ينمو قلبي في لحظة هاربة
كشمس كلما خلدت للسهر
سقطت في حافتك القصية
كقطعة ذهبية في حصالة بلا قاع..
كموجة تنحني رقة
و لسوف تأتي غدا
ربما تعتلي صاخبة.
كمركب يبحر بين أحضان
الأزرق المرتعش لشهوة الشراع
الأزرق الهارب من الغرق.
سلاما…علي من ترك حولي زرقة
و على يديا رذاذ ماء.
فأنا بدونك نورس فقد السماء
فمضى وحيدا تائها في ألف ذات.
و على رمال شاطئك مضيت
ذلك الأزرق أمامي،
ليل صامت بحر صوته في مسمعي.
صوتك الوحيد الذي يحرك
أشرعة فرحي،
موجك يلملم أجزائي مثل
الأبد الذي مضى.
يداعبني، يغازلني
يتسلل ليمحو…آثار خطواتي الوحيدة
و يهمس لي:” فقط ضعي يدك الصغيرة
-روحك العارية ذات الأصابع-هنا-على قلبي
الذي تهدر الأمواج فيه
كقوقعة بحرية فارغة.
اقتربي…اقتربي…صل كي يطول
عمر الماء فالبحر بصدر الليل
قلب خافق في مضجعك.
لنرجع…لنرجع…أيها البحر
مثل صدى أغنيه حب على شفاه
الصيادين.
هناك….أنت..تدرك أن مركبي الصغير
أضاع في ثناياك الشراع.
هناك…أنا التي رأيتني-و نادبتك
فالتفت إلي نورس حط بالقرب منك.
سأكتم صوت تنفسي
و أنا ابلل أصابعي بمياه مالحة
“أشم رائحة اليود ”
و أنهض ثم أقف مثل صخرة مدببة
مبللة بزبد موجك.
أسرع…أسرع خطواتي
حتى لا ينطفئ ضوء شرفتي
المطلة على فيروزك،
فأفتش عنك في قصائدي:
شطوطا ممتدة لجهات لا أعلمها
خصلات نافرة تعرف كيف تسافر للبعيد
ثم تعود على إيقاع النورس
فتبوح لي:” عليك ألا تنسي أن البحر…
كل البحر…عشق الحبر منذ الأبد
و من صمته رسم آثار خطاك
على الرمال حتى…لا تتركي الحب وحيدا
يهمس لكي دوما:
إلى البحر
بقلم سعاد زكراني