شريفة كرسيت، من مواليد منطقة خنيفرة، درّبت صوتها في الهواء الطلق في جبال الأطلس.ثمّ بدأت تدريجيًا في تقديم عروضها في حفلات الزفاف أو المهرجانات القروية التقليدية من سن 16 عامًا. لكن تكريسها المهني الحقيقي كان بفضل لقائها بأحد نجوم أغنية أطلس المتوسط ، الراحل محمد رويشة، في أوائل الثمانينيات.في السنوات الأولى من حياتها المهنية، لم ترغب شريفة أبدًا في تسجيل الأغاني باسمها، ولكن دائمًا مع مطربين آخرين مثل رويشة ومغني ولمرابط وعزيز أريم. وذلك لأن عائلتها لم تكن تريدها أن تكسب رزقها من الفن. لكن القدر أراد خلاف ذلك، حيث تمكنت بسرعة كبيرة من فرض نفسها في منطقتها بصوتها المنفرد للأطلس المتوسط ، تمامًا مثل تيفرسيت وحادة أوعكي، اللتان كانت تعشقهما.وبذلك أنتجت مع المرحوم محمد رويشة جميع روائعه بالعربية.وهكذا قادتها شهرتها إلى فرنسا لأول مرة في شتنبر 1999 للمشاركة في عرض “رقصات وأغاني نساء المغرب، من الفجر إلى الليل”، على مسرح ديبوف في الشمال، الذي اقترحه مهرجان الخريف في باريس. فكان حضورها جدّ ملفت للغاية، لأنها استطاعت تحريك الجمهور الأوروبي بقوة وشجون صوتها. هذا الصوت الذي مكّن من تقدير الشيخات وإعطائهم أهمية فنية أكبر، من خلال الإصرار أكثر على الصوت والكلمات التي يغنونها، والتي هي بشكل عام أشعار عميقة جدًا مرتبطة بحياة الناس ومعيشتهم اليومية، مع فلسفة عميقة في الحياة ودروس حول مفهوم العالم.أدت رحلة شريفة الموسيقية إلى زيادة الطلب عليها سواء في المغرب أو في الخارج في سهرات حققت في كل مرة نجاحًا كبيرًا. كما أحيت عدّة مهرجانات على وجه الخصوص مهرجان الموسيقى الروحية بفاس ومهرجان تيميتارولقاآت عديدة وحفلات في دول أوربا وأمريكا وكندا والهند وإفريقيا وغيرهما دون أن تنسى الأمسيات التلفزيونية في القنوات المغربيةوأعمال مشتركة مع فنانين عالميين نذكر منهم علي خان و روبيرتيتيونينيوجوزيل.
طنجة الأدبية