نظم اتحاد الصحافة الفرنكفونية-فرع المغرب، يوم الخميس بالدار البيضاء، ندوة حول موضوع “الابتكار في مجال النشر والذكاء الاصطناعي”.
وتندرج هذه الندوة في إطار دورة تكوينية أطلقها الاتحاد، مؤخرا ، لفائدة أعضائه، وذلك في إطار التغيرات العميقة التي يعرفها قطاع الصحافة عبر العالم.
وبهذه المناسبة، أشارت رئيسة اتحاد الصحافة الفرنكفونية-فرع المغرب، مريم الودغيري، إلى أن تنظيم هذه الندوة يجسد التزام الاتحاد بمواكبة الصحفيين في التكيف مع التكنولوجيات الجديدة، مع تعزيز التبادلات والتفكير الجماعي حول مستقبل المهنة.
وأبرزت أن هذه المبادرة تأتي في سياق تشهد فيه الصحافة العالمية “تغيرات عميقة” في ظل التقدم التكنولوجي وتطور النماذج الاقتصادية والتغيرات في عادات استهلاك المعلومة، مشيرة إلى أن هذه الدورة التكوينية تروم أيضا بحث ومناقشة السبل والأدوات اللازمة لاغتنام الفرص التي يوفرها هذا العصر الجديد للصحافة.
وقالت إنه قد تم تسطير برنامج هذه الدورة التكوينية بعناية لتسليط الضوء على مجموعة من المواضيع الهامة على مدار السنة، مشيرة إلى أن المواضيع الرئيسية المختارة تشمل على الخصوص، الابتكار في مجال النشر والتحرير والذكاء الاصطناعي ومواكبة التطور الرقمي.
وأوضحت أن الهدف يتمثل في تمكين أعضاء اتحاد الصحافة الفرنكفونية بالمغرب من تدارس ومناقشة هذه التحديات، وتبادل خبراتهم، وصياغة توصيات عملية تخدم مستقبل المهنة.
من جانبه، أكد نيكولا بيكيه، صحفي بلجيكي وخبير في السرد القصصي الرقمي والابتكار في مجال النشر، على أهمية الابتكار في الصحافة على اعتبار أن “الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الممارسات الصحفية، حيث يسمح لنا بإعادة ابتكار أساليب إنتاج المحتوى مع البقاء في خدمة الإنسان”، معتبرا أن ” الابتكار في مجال النشر ليس خيارا، بل ضرورة بالنسبة لوسائل الإعلام التي تسعى للاستمرار في هذا العصر الرقمي الجديد”.
وأبرز في ،مداخلته، أن الابتكار في مجال النشر يقصد به تكامل التقنيات الجديدة وتطور الأشكال السردية لجذب جمهور أكثر ، مشيرا إلى أنه من بين أبرز الابتكارات “الروبورتاج عبر الهاتف المحمول” الذي يبرز كأداة أساسية للصحفيين، حيث تكمن هذه الممارسة في استخدام الهواتف الذكية والتكنولوجيات المحمولة لإنتاج التقارير في الوقت المناسب ، وبالتالي تقليل أوقات الإنتاج مع زيادة الاستجابة للأحداث الجارية.
وقال إن “إعداد الروبورتاجات عبر الهاتف المحمول يغير قواعد اللعبة. فهو يتيح قدرا أكبر من المرونة وخفض التكاليف وتغطية أكثر شمولا للأحداث. وبفضل الهواتف الذكية، يمكننا التقاط الشهادات والبث المباشر وحتى تصميم مونتاج مقاطع الفيديو، كل ذلك بمقاربة واحدة سهلة وسريعة”.
من خلال هذه الندوة والدورة التكوينية، يهدف اتحاد الصحافة الفرنكفونية-فرع المغرب إلى تحفيز تفكير معمق بين أعضائه والإعلاميين حول التحديات والفرص التي يقدمها هذا العصر الرقمي الجديد. ويعد الابتكار في مجال النشر والذكاء الاصطناعي من الركائز الأساسية لإعادة ابتكار الصحافة ومنحها الوسائل اللازمة للتكيف مع المتطلبات العامة الجديدة .