صدر حديثاً عن دار “فواصل” كتاب “موت الديمقراطية.. صعود هتلر إلى السلطة وسقوط جمهورية فايمار”، لمؤلفه الباحث بنجامين كارتر هِت، الذي ترجمه إلى اللغة العربية عدي جوني.
يُجيب الكتاب على مجموعة من الأسئلة، منها لماذا انهارت الديموقراطية كلياً وبسرعة في جمهورية فايمار سنة 1930؟ وكيف سمحت حكومة ديمقراطية لهتلر بأن يستولي على السلطة، في ثلاثينات القرن الماضي؟.. لتُردد القصة التي يحكيها صدىً مقلقاً في زمننا الراهن.
تاريخياً، شاع القول إنّ هتلر وصل إلى السلطة في ألمانيا بعد فوز حزبه في الانتخابات، لكنَّ المؤلّف، الذي يُعَدّ واحداً من أهم الباحثين في تاريخ ألمانيا في القرن الـ20، يشير إلى أنّ في هذا القول بعض التبسيط، موضحاً أنّ هذا الأمر ما كان ليتمّ لولا تجاهل القادة السياسيين الألمان موجات التمرد الشعبية واختيارهم التعاون مع هتلر في مواجهة الناس المحتجين، فحشرتهم استراتيجيتهم هذه في الزاوية، ولم يبقَ أمامهم من سبيل للخروج منها سوى السماح للنازية بتولّي السلطة.
يكشف لنا هِت، عبر وصف السياسين وعجزهم، هشاشة الديموقراطية حين لا يحترمها أصحاب السلطة والقرار. كما يقدّم درساً بليغاً لأيامنا هذه، إذ تجد الديموقراطية نفسها محاصرة من جديد، ويعلو صوت الأقوياء أكثر من أي وقت مضى.
طنجة الأدبية-وكالات
