كثيرون منا يبحثون عن صديق ذي أخلاق طيبة، تتم الاستفادة منه والنهل من بحر علمه. وإن من يبحث عن مثل هذا الصديق، سيجده في مكان واحد وهو المكتبة، صديقا مخلصا مفيدا ألا وهو الكتاب. فلا يجد الإنسان جليسا يجالسه ويقضي معه أجمل الأوقات أفضل وأصدق منه. إن للكتاب فوائد كثيرة تقدم للإنسان، وتعمل على تنمية قدراته، وتوسيع دائرة الفكر لديه. فمن يعوّد نفسه على القراءة، يتمكن من إغناء رصيد معلوماته، مما يجعل منه شخصا مثقفا، ينفع الناس ويرشدهم إلى ما فيه خيرهم. وبما أن هناك الكثيرين ممن يعانون من الفراغ، وخاصة الشباب، لذلك نشجعهم على تجربة صداقة الكتاب، فلسوف يتأكدون كيف ان القراءة تساعدهم على استثمار وقتهم فيما ينفعهم، ويرفع من مكانتهم في الدنيا والآخرة؛ لأنهم بذلك يقضون أوقاتهم فيما يفيدهم ويرضي الله، خاصة وأن الإنسان محاسب ومسؤول عن وقته. وقديما قالوا إن خير أنيس للإنسان هو الكتاب. ففي القراءة يجد الإنسان ما ينفعه في تراكم رصيد ثمين لديه من المعلومات والأفكار، يمكن أن يلجأ إليها في أي وقت يريدها، مثل لجوئه إلى رصيده البنكي. ونظرا لهذه القيمة العالية للكتاب، لذلك يجب علينا أن نهتم بالقراءة، ونجعلها منهاج حياتنا، ولا نسمح بمرور يوم من أيامنا دون قراءة. إن الكتاب الجيد يعد مثل الصديق الجيد، لذا علينا أن نراعي، من أجل قراءتنا المفيدة، حسن اختيار الكتب التي نريد أن نقرأها، والتي تبني ولا تهدم، حتى نكوّن أفكاراً إيجابية، تساعدنا علي إنارة طريقنا في الحياة، والتغلب على المشاكل والمصاعب. ولسنا في حاجة إلى أن نؤكد، أن نهضة الأمم وبناء الحضارات، تشيدان بالقراءة البناءة، وتحصيل الثقافة الراقية، عن طريق الاعتماد على الكتاب في مختلف مجالات الحياة. فالكتاب أساس نهضة الأمم، وسيظل كذلك رغم شيوع وسائل التواصل الإلكترونية الجديدة.
أم زيد(أ.ب)