نُوقِشت بآداب تطوان يوم الثلاثاء 16 جمادى الأولى 1446 هـ – 19 نوفمبر 2024م، أطروحة جامعية للطالبة الباحثة شروق المليحي في موضوع: “الْحَركةُ الثقافيةُ والأدبيةِ بمدينة أصيلا 1970ـ2017″بِإِشْرَافِ الْأُسْتَاذِ الدكتور أَحْمَدَ بوعود وعضوية الأساتذة الدكاترة: أحمد هاشم الريسوني، مصطفى بوجمعة، يحيى بن الوليد، سعاد الناصر. وبعد المناقشة العلمية مُنِحت للطالبة شروق المليحي شهادة الدكتوراه في الآداب بميزة مشرف جداً مع التوصية بالطبع وهذا نص تقرير الطالبة الباحثة:
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحِبَهِ أَجْمَعِينَ .
الْحَمْدُ للهِ وكفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا محمدٍ النَّبِيّ الْمُصْطَفَى وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ اجْتَبَى.
وَبعْدُ،
السادةُ أعضاءُ الّلجنةِ العلميةِ المُوقّرةِ
الحضورُ الكريمُ
السلامُ عليكمْ ورحمةُ الله وبركاتُه.
أَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى مِنّتِه وَفَضْلِهْ بِأَنْ يَسَّرَ لِي وَأَنْعَمَ عَلَيَّ بِالْوُقُوفِ أَمَامَكُمْ الْيَوْمَ في رِحَابِ هَذِهِ الْكُلِّيةِ الْعَامِرَةِ، لأُقدِّمَ تَقْرِيرًا عَنْ أطروحتِي الْمَوْسُومَةِ بـ ” الحركةِ الثقافيةِ والأدبيةِ بمدينة أصيلا 1970ـ2017″ بِإِشْرَافِ الْأُسْتَاذِ الدكتور أَحْمَدَ بوعود.
وأَتَوَجَّهُ بِالشُّكْرِ وَالتَّقْدِير لمَنْ كَانَ لهُم الْفَضْلُ بَعْدَ الْمَوْلَى جَلَّ عُلَاهُ في إنْجَازِ هَذِهِ الأطروحةِ عَسَى أنْ أُوَفِّيَهُمْ بَعْضَ حَقِّهِمْ وَعَلَى رَأْسَهِمْ فضيلة الدكتورُ عَبْدُ اللَّطِيفِ شهبون؛ الَّذِي كَانَ لي مُوَجِّهاً وَمُعِيناً جَزَاهُ اللَّهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةَ..
وَالْأُسْتَاذُ الدكتور أَحْمَدُ بوعود عَلَى تَبَنِّيهِ هَذَا الْعَمَل علمياً وتوْجيهياً وَالْإِشْرَافِ عَلَيْهِ إشرافا تاماً؛ ناصِحًا ومُرْشِداً ومُوجِّهاً ومُعيناً ومُيَسِّراً منذُ أن كان بذْرةً حتى اسْتوى على صِيغتِه.
وَالشُّكْرُ للأستاذِ الدكتورِ أحمد هاشم الريسوني على جميلِ ما قدمهُ من دُروسٍ تأطيريةٍ وحَلْقاتٍ عِلميةٍ، فضْلاً عنْ مُشاركَتهِ في عُضْوية هذهِ المناقشة العلميةِ
وَالْأُسْتَاذُ الدكتورُ مصطفى بوجمعة على ما أسداه من خدماتٍ علمية في هذهِ المناقشة.
وَالْأُسْتَاذُ الدكتورُ يحيى بن الوليد نموذجُ الباحثِ الدّقيقِ والموَجِّه الديداكتيكي الرّفيع.
وَالْأُسْتَاذة الدكتورة سعاد الناصر باركَ اللهُ في كُلِّ أعْمَالِها
شُكراً لهذا اللَّفيفِ العِلْمِّي المُبارَكِ عَلَى قَبُولِهِ الْمُشَارَكَةَ في مُناقشَةِ أطرُوحتي والشُّكْرُ مُمْتدٌ على ما قدّموهُ وسيُقدِّمونَهُ من مُلاحظاتٍ بُغْيَةَ التَّجْوِيدِ والتّنقِيح.
وهذا تقريرٌ عامٌ حول أطروحتِي:
تمهِيدٌ
حقّقَتِ الحَركةُ الثقافيةُ والأدبيةُ بالمغربِ في العُقودِ الأخيرة ِتراكُمًا كبيرًا على مُستوى الإنتاجِ كمًا وكيْفًا؛ لتأثّرهِ بالآداب: الغربيَّةِ والعربيَّةِ ترجمةً وقراءةً واطِّلاعًا. وَقَدَ تَنَاوَلَ هَذَا الأدبُ تِيماتٍ عِدَّةً متُنوّعةً وَقَضَايَا مُتَشَعِّبةً، تَتَجَاوَزُ بِذَلِكَ ما هُوَ ذَاتِيٌّ وَمَحَلِّيٌ ، كَمَا كَانَتِ الْحَرَكَةُ الثقافيةُ والأدبيةُ في أَصِيلًا متنوعةً في طُرُقِ الْبِنَاءِ، وَاسْتِغْلَالٍ التقنياتِ الْأَدَبِيَّةِ الْحَدِيثَةِ.
وَعَلَى الرَّغْمِ من ْكَثْرَةٍ الْإِنْتَاجِ الأدبي الْمَغْرِبِيِّ ، فإنه ما تَزَالُ الدِّراساتُ النقديَّةُ قَلِيلَةً مُقارَنةً بِهَذَا الْكَمِّ الْكَبِيرِ من الإبداعاتِ الْأَدَبِيَّةِ الَّتِي يصعُبُ الْإِحَاطَةَ بِهَا جَمِيعَهَا ، كَمَا تَفْتَقِرُ المكتباتُ الْمَغْرِبِيَّةُ إِلَى دِراساتٍ نَقديَّةٍ حَدِيثَةٍ عنِ المشْهَد الثّقافِيّ والأدَبيِّ الْأَصِيلِيّ .
إنّ السَّاحَةُ النقديَّة في حَاجَةٍ إِلَى الِاهْتِمَامِ بازدهار الثقافةِ الْأَدَبِيَّةِ بأصيلا، وَالْأَعْمَالِ الْأَدَبِيَّةِ الَّتِي أَنْجَزَهَا أُدَبَاءَ الْمَدِينَةِ ومُثقفُوها، وَمَنْ كَانَ لهم اتِّصَالٌ بدوائرها الثقافية وَالْعَلَمِيَّةِ ؛ حَيْثُ إنّ الْمَشْهَدِ الأدبي في أَصِيلًا حَظِّي ، في الْإِبْدَاعُ الْمَغْرِبِيِّ ، بِحُضُورٍ قَوِيٍّ ومتنوعٍ وثَرِيٍ؛ مما يدعو إِلَى تَخْصِيصِ دِرَاسَةُ للحركة الثقافية والأدبية في أَصِيلًا ، وَتَحْلِيلِ أَعْمَالِ أدبائها ومثقفيها من شُعَرَاءُ وفنانين ومؤرخين ومفكرين ومسرحيين وقصّاصين وروائيين وحكائيين وَغَيْرهمْ .. وَإِبْرَازٍ الْمُظَاهِرِ الثقافية والأدبية الَّتِي خلدت الْمُصَنَّفَاتِ الإبداعية والدراسات الْأَدَبِيَّةِ .
تَنَاوَلْتُ موضوعَ: (الْحَرَكَةِ الثقافيةِ والأدبيةِ بِمَدِينَةِ أَصِيلَا : 1970و2017، مُرَكِّزةً عَلَى أَهَمِّ الدّراساتِ .
رَاوَدَتْنِي فِكرةُ الْبَحْثِ في هَذَا الْمَوْضُوعِ لاعتقادي بِأَنَّ تاريخَنا الثقافيَّ لا تَكْتَمِلُ حَلْقاتُه إلَّا بِأَبْحَاثٍ ودراساتٍ تَعْمَلُ عَلَى إبْرَازِ الْمظَاهِرِ الثَّقافيةِ والأدبيةِ الَّتِي خلّدتِ الْمُصَنَّفَاتِ الإبداعيةَ والدراساتِ الْأَدَبِيَّةَ .
ازدهرَ النَّشَاطُ الثَّقافيُ في أَصِيلًا في شَتَّى الميادِين والْعُصُورِ ، لهذا كَانَ من الْوَاجِبِ الْعِنَايَةُ بتسجيل تِلْكَ الْمُظَاهِرِ الثقافيةِ والأدبيةِ وَالْعِلمِيةَ وَتَوْثِيقهَا لرَبْط الْحَاضِرِ بِالْمَاضي؛ خُصوصا إِذَا عَلِمْنَا أنَّ إهْمَالَ الْبَحْثِ فيها يُعرِّضُها للضياع الَّذِي ينتجُ عَنْهُ جَهْلٌ بمَجهودات آَبَائِنَا وَأَسْلَافِنَا في الْمَيْدَانِ الْفِكْرِيِّ والأدبي. لِذا فتتبُّع حركيةِ التَّأْلِيفِ وَالْإِبْدَاعِ في أَصِيلًا يجْعلُنا نُحَصِّلُ عَلَى رَصيدٍ عِلْمِيٍّ مُهِمٍّ، مع الْعِلْمِ أنَّ أَصِيلًا قامتْ بِأدوارٍ كَبِيرةٍ في الْحَرَكَةِ الوطنية ؛ حيث كَانَتْ تضُمُّ الْعَدِيدِ منَ الْأَحْرَارِ الَّذِينَ أَعْلَنُوا تمَسُّكَهم بِوَحْدَةِ الْمَغْرِبِ وَحُرِّيَّتِهِ وَاسْتِقْلَالِهِ ، وقاوَموا الاحْتلاَليْنِ الإسبانيَّ والفرنسيَّ .
– أهميــَّـة الأطروحة ودوافعُها:
ليس من السَّهْلِ دِرَاسَةُ الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية في أَصِيلًا الْحَدِيثَةِ دِرَاسَةً عِلْمِيَّةً منظمةً ومتكاملةً؛ فلقد اعْتَنَى هَذَا الْعَمَلُ بِتَحْلِيلِ الْخَلْفِيَّةِ الثقافيةِ والأدبيةِ بأصيلا من الِاسْتِقْلَالِ إِلَى يوْمهِ وَتَحْدِيدًا بيْنَ 1970إلى 2017م.
وَمِنْ هُنَا ، تَنْصَبُّ هَذِهِ الدِّرَاسَةُ عَلَى الثقافةِ والأَدبِ في مدينة أَصِيلًا وَفْق دِرَاسَةٍ تصْنيفيةٍ، تَنَاوَلْتُ فيها الْجَوَانِبَ التَّارِيخِيَّةَ والثقافيةَ وَالْعِلْمِيَّةَ ، وَذَكَرْتُ مجموعةً من الْمَجَالِسِ والنّدوات الْعِلْمِيَّةِ وَالْعُلَمَاءَ الَّذِينَ زارُوها وَنَزَلُوا بِهَا وكانَ لهُمْ تَأْثِيرٌ ثقافيٌ وأدبيٌ. وَمِنْ ثَمَّ ، فالحقيقةُ الْأَدَبِيَّةُ لها طَبِيعَتُهَا الْخَاصَّةُ ومنهجُها الْخَاصُّ. وبالتالي، فهي ليست سِوَى تَفْسِيرٍ عَامٍّ يُمكِنُ الِاطْمِئْنَانُ إلَيْهِ في حُدُودٍ مُعَيّنةٍ؛ فالبحثُ الأدبيُّ لا يُواجِهُ ظَوَاهِرَ كَمِّيَّةً مادِّيةً تُقَاسُ بِالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَالْكَثَافَةِ.
وما يُميّزُ هَذَا الْبَحْثَ أَنَّهُ محاوَلةُ تَتـَـبُّعِ الظَّوَاهِرِ الْأَدَبِيَّةِ في فَترة الْحِمَايَةِ وَالِاسْتِقْلَالِ .
يَتجلَّى ازدهارُ الثّقافةِ الْأَدَبِيَّةِ بأَصيلا في الْقَرْنِ الْعِشْرِينَ في الْأَعْمَالِ الْأَدَبِيَّةِ الَّتِي أَنْجَزَهَا أُدَبَاءُ الْمَدِينَةِ ومثقفُوها وَمَنْ لهُم اتِّصَالٌ بدوائِرها الثّقافيةِ وَالْعِلْمِيَّةِ . بِالْإِضَافَةِ إِلَى أنَّ مدينةَ أَصِيلًا امْتَازَتْ بِوُجُودِ ظُرُوفٍ خَاصَّةٍ جَعَلْتهَا تحتلُّ مَكانةً مُتميِّزةً في مَجال هَذِهِ الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ والثقافيةِ.
كَانَ الشِّمَالُ الْمَغْرِبِيِّ ملجأَ الوطنيين الَّذِينَ قَدِمُوا من الْجَنُوبِ، وكان مِن بَيْنَ اللَّاجِئِينَ طَائِفَةٌ صَالِحَةٌ من الْعُلَمَاءِ والمُثقّفِينَ والسّياسيِينَ الَّذِينَ كانوا لا يُكِلُّون مِنَ الْعَمَلِ في مَجالِ الدِّعَايَةِ للقَضيةِ الْمَغْرِبِيَّةِ، وفَضْحِ سِيَاسَةِ الاحتلالِ، وَالِاهْتِمَامِ بِمَجَالِ الثّقافَةِ وَالْأَدَبِ شِعْرًا وَنَثْرًا، من خِلَالِ وُجودِ حَرَكَةٍ ثقافيةٍ مُهِمّةٍ لمْ تَزَلْ تَنْمُو منُذ الإصلاحاتِ الَّتِي أُدْخِلَتْ عَلَى حُقُولٍ الثقافةِ وَالتَّعْلِيمِ، وَأَدَّتْ إِلَى إيفادِ بعثاتٍ عِلْمِيَّةٍ إِلَى الشَّرْقِ، وَإِحْدَاثِ جَوَائِزَ أَدَبِيَّةٍ للأبْحاثِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالْعَرَبِيَّةِ والأنْدَلُسيةِ.
قامَتْ أَصِيلًا في الْعَصْرِ الْحَدِيثَ بَعْدَ تَوْقِيعِ عَقْدِ الْحِمَايَةِ بِعَمَلِ رَائِدٍ في مجال الِانْبِعَاثِ الوطني، وفضْح مخططات الِاحتلالِ، وَالِانْفِتَاحِ عَلَى الْعَالِمِ الْعَرَبِيِّ ، وَتَحْقِيقِ النَّهْضَةِ الثقافية الوطنية الْإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ مِن أَسْبَابِ مُقَاوَمَةِ المُحْتلِّ ، وَمِنْ أَهَمّ الْوَسَائِلِ لاستعادة السِّيَادَةِ الوطنية.
كَانَتْ أَصِيلًا إِلَى جَانِبِ مُدُنٍ أُخْرَى تحتلُّ مقامًا مرموقًا في حَقْلِ الثّقافةِ وَالْأَدَبِ ، وَكَانَتِ الْحَرَكَةُ الْأَدَبِيَّةُ تَتَمَيَّزُ بالتّنَوُّعِ وَالرُّقِيِّ نَتِيجَةَ وجُودِ صَحافةٍ مُتنوعةٍ مُتمتِّعةٍ بِقَدْرٍ كَبِيرٍ مِنَ الْحُرِّيَّةِ الْفِكْرِيَّةِ. بِالْإِضَافَةِ إِلَى الْوَعْيِ الوطنيِّ الَّذِي عَمَّ الْمَغْرِبَ ، وكانتْ أَصِيلًا مرْكزَ لقاء الوطنيِين المُثَقّفِينَ، فنتَجَ عَنْ ذَلِكَ تَبَادُلٌ في الْأَفْكَارِ وتَبادلٌ في الْمُؤَثِّرَاتِ الثقافيةِ، اتّفَقُوا عَلَى إذْكَاء شُعْلَةِ النَّهْضَةِ وَالْيَقِظَةِ..
– دوافعُ الاختيارِ:
أما الأسباب التي دفعتني إلى البحث في موضوع الحركة الثقافية والأدبية بأصيلا (1970-2017)؛ فهي:
-النّقصُ الواضحُ في الدِّراساتِ الأكاديميةِ التي تنَاولتْ مَوضوعَ الحركةِ الثقافيةِ والأدبيةِ بأصيلَا مِنْ منْظُورٍ جَديدٍ، ومُنفتَحٍ على مُنجَزاتٍ حَديثةٍ؛
– حَاجَةُ الْأَدَبِ الْمَغْرِبِيِّ إِلَى بُحُوثِ مُتَخصِّصة تَتَنَاوَلُ جانِباً مُحدَّداً مِنْ جَوَانِبِ الْحَرَكَةِ الثقافيةِ والأدبيةِ في أَصِيلًا ؛
– الْحَاجَةُ إِلَى مُواكبَةِ التَّطَوُّرِ الْحَاصِلِ في الْحَرَكَةِ الثقافيةِ والأدبيةِ في أَصِيلًا في ضَوْءِ مُقَارَبَةٍ بِيبِليُوغْرافيةٍ؛
– جُلُّ الْأَبْحَاثُ الَّتِي قُدِّمَتْ من قَبْلٌ كَانَ اهْتِمَامُهَا منحَصِراً في الْحَرَكَةِ الثّقافية قبْلَ الْحِمَايَةِ وخِلالهَا.
أهـْـدافُ الأُطروحةِ:
تَتَمَثَّلُ أَهْدَافُ هَذَا الْعَمَلِ في:
دِرَاسَةٌ تصنيفيةٌ لتآليفِ بَعْضِ أَعْلَامِ أَصِيلَا وَتَتَبُّعِ إبْداعِهِم الثقافِي والأدبِي؛
إبْرَازُ عَمَلَ الْأُدَبَاءِ وَالْكُتَّابِ في الْقِيَامِ بتَوْعِيةِ الْمُجْتَمِعِ الْأَصِيلِيِّ خِلَالَ هَذِهِ الْفَتْرَةِ وَقَبْلَهَا؛
اسْتِجْلاءُ الإشْعاعِ الثقافيِّ والأدبيِّ قبْلَ الِاسْتِقْلَالِ وبَعْدهُ ؛
إبْرَازُ الْإِنْتَاجِ الأدبيِّ لكُتّابٍ وشُعَراءِ الْفَتْرَةِ المدروسة؛
تَحْدِيدُ التَّغَيُّرَاتِ الَّتِي أَثَّرَتْ في الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ والثّقافيةِ في أَصِيلَا ؛
اسْتِكْشَافَ عَمَلَ التُّرَاثِ التأْلِيفِيِّ والإبْداعيِّ؛
– إشْكالُ الأطروحةِ:
يُحاولُ هَذَا الْعَمَلُ الْإِجَابَةِ كَانَتْ الْإِشْكَالُ التَّالِي :
ما مَدى حُضُورِ الثّقافةِ وَالْأَدَبِ في أَصِيلَا خِلَالَ هَذِهِ الْفَتْرَةِ 1970-2017؟
وَيَتَفَرَّعَ عَنْ هَذَا الْإِشْكَالُ مجموعة من الْأَسْئِلَةِ :
ما مظاهر الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية في هَذِهِ الْفَتْرَةِ ؟
ما خُصُوصِيَّاتِ الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية بِمَدِينَةِ لأصيلا الْحَدِيثَةِ ؟
وما دُورِ أَعْمَالِ التُّرَاثُ التأليفي والإبداعي في تَطَوَّرَ الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية في أَصِيلًا ؟
وما التَّغْيِيرَاتِ الَّتِي أَحْدَثَهَا التَّأْلِيفِ وَالْإِبْدَاعُ الأدبي والثقافي في أَصِيلًا ؟
وما دَوْرُ الجَمْعيات الثقَافية في إبْرَازِ الْمَشْهَدِ الثقافيِّ في أَصِيلًا ؟
– دِراسات سابقــةٌ
ما أَنْجَزَ من أَبْحَاثٌ وَرَسَائِلَ جَامِعِيَّةِ وَكُتُبُ أَدَبِيَّةٌ وَنَقْدِيَّةِ حَوْلَ الْحَرَكَةِ الثقافية والأدبية في أَصِيلًا قَلِيل. وَسَبَقَتْ دِرَاسَةُ مدن أُخْرَى بِشِمَالٍ الْمَغْرِبِ من جَانِبِ الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ والثقافية مثل مدينة تطوان وَالْعَرَائِشِ وَالْقَصْرَ الْكَبِيرِ . ولعلّ دراسة عن الدينامية الثقافية والأدبية لأصيلا هي أبرزَتها الدكتورة سناء غيْلان في موضوعِ الحكايةِ الشعبيةِ في أصيلا.
– منهــجُ الأطروحةِ
اعْتَمَدْتُ في هَذِهِ الأطروحةِ عَلَى منهجٍ تاريخيٍ بمَقُولَتِه يعتَمِدُ الرَّصْدِ الكْرُونُولُوجِي مع تَفْكِيكِ وَتَرْكِيبِ وتأويلِ مُجْمَلِ الْمُكَوِّنَاتِ وَالظَّوَاهِرِ .
– مِعمارُ الأطروحة:
يتَأَلَّفَ معمار الأطروحة من مُقدمةٍ وَمَدْخَلٍ وَخَمْسَة أَبْوَابٍ وَخَاتِمَةِ .
الْمَدْخَلْ: إطارٌ نظرِيٌ حَوْلَ تَارِيخِ مدينة أَصِيلَا شَمِلَ الْمُؤَثِّرَاتِ الْعَامَّةِ الَّتِي ساهمت في تشكيل الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ والثقافيةِ بأصيلا من اجْتِمَاعِيَّةٍ وثقافيةٍ وتاريخيةٍ وكان لها تَأْثِيرٌ فعليٌ عَلَيْهَا ، وَمُحَاوَلَةَ تلمُّسِ التَّحَوُّلِ وَالتَّطَوُّرِ الَّذِي طَرأَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَذَلِكَ في مبحثيْن اثْنَيْنِ .
الْبَابُ الْأَوَّلُ: تجْسِيدٌ للفعْل الأدبيّ ووسَمْتُه ب “الْحَرَكَةِ الشِّعْرِيَّةِ بِمَدِينَةِ أَصِيلَا، وَقَدَ اشْتَمَلَ عَلَى أَرْبَعَةِ فصولٍ: تَنَاوَلَ الْأَوَّلَ شَخْصِيَّةُ الْأَدِيبِ: أَحْمَد عَبْد السَّلَامِ الْبَقَّالِي (ت2010). وَاخْتَصَّ الثَّانِي للْحَدِيثَ عَنْ شَخْصِيَّةِ الْمُبْدِعِ : مُحمد البُوعْنَاني لكَوْنِه رَائِدِ الْحَرَكَةِ الْأَدَبِيَّةِ في أصيلاـ وَاخْتَصَّ الثَّالِثُ بالشاعِر وَالْمُتَرْجِمِ الْمَهْدِي أخْريف. والْرابع خَصَّصَتْهُ للحديثِ عَنْ مُبدِعِنا وشاعِرِنا الدكتور مولاي أَحْمَدَ هَاشِمٍ الريسوني.
الْبَابُ الثَّانِي : الْحَرَكَةُ النَّقْدِيَّةُ بِمَدِينَةِ أَصِيلَا من خِلَالِ ثَلاَثَة فُصول:
الْأَوَّل: خاصٌ بالناقِد والرِّوائِي يحيى بن الْوَلِيدِ ، و الثَّانِي: المُختَصُّ وَالنَّاقِدُ أُسَامَةَ الزُّكارِي. والثَّالِثُ: متعلقٌ بالْأُسْتَاذ أَبُو الْخَيْرِ النَّاصِرِيُّ وهو من نُقّادِ أَصِيلًا الْبَارِزَيْنِ .
الْبَابِ الثَّالِثُ «حَرَكَةِ الحكيِ الشَّعْبِيّ بِمَدِينَةِ أَصِيلًا»: تَنَاوَلَتْهُ في فصلين .
الْأَوَّلُ: بِالْأَدَبِ الشَّعْبِيُّ بأصيلا (الْمَفَاهِيمِ التأصيلية) الْفَصْلِ الثَّانِي: الحَكْيُ الشَّعْبِيّ بأصيلَا «مائةُ حِكَايَةً وَحِكَايَةِ » لمحمد أَمِين المليحي أُنْمُوذَجًا .
الْبَابُ الرَّابِعُ حَوْلَ : الْحَرَكَةِ التشْكِيلية بِمَدِينَةِ أَصِيلَا ، وَاشْتَمَلَ عَلَى ثَلاَثَةِ فُصولٍ: الْأَوَّل: الفنان عَبْدٌ الْإِلَهِ بُوعُودِ (ت2004)، والثَّانِي: الفنانُ التشكيلي محمد المليحي (ت2020) والثَّالِثُ : الفنّانة التّشْكيلية سَوْسَنْ الملِيحي.
الْبَابِ الْخَامِسُ: الْعَمَلُ الثقافيِ الجَمْعويّ بِمَدِينَةِ أَصِيلَا، وَقَسَّمْتُه إِلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ.
الْأَوَّل: جمعيةُ قُدَمَاءِ تَلَامِيذِ ثَانَوِيَّةِ الإِمَامِ الْأَصِيلِيِّ، الثَّانِي : جَمْعِيّةِ اللِّقَاءِ المَسرَحيِّ بأصيلا، والثَّالِث: جَمْعِيَّةُ منتدى أَصِيلَا، والرَّابِع : جَمْعِيَّةُ ابْنَ خَلْدُونٍ للبحث التَّارِيخِيُّ والاجتماعي .
خَاتِمَةُ : خلاصة لأهم ما تَوَصَّلَتْ إلَيْهِ الأطروحة وقدْ ذيَّلْتُها بلائحةِ ْمَصَادِرِ وَمرَاجِعِ وفهرسٍ عَامّ.
وأتمنى من اللَّه عَزَّ وَجُلّ ، أن يكونَ هَذَا الْعَمَلَ قَدْ أَضَافَ لبنةً إِلَى لبناتِ صَرْحٍ الدراساتِ الْأَدَب