في أفق تعزيز مشاركة الشباب المغربي وتطوير المعارف والمهارات لديهم، وبهدف خلق بيئة آمنة ومحفزة، و بناء جيل من الشباب يجمع بين التفاني والالتزام بالعمل التطوعي وبين القدرة على الابتكار وتقديم الحلول للمساهمة في تنمية الوطن احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس في الفترة الممتدة ما بين 20 و27 يوليوز 2024 فعاليات ورش وطني شبابي طموح بحضور السادة الأساتذة رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله و عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية سايس و المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب بفاس إلى جانب ما يناهز 600 مستفيدة ومستفيد من الشباب الوافد من مختلف عمالات وأقاليم جهة فاس مكناس.
ويندرج هذا الحدث الهام في إطار تنفيذ البرنامج الوطني “متطوع ” في نسخته الثانية الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب، والهادف أساسا لتأهيل الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و 22 سنة، بشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات أبرزها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية. ومن أهم أهدافه مشاركة الشباب مبادراتهم التطوعية من أجل التنمية الذاتية والجماعية، وتعزيز المسؤولية والمواطنة ونشر ثقافة التطوع . وذلك بناء على اتفاقية الشراكة الموقعة بين السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل والسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والسيد المدير العام للمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية .
وفي كلمته الافتتاحية ركز رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله الدكتور المصطفى إجاعلي على نجاعة برنامج “متطوع” لما له من أهمية في بناء مستقبل البلاد والوطن ،وذكر بانخراط الجامعة في هذا البرنامج وسعيها الدؤوب للمساهمة بتوفير كل الوسائل والإمكانيات اللوجيستية الضرورية لإنجاحه، تفعيلا لبنود الاتفاقية المبرمة بين الوزارة الوصية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل. و لاشك في أن انخراط جميع الأطراف في تطبيق الاتفاقية الموقعة كان له الأثر الايجابي في تحفيز كل المكونات على تحقيق أفضل الأهداف المتوخاة منها. و المساهمة في تعزيز المنظومة الجديدة الخاصة بتسريع استنبات قيم الابتكار والابتكار الرقمي بالتعليم العالي. ما سيمكن بلادنا من الالتحاق في وقت وجيز بالدول التي تتعمد اقتصاد المعرفة في تحقيق ازدهارها. وخلص الدكتور مصطفى إجاعلي أن استراتيجية كل من الجامعة كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس تعمل جاهدة على فتح أبواب التطوع أمام طلبتها لما توفره لهم من فرص سانحة لاكتساب التجارب والخبرات . وبرأي المتدخلين فقد بدأت الكلية تجني ثمار هذا التوجه كما تدل على ذلك النتائج المتميزة التي يحققها طلبتنا في كثير من المسابقات الإبداعية والفكرية والرياضية.
من جهته أبرز الدكتور سمير بوزويتة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس أهمية الحدث الذي يجمع الوزارتين في إطار تنفيذ البرنامج الوطني “متطوع” الذي يهم العناية بالشباب وبما يكتنفه من طاقات وطموحات. وذكر السيد العميد أن المغرب هو بلد الشباب بامتياز. حيث نسبة الشباب في مجمل ساكنته تتجاوز نسبة الشباب فيها 50%. وأضاف أن كل المشاريع الكبرى المهيكلة المعتمدة في ربوع المملكة موجهة أساسا للشباب باعتباره بمثابة رأس المال الحقيقي لبلادنا ، كي يساهم في بناء مسيرة التنمية وخدمة المجتمع .مشددا في السياق ذاته على ما لهذا المعطى من رمزية لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله حيث حظي دائما وما يزال باهتمامه البالغ . داعيا الى تجاوز النظرة السلبية للبعض عن الشباب، مؤكدا في ذات الوقت بأن الشباب هو المحرك الأساس للنهضة وطموح التغيير وركيزة النمو ورفع تحديات المستقبل. واعتبر العميد زويتة أن السعي الاستراتيجي الذي تهدف جامعة فاس تحقيقه. يكمن في البرنامج التنموي الذي جاء به الرئيس الدكتور مصطفى اجاعلي . فهو لم يكتف بوضع الطالب في صلب كل المبادرات ،بل فتح له المجال في اوراش الإبداع والفنون ومختبرات البحث وأقسام التكوين وملاعب الرياضية، كي يساهم بحرية في سقل مواهبه وإغناء قدراته الكفيلة بمساعدته على ولوج عالم المقاولة وسوق الشغل ومتطلبات الحياة .
وتوزعت أشغال البرنامج الوطني “متطوع” في نسخته الثانية والموجه أساسا لفائدة الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 18 و22 سنة والمتعاونة على ثلاث مراحل . المرحلة الأولى : ما بين 20 و27 يوليوز 2024 وتشمل برنامج التوعية والتثقيف المواطن؛عروض موضوعاتية ورشات مسائية المرحلة الثانية: ما بين 01 و14 غشت 2024 مخصصة للتجارب التنشيطية والممارسات المواطنة التطوعية بإحدى المؤسسات الشريكة؛ المرحلة الثالثة: دعم إرادة الشباب المتطوع في إحداث أندية التطوع وتنظيم برامج تطوعية. والذي تميزت مختلف لقاءاته المواطنة بمشاركة العديد من القطاعات والهيئات المتدخلة. وتضمنت أنشطة المراحل الثلاث المحاور الآتية : مغرب الشباب- تاريخ وتراث المغرب-المقاولاتية-التكنولوجية الحديثة وصناعة المحتوى-التطوع والمشاركة الجمعوية –الصحة ورفاهية الشباب-التهييء للممارسة المواطنة.
ويشار إلى أن بلورة مفهوم “المتطوع” كمبادرة جمعت بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الثقافة والشباب والتواصل عمل الطرفان على ترجمته في صيغة برنامج وطني أصبح لزاما الانخراط فيه وتحقيق غاياته. لما له من ارتباط وثيق بقيم المواطنة وحاجيات البلاد إلى تربية الأجيال الصاعدة على روح المبادرة التي في غيابها يصعب خلق آليات الادماج والانسجام بين شرائح المجتمع.
وسجل المشاركون تطلعات الشباب المستفيد إلى التحرر والارتقاء نحو ما يسهل إدماجهم المهني والاقتصادي والمجتمعي والتطوع وتحفيز فعل المبادرة . واعتبار العمل بمفهوم المتطوع هو بمثابة العمل بنظام خاص يضمن نوعا من الشراكة بين مؤسسات الدولة والشباب قصد رسم معالم جديدة لمغرب اليوم والغد تتكامل فيه الطاقات والرؤى والأهداف من أجل خلق مجتمع مبتكر لا يعيش على الاتكالية والاستهلاك بل على الرغبة في الابتكار وصناعة ثروات الآتي. مؤكدين في الوقت ذاته أن برنامج “المتطوع” ليس شعارا فارغ المضمون ،بل نهجا راقيا يعمل الطرفان من خلاله على ترسيخ الضمانات اللازمة لربح معركة التحدي التي يقودها شباب المغرب بإرادة لا تلين وعزيمة لا تهان. للتذكير فقد شارك في هذا النشاط شباب من مختلف عمالات وأقاليم جهة فاس مكناس ( ومنها على الخصوص شباب مدينة تازة).
عزيز باكوش