عن منشورات الشبكة الوطنية للقراءة و الثقافة صدر للكاتب والشاعر المغربي محمد العزوزي كتابا جديدا تحت عنوان الرقية النقدية وصرع النصوص عبارة عن مجموعة من المقالات والتأملات في الأدب والكتابة والثقافة والمثقف سبق له أن قام بنشرها بجرائد ومجلات ومواقع إلكترونية داخل المغرب وخارجه الحركة والمنعطف وطنجة الأدبية والمساء والعراق اليوم وهسبريس والمثقف والقبس وغيرها من المنابر الإعلامية .
و جاء الكتاب الذي تم طبعه بمطبعة بلال بفاس في 116 صفحة من الحجم المتوسط متضمنا للمقالات التالية أفكار متدحرجة ، أفكار عارية تدخل الحداثة حافية في قصيدة النثر ، ماذا لو كان كشك شاعرا ؟ ، الأدب العربي تحولات ومسارات، اغتصاب استعارات الآخرين ، الرقية النقدية وصرع النصوص ، قصيدة النثر أزمة قصيدة أم أزمة شعراء ، في الكتابة واشتباكاتها ، أسئلة الكتابة : الفعل و التجربة و الذات و الآخر أو ما معنى أن نكتب ؟، الكتابة : النزوة والنص ، الثقافة لغز الإنسان ومتاهاته ، ما معنى أن تكون مثقفا ؟ أو في ماهية المثقف ، المثقف … كقاطع طريق الأفكار ، المثقف صانع وعي أم راعي قطيع ، وأخيرا تأملات شاردة .
ويأتي الكتاب سابعا بعد مجموعة من الإصدارات المتنوعة التي صدرت للكاتب هذه السنة والسنة الماضية التي استهلها برواية كتامة أو حكاية سفر من أجل لوحة حشيش التي صدرت في طبعتين أولى وثانية ويستعد لإصدار طبعة ثالثة هذه السنة وكتاب عبارة نصوص شذرية تحت عنوان حالات سطو في لاوضوح اللامحتمل وثلاثة دواوين شعرية : كأغنية ضالعة في الهشاشة ويوميات فائضة عن الحلم والوقت وتواطؤات على لعبة الحب و مجموعة قصصية بعنوان الطفل الذي مل من تأجيل ولادته .
وكملخص للكتاب وضع الكاتب مقطعا من المقال الذي حمل الكتاب عنوانه على خلفية الغلاف حيث يقول : قد يبدو التساؤل عن فحوى العلاقة بين الرقية كممارسة مبنية على الدجل والنقد أمرا غير مستساغ أو لا معنى له لارتباط النقد بالعقل وحقول المعرفة والعلم والثقافة والفنون والآداب …
وارتباط الرقية بالدجل الذي ينتعش في البيئة التي تغيب فيها كل تجليات التفكير والعقل والنقد و يحضر الدجل والشعوذة اللذان يتسيدان هذه البيئة التي يصبح فيها التوسل بكل الخرافات والأوهام مباحا مادامت تفي بالغرض في تخدير العقول للتسليم بالعجز ونبذ كل ما هو نقدي وعقلاني .
ويتجلى هذا الدجل على المستوى الأدبي في كتابات البعض ممن يطلقون على أنفسهم نقادا وهم بعيدون كل البعد عن النقد ومقوماته فهذا النوع من الكتابات لا يختلف عن ما يقوم به الرقاة في تعاملهم مع المرضى الحقيقيين أو الذين ويتوهون أنفسهم بأنهم مرضى .
فهولاء النقاد لا يختلفون عن الرقاة إلا في من يمارسون عليهم رقيتهم فالرقاة يدعون صرع الجن والنقاد يصرعون النصوص الرديئة وممارسة الرقية عليها بمجموعة من التعاويذ التي تتكرر بنفسها ولأكثر من مرة عند قراءة كل نص جديد .