الرئيسيةأخبارالدورة الثالثة لبرنامج “شاعر ومترجمه” يستضيف شعراء من كوريا وألمانيا ونيجيريا

الدورة الثالثة لبرنامج “شاعر ومترجمه” يستضيف شعراء من كوريا وألمانيا ونيجيريا

التقى الشعراء: الشاعرة تانيا كو هونغ المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذات الأصول الكورية، والشاعر حسين حبش من ألمانيا والشاعر عبدالرحيم عثمان فخرية من نيجيريا في فضاء دار الشعر بمراكش، ليلة الأربعاء 17 أبريل، ضمن فقرة جديدة من برنامج “شاعر ومترجمه” في دورته الثالثة. تجارب شعرية تنتمي لجغرافيات متعددة، تلتقي في دار الشعر والشعراء بمراكش لتنسج ديوانا مشتركا يمتح من الأفق الإنساني.. وترسخ قيم الشعر في الاحتفاء بإنسانية الإنسان. وقد سبق للدار أن افتتحت هذا البرنامج الحواري، لجغرافيات شعرية كونية، سنة 2020 باستضافة الشاعر الكولومبي خورخي توريس ميدينا، وتواصل بفقرة ثانية سنة 2023، بمرجعيات كونية انفتحت على الشاعر والكاتب والفنان الأمريكي مارك ليبمان، والشاعرة والروائية الفرنسية لوسيل برنار والكاتب والمترجم يوسف غرنيط.

ليلة “شاعر ومترجمه” في دورتها الثالثة استضافت شعراء ينتمون الى ثلاث قارات، في أمسية شعرية تحتفي بالمشترك الإنساني، وتستضيف تجارب شعرية من جغرافيات كونية، سعيا للانفتاح على منجزها الشعري، وربطا لجسور الحوار والتواشج بين متون نصية إبداعية من مختلف الجنسيات. وهي لحظة استضافة شعرية وحوارية تسعى لمد جسور التواصل بين الشعراء، كما أنها استضافة رمزية لتجارب شعرية تنتمي لجغرافيات متعددة، لكنها جامعها هو القصيدة والأفق الإنساني المشترك. وسهر الأستاذ محمد المخاريق على قراءة ترجمة قصائد الشعراء، والتي أعدها بمعية الشاعرة والمترجمة إيزة فرطميس في ليلة أحيت حفلها الفني دار آلة العود بمراكش.. مقامات تحلق في سماء القصيدة والإبداع، عبر سفر ألة العود بصوت الشعراء في تناغم خلاق، سحر الكلمة والمقام.

وافتتحت، هذه اللحظة الشعرية بقراءات شعرية، الشاعرة الكورية تانيا كو هونغ، الشاعرة والمترجمة والمرشدة الثقافية خريجة جامعة أنتيوش بلوس أنجليس، وصاحبة العديد من الإصدارات منها “الحرب لاتزال في الداخل”، وشاركت الشاعرة تانيا في العديد من المهرجانات الدولية كما حازت العديد من الجوائز. من قصيدة “جاسيلا ضوء القمر” نقرأ: “أريد أن أرقص مثلها على هذه الأرض المكتظة/ أريد أن أرقص مثل الشمس المشرقة في وادي الموت/ لا أريد ان أعيش مثل الظل/ أرفض أن أخدر قلبي التنين/ لا أريد إرضاء أحد مثل اللوتس على بركة/…/ سأرقص كغراب على التلال الرملية..”.. لتختتم بنص شعري قصير، موضوع ورشة للكتابة الشعرية: “أريد أن أكتب / بين (الكاتب) /  وأنا (القارئ) ليس هناك حاجز/ بين دولة، لغة، ثقافة،/ تنثني الحدود و تندمج/ تتصادم الأراضي/  ندوب كينتسوجي KINTSUGI (ندوب الشتات)/ تصنع الجبال/ وأنا أريد أن أغني بلغة مشتركة/ من أعلى قمة / أنظر الى نفسي في المرآة/ أرى روحي/ كلوحة مرسومة ..”

واحتفت فقرة “شاعر ومترجمه” بالشاعر حسين حبش (ألمانيا)، فالى جانب إصداراته: غرقٌ في الورد، هاربون عبر نهر إفروس، ضلالات إلى سليم بركات، ملاكٌ طائر، موتى يتجادلون في الردهات، تُرجمت مختارات من قصائده إلى عدة لغات، كما وردت مختارات من قصائده في أكثر من 150 أنطولوجية شعرية عالمية. وتوج الشاعر حسين حبش بجائزة “ستيتشاك البوسنية” الدولية للشعر، وجائزة الشعر البرونزية “أرسطو تاليس” التي يمنحها مهرجان ناوسا الدولي للشعر في اليونان. قرأ الشاعر حسين حبش نصا طويلا موسوما ب”سآتي قريبا إلى هافانا!”، منه يقتفي الشاعر ظلاله: “سآتي قريبا إلى هافانا يا غيزيلا،/ هل تريدين شيئا من هنا؟/ نعم، أريد حجرا، حجرا صغيرا، مصقولا/ بأنهار بلادك وينابيعه!/ حجرا يشبه بريق عينيك ولون قلبك/ حجرا أتباهى به أمام شرفة البحر في هافانا/ وأقول لها هذا حجر الشاعر ودهشة خياله/ هذا حجر الشاعر ومعنى وجوده/ هذا حجر الشاعر أيتها الأمواج المتلاطمة والأسماك السعيدة./ هذا حجر الشاعر أيها الزبد الأبيض/ والسفن المتهادية كالعرائس فوق المياه الصافية..”.

حضر العمق الإفريقي في فقرة “شاعر ومترجمه” من خلال مشاركة الشاعر النيجيري عبدالرحيم عثمان فخرية، والذي سبق له التتويج في جامعة لاسو النيجيرية. اختار الشاعر عثمان فخرية القصيدة العمودية، نمطا لكتابته الإبداعية وفي ترجمة لهذا الحضور الملحوظ، السنوات الأخيرة، لأصوات شعرية اختارت متابعة دراستها الأكاديمية في المغرب. من مشتل ما قرأ “نقتطف بعضا من نظمه”: “ما لي أسارع أن أنظم في الهوى/ دررا وأفلق كي أبيح لمغرم// حبُّ الفتاة ولا أقول قصيدة/ تبدي الروائع للعيون وللفم // عن حادث نيط الرجاء بدَرعه// والناس فيه كمقبل ومسلِّم// أحدوثة مرّ بدايتها وفي/

وشك انتهاء فظل حلو المبسم // خضراءَ سموها فتلك مسيرة/ قد خاضها الأجداد نيل تنعم // ومسيرة غراء ذات مقاصد/ صحراء غايتهم وصد المهدم// تلك التي من أجلها ذهب الكرى/ وأتى الجهاد بكل خير مفعم”.

“شاعر ومترجمه”، “شعراء بيننا”، “نقاد بيننا”، تظاهرة ملتقى المعتمد الدولي للشعر: نوافذ دار الشعر بمراكش على جغرافيات شعرية كونية في سفر بين نصوص شعرية وفي تناغم خلاق بين متون الشعر بجميع الألسن. كما تشكل هذه البرامج لحظة أساسية في برمجة الدار، خصوصا ضمن سعيها الى الانتقال والتجديد في استراتيجيتها ضمن الموسم السابع، في أفق المزيد من إبداع وتنويع برامج وفقرات الدار، وانفتاحها على المنجز الشعري المغربي والعربي والكوني.

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *