِ؟

3. شكاية النفس

لَوْلاَ الهَوَى لَمْ تُرِقْ دَمْعاً عَلَى طَلَلٍ
وَلاَ أَرِقْتَ لِذِكْرِ البَانِ وَالعَلَمِ

فَكَيْفَ تُنْكِرُ حُبّاً بَعْدَ مَا شَهِدَتْ
بِهِ عَلَيْكَ عُدُولُ الدَّمْعِ وَالسَّقَمِ؟

4. التوبة

يَا لَائِمِي فِي الهَوَى العُذْرِيِّ مَعْذِرَةً
مِنِّي إِلَيْكَ وَلَوْ أَنصَفْتَ لَمْ تَلُمِ

مَحَضْتَنِي النُّصْحَ لَكِنْ لَسْتُ أَسْمَعُهُ
إِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُذَّالِ فِي صَمَمِ

5. مدح النبي ﷺ

مُحَمَّدٌ سَيِّدُ الكَوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْنِ
وَالفَرِيقَيْنِ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمِ

هُوَ الحَبِيبُ الَّذِي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكُلِّ هَوْلٍ مِنَ الأَهْوَالِ مُقْتَحِمِ

دَعَا إِلَى اللَّهِ فَالمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ
مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْفَصِمِ

فَاقَ النَّبِيِّينَ فِي خَلْقٍ وَفِي خُلُقٍ
وَلَمْ يُدَانُوهُ فِي عِلْمٍ وَلَا كَرَمِ

6. ذكر المعجزات

كُلُّهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ مُلْتَمِسٌ
غَرْفاً مِنَ البَحْرِ أَوْ رَشْفاً مِنَ الدِّيَمِ

وَوَاقِفُونَ لَدَيْهِ عِنْدَ حَدِّهِمُ
مِنْ نُقْطَةِ العِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الحِكَمِ

فَإِنَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبُهَا
يُظْهِرْنَ أَنْوَارَهَا لِلنَّاسِ فِي الظُّلَمِ

7. الصلاة والسلام على النبي ﷺ

مَا رَامَ مَطْلَبَهُ المُدَّاحُ مِنْ أَحَدٍ
إِلَّا وَأَنْجَحَ فِي مَسْعَاهُ بِالكَلِمِ

مَا زَالَ يُصْدِرُ أَهْلَ الفَضْلِ قَاطِبَةً
إِلَى مَوَارِدِ نُعْمَاهُ بِغَيْرِ جَمِّ

فَصَلِّ يَا رَبِّ دَائِمَاً عَلَى عَلَمٍ
وَصَاحِبِيهِ وَمَنْ لَاحَتْ لَهُ عَلَمِ

8. ذكر شفاعته ﷺ

لَمْ يَجْتَمِعْ لِرَسُولِ اللَّهِ نَاصِرُهُ
إِلَّا أَتَتْ نُصْرَتُهُ بِالنَّصْرِ لِلأُمَمِ

وَلاَ أَصَابَتْ شَفَاعَاتُ النَّبِيِّ رَدًّا
فِي خَطْبِ أُمَّتِهِ إِلَّا بِطِيبِ شَمِّ

فَهُوَ الشَّفِيعُ الَّذِي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الأَبْرَارِ وَالنِّعَمِ

9. ذكر جهاده ﷺ

أَكْرِمْ بِخَيْرِ رَسُولٍ زَانَ أُمَّتَهُ
زَانَ الشَّبَابَ بِإِقْبَالٍ عَلَى الحِكَمِ

رَاعَتْهُ قُرْشٌ وَرَاعَتْهُ الْعَرَبُ
وَكَانَ دِينُ الإِسْلاَمِ كَالْعَلَمِ

10. مناجاة النبي ﷺ

يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ
سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الحَادِثِ العَمَمِ

وَلَنْ يَضِيقَ رَسُولَ اللَّهِ جَاهُكَ بِي
إِذَا الكَرِيمُ تَحَلَّى بِاسْمِ مُنْتَقِمِ

فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا
وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالقَلَمِ

11. الاستغفار والتوبة

إِنْ لَمْ تَكُنْ فِي مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي
فَضْلًا وَإِلَّا فَقُلْ يَا زَلَّةَ القَدَمِ

فَإِنَّنِي عَبْدٌ مُضْطَرٌّ إِلَى رَحْمَةٍ
تُغْنِي الْغَنِيَّ وَتُغْنِي كُلَّ مُعْدَمِ

12. خاتمة

ثُمَّ الرِّضَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَنْ عُمَرٍ
وَعَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ عُثْمَانَ ذِي الْكَرَمِ

وَآلِهِ وَالصَّحَابَةِ ثُمَّ أَتْبَعُهُمْ
أَهْلَ التُّقَى وَالنَّقَى وَالحِلْمِ وَالكَرَمِ

يَا رَبِّ بِالمُصْطَفَى بَلِّغْ مَقَاصِدَنَا
وَاغْفِرْ لَنَا مَا مَضَى يَا وَاسِعَ الكَرَم

 

 

تحميل قصيدة البردة كاملة pdf:
بردة المديح للإمام البوصيري

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *