فؤاد الزبادي، مغني مغربي من قامة الكبار، لأنه كان دائما يستلهم فنه من التراث الخاص بالأغنية العربية الكلاسيكية.وقد أصبح حاليا من أعظم الأصوات في العالم العربي، لما يتميز به من أسلوب فني خاص به بلوره بمهارة خلال مسيرته الفنية المتميزة.
هذا الفنان الفطري، ذي الصوت القوي من أصول مكناسية، تشبع بالموسيقى العربية القديمة في عائلة تقليدية منفتحة، مما طبع تعلمه الشغوف للموسيقى في سن مبكرة.
رغم نجاحه في دراسته الجامعية بفرنسا، إلا أن انجذابه للغناء بإحساس فني عميق، سرعان ما أثار انتباه عشاق القصيدة المغناة بمصر، الذين شجعوه على اختيار طريق الفن والمثابرة في ربح رهان المصير الفني الذي اختاره. وهكذا سيعطي الأولوية لشغفه بالموسيقى، وتطلعاته الفنية الفياضة، رغم أن هذا الاختيار سيكون محفوفا بالمخاطر، بل ومهددا لمستقبله المهني في المغرب والعالم العربي.
مغامرته الفنية المذهلة مكنته من تحقيق نجاحات متتالية عند الجمهور الواسع، رغم ما عايشه من نكسات، وهو ما قاده إلى بر التألق والنجومية في دار الأوبرا بالقاهرة، بعد أن شارك كنجم مغربي في مهرجان تونس سنة 1999، ومهرجان الرباط سنة 2000، ثم المهرجان الثقافي للراشيدية، والمهرجان الدولي لوليلي، ومهرجان موازين، ومهرجان جرش الدولي بالأردن.
ليس هذا فقط، بل إن الفنان الزبادي، سجل الكثير من أعماله الغنائية الساحرة في العديد من الإذاعات والتلفزيونات العربية، كما ساهم في الكثير من الأعمال الخيرية، وكان لصوته القوي حضور لافت في تضامن المغرب مع الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وفي سنة 2008، سيشارك في أمسيتين باذختين بمعهد العالم العربي بباريس، حيث أدى عددا من المواويل والأغاني الرائعة من ربرطوار الموسيقى العربية الكلاسيكية لكل من زكريا أحمد وعبد المطلب، مما جعله يحظى بإعجاب وتقدير النخبة الثقافية والفنية في مصر والعالم العربي.
وسيتوج المسارالفني المتألق لفؤاد الزبادي في غشت من سنة 2018، بوسام الاستحقاق الوطني من طرف الملك محمد السادس.
طنجة الأدبية