رئيسة المجلس الوطني للموسيقى في المغرب: الإمارات قادرة على الارتقاء بمستوى الجائزة وتعزيز حضورها عربيا وعالميا…
أعلن المجلس الوطني للموسيقى في المغرب وأكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، عن اختيار دولة الإمارات العربية ممثلة في إمارة الفجيرة لمنح جائزة زرياب للمهارات، التي تعد واحدة من أرفع الجوائز في مجال الموسيقى والفنون على المستوى العربي والدولي.
والتزم الجانبان خلال مؤتمر صحفي، في ختام أعمال ملتقى الفجيرة الدولي للعود في نسخته الثانية، الذي نظمته أكاديمية الفجيرة للفنون، بإعداد تصور شامل ومتكامل لإخراج الحدث بشكل احترافي يتوافق ويليق بحجم الجائزة وقيمتها.
أكدت الإعلامية وفاء بناني، رئيسة المجلس الوطني للموسيقى في المغرب، منح جائزة زرياب في ملتقى الفجيرة الدولي للعود بالإمارات العربية المتحدة، بالإضافة لمهرجان تطوان بالمغرب، مشيرة إلى أن الإمارات بما تمتلكه من إمكانيات وخبرات قادرة على الارتقاء بمستوى الجائزة وتعزيز حضورها عربيا وعالميا.
وعبرت بناني عن سعادتها بمنح الجائزة في إمارة الفجيرة، بعدما ظلت تمنح لمستحقيها على مدار ربع قرن بالمغرب، لما لمسه المجلس من جهود قيمة وحرص من أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، مشيرة إلى أن المبادرة تهدف إلى إعطاء الجائزة إشعاعا آخر بمنحها خارج المغرب لملتقى يختص بآلة العود.
– حظي رفيق دربكم الموسيقار حسن مكري بتكريم خاص بملتقى الفجيرة ؟ كيف كان شعوركم بهذه الالتفاتة؟ وكيف كانت مشاركة المغرب في الملتقى؟
فعلا، كانت التفاتة طيبة، خاصة بالشكل الذي قامت به إدارة ملتقى الفجيرة للعود، حينما نظمت حفل التكريم بالشكل الراقي الذي يستحقه المرحوم الموسيقار حسن مكري.
وقد تم عرض تسجيل يجسد جزء من مسار المحتفى به حسن مكري أمام سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، كما استحسنا الإشعاع الإعلامي الكبير الذي واكب خبر التكريم، حيث نشر في مجموعة مهمة من الصحف والمجلات والمواقع الإليكترونية المغربية والعربية.
– هل كان الحضور المغربي مجسدا فقط في تكريم الموسيقار الراحل حسن مكري؟
بالعكس، بالإضافة إلى لحظة تكريم الموسيقار الراحل حسن مكري، كانت تمثيلية فنية مغربية وازنة في هذا الملتقى، سواء من خلال الأوبيريت العالمي، الذي شاركت فيه السوبرانو المغربية سميرة القادري، أو من خلال المشاركة الموسيقية للعازفين والفنانين المغاربة إدريس المالومي وفرقة الفنان يونس فخار وفرقة الفنان نصر مكري، بالإضافة إلى الورشات التي حاولنا فيها التعريف بالثقافة والتراث المغربي التي قدمها الفنانين المغاربة طيلة أيام الملتقى، كورشة صناعة العود.
– منحتم في المجلس الوطني للموسيقى جائزة زرياب لهذه السنة للفنان العراقي خالد محمد علي بملتقى الفجيرة للعود، هل يمكننا القول إنكم بعدما منحتم هذه الجائزة الرفيعة بالرباط ثم بالمهرجان الدولي للعود بتطوان ستصبح حصرية على ملتقى الفجيرة فقط هذه المرة؟
بالنسبة للجوائز التي يقدمها المجلس الوطني للموسيقى فهي ليست جوائز قارة ومحصورة في مكان معين، فمثلما عملنا على تسليم جائزة الزرياب للمهارات بمسرح محمد الخامس بالرباط منذ سنة 2002، فقد سلمنا جائزة “الرباب الذهبي” بمهرجان أصوات نسائية بتطوان سنة 2010 للفنانة اللبنانية نوال الزغبي، ثم سلمت سنة 2013 بمهرجان العنصرة بالمضيق للفنان الجزائري الشاب خالد.
وفي إطار هذه الحركية قررنا بعد طلب من الفنانة سميرة القادري المديرة الفنية للمهرجان الدولي للعود بتطوان ومعها المهدي الزواق المدير الجهوي للثقافة آنذاك منحها إشعاعا آخر باختيار مدينة تطوان عبر مهرجانها الدولي للعود، وعملنا على تسليمها منذ عام 2013، حيث منحناها للفنان اللبناني مارسيل خليفة.
والمجلس الوطني للموسيقى يحاول دائما الاجتهاد والانفتاح على كل التجارب الموسيقية لتطوير الجائزة لمنحها نفسا وإشعاعا جديدين.
وفي اجتماعاتنا الأخيرة قررنا أن نعطي للجائزة إشعاعا آخر بمنحها حصريا أيضا هذه المرة خارج المغرب لملتقى يختص بآلة العود، حيث ارتأينا منحها وحصريا لملتقى الفجيرة الدولي للعود، بالإضافة لمهرجان تطوان الذي سنستمر تسليمها فيه كذلك.
القرار تم اتخاذه لما لسمناه في منظمي ملتقى الفجيرة الدولي للعود من جدية وعمل كبيرين يقومون به على مستوى التكوين الأكاديمي في أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، التي يديرها العازف الشهير علي عبيد الحفيتي، بالإضافة إلى رؤية منظمي الملتقى الفنية البعيدة التي أعطت لملتقاهم إشعاعا عالميا هذه السنة، عبر الأسماء التي استدعوها لتقديم أفضل المعزوفات، إضافة إلى الأوبيريت العالمي الذي يبين مدى الإمكانيات التي تم تسخيرها برعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي للذهاب بالملتقى لأبعد نقطة على المستوى العالمي، وبالتالي ستكون توأمة ناجحة بين البلدين الشقيقين وفي الوقت نفسه إشعاعا إضافيا للجائزة كذلك.
– هل ستسلم الجائزة حصريا بملتقى الفجيرة للعود أم ستقدم بالتناوب بين المغرب والإمارات؟
ستسلم الجائزة هذه السنة في المهرجان الدولي للعود بتطوان، مثلما سلمت وستسلم حصريا في ملتقى الفجيرة الدولي للعود. وقد تسلم مرتين في السنة في المهرجانين معا، كما أنها قد تسلم بالتناوب إذا اقتضى الحال لسبب من الأسباب الطارئة. لكنها حتى الآن ستسلم حصريا في المغرب، كما ستسلم حصريا في ملتقى الفجيرة الدولي للعود.
– هل يمكن القول أن هذا التعاون يدخل في إطار الدبلوماسية الثقافية بين البلدين ؟
التعاون الثقافي والإشعاعي بين البلدين على المستوى الثقافي الرسمي واضح حتى في الاشتراك في تنظيم أرقى الجوائز الأدبية والثقافية بين البلدين، حيث أن جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة التي ينظمها مركز ارتياد الآفاق بأبو ظبي هي جائزة إمارتية معروفة يحظى المغرب بشرف تنظيمها ومنحها بالمغرب من خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب التي تنظمه وزارة الثقافة المغربية ويعمل وزير الثقافة المغربي على تسليمها، كما جرى سابقا منح جوائز تكريم دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة سنة 2012 على المبدعين الشباب المغاربة بجامعة ابن طفيل بالمغرب. لهذا فالتقارب المغربي الإماراتي بجائزة زرياب ليس وليد الصدفة وإنما هو امتداد للحركة الثقافية والفنية التاريخية بين البلدين الشقيقين.
طنجة الأدبية