صاحب القصيدة : روديارد كيبلنغRudyard Kipling
ترجمة وتقديم : العياشي الحبوشLayachi El Habbouch
كان جوزيف روديارد كيبلينغ – )30 ديسمبر 1865 – 18 يناير 1936) روائيا إنجليزيا وكاتب قصة قصيرة وشاعرا وصحفيا. ولد في الهند البريطانية، والتي ألهمت الكثير من أعماله الخيالية التي تشمل “ثنائية كتاب الأدغال” (1894 ، 1895) ، “كيم” (1901)، “مجرد قصص” (1902) والعديد من القصص القصيرة ، بما في ذلك “الرجل الذي سيكون ملكا” (1888).وتشمل قصائده “ماندالاي” (1890) ، “جونجا دين” (1890) ، “عبء الرجل الأبيض” (1899). ، “آلهة عناوين الكتب” (1919) حصل كيبلنغ على جائزة نوبل في الأدب عام 1907 عندما استشهدت لجنة جائزة نوبل بكتاباته عن آداب وعادات اليابانيين.
جاءت هذه القصيدة في سياق دعوة كيبلنغ الولايات المتحدة الأمريكية لاستعمار الفلبين سنة 1899، و هي قصيدة تحتفي بمفهوم الرسالة الحضارية التي قام عليها الفكر الاستعماري الغربي بخصوص دعم السردية الكبرى للحداثة المؤسسة على التفوق الأبيض المستند إلى داروينية اللون العرقي.
تدخل هذة المحاولة في صنف الترجمة ما بعد الكولونيالية التي تنحى إلى إعادة جمع وطبع ونشر و كتابة التاريخ الكولونيالي من منظور الترجمة عبر الثقافات، و هو منظور يسعى إلى إستعادة فاعلية القراءة النقدية الجديدة المستندة إلى مواقعية تحليل الخطاب بمنطق الدراسات الثقافية من أجل سن كتابة تاريخية جديدة ومجددة.
عبء الرجل الأبيض
تحملوا عبء الرجل الأبيض –
أرسلوا أفضل سلالاتكم –
اذهبوا وألزموا أبناءكم المنفى
لخدمة حاجة أسراكم ؛
اخدموهم و الجموهم بشدة
فهم قوم مكسورون ومتوحشون –
هم شعوبكم المتجهمة التي تم اصطيادها حديثا،
شعوب نصف أـدمية،
نصفهم شيطان ونصفهم طفل.
*************************
تحملوا عبء الرجل الأبيض –
في صبر من أجل الالتزام ،
و أنتم تخفون خطر إرهابهم
وتتحققون من إظهار فخركم.
بواسطة كلام مباشر وبسيط ،
قولو مئات المرات بوضوح
أنكم تبحثون عن مصلحتهم هم،
وأنكم تعملون من أجل كسبهم هم.
************************
تحملوا عبء الرجل الأبيض –
حروب السلام الوحشية –
أغلقوا أفواه الجائعين بالكامل
وأوقفوا الأمراض
وعندما يكون هدفكم أقرب إلى التحقق
و أنتم تسعون من أجل غايتهم هم،
انظروا إلى كسلهم وحماقاتهم الوثنية
و أنتم تحملون كل آمالكم إلى العدم.
******************************
تحملوا عبء الرجل الأبيض –
لا حكم تافه للملوك ،
لكن كدح المستعبدين والكناسة –
حكاية الأشياء المشتركة.
الموانئ التي لا تدخلونها،
الطرق التي لا تسلكونها ،
اذهبوا لتمييزهم بمعيشتكم،
وميزوهم بموتاكم.
*************************
تحملوا عبء الرجل الأبيض –
وجنوا مكافأته القديمة:
لوم أولئك الذين أنتم تفضلون على أنفسكم،
كراهية أولئك الذين تحرسونهم –
صرخة المضيفين التي تداعبونهم بها
(آه ، ببطء!) نحو النور:-
“لماذا أخرجونا من العبودية،
حيث ليلتنا المصرية المحبوبة؟”
*************************
تحملوا عبء الرجل الأبيض-
أنتم لا تجرؤون على الانحناء إلى من هم أقل منكم –
ولا أنتم تجرؤون على رفع أصواتكم بشكل عال جدا على الحرية
لإخفاء تعبكم.
بكل ما تريدونه أو ما تهمسونه ،
بكل ما تتجنبونه أو ما تفعلونه ،
تجعلكم الشعوب الصامتة المتجهمة
معيارا لآلهتكم ولكم أنتم أنفسكم
****************************
تحملوا عبء الرجل الأبيض –
كما فعلتم مع أيامكم الطفولية –
حيث الإكليل المقدم بخفة دم،
و الثناء السهل دون ضغينة
يأتي الآن ، للبحث عن رجولتكم
عبر كل سنوات نكران الجميل
يأتي باردا ، محاطا بالحكمة العزيزة التي اشتريتموها،
يأتي كحكم أقرانكم!
العياشي الحبوش: أستاذ الدراسات مابعد الكولونيالية و الترجمة عبر الثقافات ، شعبة الدراسات الإنجليزية بكلية الاداب و العلوم الإنسانية و الفنون التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، المملكة المغربية، و هو مترجم ثقافي يترجم من العربية إلى الإنجليزية ، و من الإنجليزية إلى العربية، و من الفرنسية إلى العربية والإنجليزية.
ترجمة جد رائعة و واضحة لفهم هذه الأسطر التي تعبر عن ثقافة الرجل الأبيض و الفكر الاستعماري السائد آنذاك ضد العرق الأسود. شكرا جزيلا للمترجم المتفوق الأستاذ العياشي الحبوش !
دمت بخير و المزيد إنشاء الله من الانجازات الراءعة .