استضافت قاعة الندوات بفضاء داوليز بمدينة سلا، صباح امس الثلاثاء، حفل تقديم وتوقيع الإصدار الجديد المعنون ب “الحب والفن” لمؤلفته الكاتبة والفنانة التشكيلية لبابة لعلج.
تندرج هذه الفقرة الأدبية، في إطار الأنشطة الموازية لفعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق من 13 و 18 نونبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
تم توقيع هذا المؤلف الجديد، إلى جانب مؤلفات أخرى، لكل من المفكرة عائشة بلعربي والناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، فضلا عن المخرج السينمائي والأكاديمي الدكتور عز العرب العلوي لمحارزي.
في بداية اللقاء، الذي سيره الكاتب والناقد مبارك حسني، سلط هذا الأخير الضوء على تجربة الفنانة والتشكيلية لبابة لعلج ككتابة متفردة، وفنانة لها بصمتها الخاصة، مما يجعلها أحد الأسماء النسائية المغربية والعربية البارزة في عالم الكتابة والتشكيل، التي جعلت من الريشة أداة ساحرة لصنع الجمال، ومن القلم، يراعا رقيقا للكتابة والحلم، ورسم صور بهية تنضح شعرا وحسا فنيا ليس له مثيل.
فالفنانة والكاتبة لبابة لعلج، هي تلك الفراشة، التي لا تمل من الانتقال من زهرة إلى زهرة، وتلك النحلة الرقيقة، التي تدرك أين يوجد عسل الكلمات التي ليست كالكلمات، إنها مبدعة صوفية تعي جيدا كم ساحرة هذه الفلسفة الشعرية المشبعة برفعة الأيقونات واللطف والإبهار والعمق والحكمة، في الحديث عن الحب والفن والجمال الشاعري الذي ياسر الألباب
إن الحب في حضرة لبابة لعلج مكعب شوكولاطة مشتهى، وعالم مليء بالمشاعر يعاش، وحروف أنيقة تكتب على رسل، يرويها المجانين حتى الصباح المباح، انه زخرفات منمقة على أنامل العذارى، وكينونة أبدية تشمها المشاعر على جبين أغنية الخلود.
هكذا عرج الناقد مبارك حسني الضوء على نسقها الجمالي والأدبي، فيما لبابة الراقية بأناقتها ونخوتها الشعرية الوديعة عرفت كيف تجيب على أسئلة الحضور بكل حكمة ورزانة، أبرزت فيها تجربتها في عالم التشكيل والكتابة، وطقوسها وحكاياتها مع الكتابة، وعلاقتها بهذا المؤلف الذي ألهمها، لتكون شاعرة ومبدعة من كوكب آخر، حيث التمرد الجميل على الواقع، لكتابة نبض القلب بكل اللغات والإشارات وديدن الصمت، وهسيس الوجدان، وعبق الروح.
فمن يقرأ مؤلف لبابة في هذا المضمار، يدرك أن الكتابة رسمت رحلة أبدية على جناح الأسطورة، تسافر في اللاأدرياء على صهوات جياد مطهمات، بحثا عن كنه الوجود والحب، وألق المستحيل، انه ذاك المقدس الجميل، انه جزء من أحاسيس الذات، والهوية والتاريخ، وجزء من نبض اللوحات التي ترسم، فتتقاسم معها حنين الذكريات وفوح ربيع مزهر، وسلطة اللون وعبق الصورة، وأريج الألوان الباذخة في كل زوايا العمر.
هكذا طرزت الفنانة لبابة مناديل الحب والفنون، بمهرجان سلا، حيث تحدثت، وقرأت على مسامع الحضور بفرنسية أنيقة، لوحات شعرية غاية في السفر الحالم، والرقة والانتشاء الشعري، المفعم بحكمة الفلاسفة، حيث الكتابة تتحول عندها إلى فن خالد، والقصيدة إلى ألوان تناغي بعضها البعض في صورة سينمائية وتشكيلية غاية في النكهة وسمو الروح والجمال.
يشار إلى أن الفنانة التشكيلية والكاتبة لبابة لعلج هي ابنه مدينة فاس العريقة، عضو كل من رابطات كاتبات المغرب، والمكتب الدائم لرابطة كاتبات افريقيا، حيث توج مسارها الإبداعي سنة 2019 بمنحها الدكتوراه الفخرية، من قبل منتدى الفنون التشكيلية الدولي.
حول تجربتها الفنية والأدبية صدرت عدد كبير من المؤلفات، منها “بزوغ غرائبي”، و”عوالمي”، و”المادة بأصوات متعددة”، و”تجريد وإيحاء”، و”سيدات العالم: بين الظل والنور”.
كما صدر لها عدة مؤلفات (كتابات ولوحات)، منها “شذرات”، “أفكار شاردة”، “أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث”، “تصوف وتشكيل”، “وملحون وتشكيل”، و”شعر وتشكيل”، و”همس الصمت”، و”موسيقى وتشكيل” (الجزء الأول والجزء الثاني) ، “العيش مع الذات”، “العيش المشترك” ،”رقص وتشكيل” (الجزء الأول والجزء الثاني)، “الموت والفن”، “الزمن والفن”، “طريق النور”، و”الجمال والفن”، و”صوت باطني”، ثم “الحقيقة والفن”، و”الحرية والفن”، و”السعادة والفن”.
للبابة لعلج عدة مؤلفات تحت الطبع (كتابات ولوحات) منها: “الخيال والفن”، “الصحراء والفن”، “الذاكرة والفن”، “الحلم والفن”، “بيان غنائي”، ثم “الجنون والفن”.
طنجة الأدبية