الرئيسيةأخبارفاطمة الناجي في “دار النسا” أو إعادة اكتشاف ممثلة كبيرة

فاطمة الناجي في “دار النسا” أو إعادة اكتشاف ممثلة كبيرة

من حسنات مسلسل “دار النسا” (2023) للمخرجة سامية أقريو، الذي يعرض يوميا في رمضان الحالي على شاشة قناتنا “الأولى”، أنه جعلنا نكتشف القدرات التشخيصية المخزونة الهائلة للممثلة المخضرمة فاطمة الناجي. فهذه الممثلة البيضاوية، التي انطلقت تجربتها في التشخيص من  المسرح منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، حيث اشتغلت مع مجموعة من الفرق (فرقة الراحل عبد الرؤوف، فرقة الرائد محمد التسولي، فرقة الإذاعة الوطنية، فرقة المسرح الوطني محمد الخامس…)، أقنعتنا بدرجة كبيرة بأدائها التلقائي المتميز لدور الأم والجدة وبإتقانها النطق باللهجة الشمالية الجميلة. ولعل المساحة المحترمة التي أعطيت لها في حلقات هذا العمل التلفزيوني الدرامي الجديد، إلى جانب بطلاته نورا الصقلي وابتسام العروسي ومريم الزعيمي وفاطمة الزهراء قنبوع وبثينة اليعقوبي وغيرهن وأبطاله ياسين أحجام وسعد موفق وربيع الصقلي وأمين الناجي وإدريس الروخ وعبد السلام البوحسيني وغيرهم، هي التي أظهرت للعيان أنها ممثلة من العيار الثقيل.

وليس غريبا أن نشاهد المبدعة فاطمة الناجي في دور يليق بقيمتها كممثلة من جيل الرائدات الشعيبية العدراوي وسعاد صابر والراحلة ثريا جبران وغيرهن، وذلك لأنها موهوبة وعاشقة لفن التشخيص وقادرة على تقمص كل الأدوار التي تسند لها من طرف المخرجين والمخرجات. فتجربتها الطويلة في الميدان، قبل اضطرارها سنة 1976 للهجرة والإقامة بالديار الفرنسية لمدة ثلاثة عقود وبعد عودتها لأرض الوطن منذ ما يقارب العقدين، أكسبتها خبرة معتبرة لم يتم لحد الآن استغلالها بالشكل الكافي مع استثناءات قليلة من بينها أساسا دورها في مسلسل “دار النسا”.

صحيح أننا شاهدناها من قبل في مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية الوطنية والأجنبية (الفرنسية خصوصا)، وسنشاهدها في أعمال أخرى من بينها الفيلمين التلفزيونيين  الجديدين “نافذة الجنة” (2024) لعبد الإله الجوهري و”فندق كازافورنيا” (2024) للمخرج الشاب إدريس صواب، لكن الأدوار التي أسندت لها في جل هذه الأعمال لم تكن بحجم قدراتها الكبيرة وتطلعاتها إلى تقمص شخصيات متنوعة تتوافق مع سنها الحالي. فكتاب السيناريو لا يعيرون اهتماما للشخصيات الكبيرة في السن، إذ نادرا ما نجد أبطال أفلامنا ومسلسلاتنا وغيرها من هذه الشرائح العمرية. نتمنى مستقبلا ألا يستمر تهميش الرواد والمخضرمين من ممثلاتنا وممثلينا وأن يتم التفكير في إسناد أدوار مناسبة لهم في الأعمال الدرامية والسينمائية القادمة إلى جانب الممثلات والممثلين الشباب.

تجدر الإشارة إلى أننا في السنوات الأخيرة بدأنا نشاهد أعمالا يضطلع ببطولتها ممثلون  رواد موهوبون من عيار الأستاذ حميد الزوغي، في الفيلمين: السينمائي “الطابع” لرشيد الوالي والتلفزيوني “المايسترو” لإدريس صواب، وغيره، الشيء الذي شكل عنصر قوة في هذه الأعمال.

أحمد سيجلماسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *