إعدادا لدورة سنة 2024 من مهرجان حب الملوك بمدينة صفرو، والتي تتزامن مع الذكرى المئوية لهذه التظاهرة، يعتزم المجلس الجماعي لمدينة صفرو ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – غرس مائة (100) شجرة كرز، إيذانا بانطلاق التحضيرات المرتبطة بتنظيم الدورة المائة لمهرجان حب الملوك بمدينة صفرو في الفترة الممتدة ما بين 6 و9 يونيو 2024.
وسيتم خلال هذا الحفل غرس مائة (100) شجرة كرز بالمساحات الخضراء وبساحات المؤسسات العمومية بالمدينة، كرمزية لمرور أزيد من قرن من الزمن على إحداث هذا المهرجان. كما سيعرف هذا الحفل المنظم يوم الاربعاء 3 أبريل 2024، انخراطا كبيرا من طرف جمعيات المجتمع المدني وتلاميذ المدارس وساكنة مدينة صفرو.
والجدير بالذكر، أن هذا المهرجان حاز على الاعتراف الدولي من قبل منظمة اليونيسكو، حيث صنف تراثا غير ماديا للإنسانية على القائمة التمثيلية سنة 2012. ولعل انخراط ساكنة مدينة صفرو في هذا الحدث يندرج في تفعيل روح اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي. وفضلا على ما يتمتع به هذا الملتقى من شهرة على المستوى الوطني، فهو يعتبر فرصة سانحة للاحتفاء بهذه الفاكهة المميزة وما نسج حولها من معارف ومهارات وأشكال احتفالية وكذا تفعيل الحركية الثقافية والسياحية والاقتصادية بالمدينة.
كما تجدر الإشارة إلى أن مهرجان حب الملوك تأسس بمدينة صفرو سنة 1919، إبان الحماية الفرنسية، ويشهد تاريخ المدينة على شيوع قيم التسامح والتعايش التي عرف بها أهل مدينة صفرو بين مكوناتها الثقافية والدينية الثلاث، إذ تجتمع كل مكونات مدينة صفرو للاحتفال بموسم حب الملوك خلال شهر يونيو، وانتخاب ملكة حب الملوك ووصيفاتها.
تستمر احتفالات مهرجان حب الملوك أربعة أيام بانخراط تام لسكان المدينة، ويمثل هذا الملتقى مناسبة سانحة للتواصل واحياء عُرَى المودة والأواصر الإنسانية والاجتماعية داخل مدينة عريقة عرفت بتسامح أهلها وتَبَنِّيهِم لقيم العيش المشترك الآمن.
كما يمثل الاحتفاء بحب الملوك، فرصة لإنعاش الاقتصاد المتصل بالتراث غير المادي لمدينة صفرو والارث الثقافي للجهة بكاملها، إرث مديني عريق، سِمَته التعدد والتنوع والثراء سواء في صناعاته اليدوية أو ما يتصل بمنتجاته المحلية.
يثير المهرجان اهتمام العديد من الزوار والسياح، اذ تستقبل المدينة خلال هذا الملتقى أعدادا هائلة من الضيوف للمشاركة في الاحتفالات المقامة حول حب الملوك، واكتشاف مآثر المدينة من خلال أسوارها التاريخية وأبوابها وأحيائها العريقة. والمأمول أن تساهم هذه السياحة في تنمية المدينة وخلق أنشطة مُدرة للدخل.
طنجة الأدبية