أسدل الستار نهاية الأسبوع المنصرم، على فعاليات الدورة 18 للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بسطات، الذي تنظمه جمعية بصمات الشاوية ورديغة للفنون، ترسيخا لثقافة الصورة، وسحر اللوحات وزهو الألوان، التي تشكل ملمحا كونيا للحوار والتواصل وإشاعة جمالية الإبداع.
وشهد حفل الاختتام إقامة سهرة فنية، وتكريم فعاليات محلية أبرزها الشاعر والإعلامي الدكتور حسن نجمي، فضلا عن قراءات شعرية، ولوحات موسيقية تفاعل معها الجمهور، وتوزيع شواهد تقديرية على عدد من المشاركين من داخل وخارج المغرب.
كما توجت الدورة بتوصيات هامة، كشفت عن الإقبال الكبير على مختلف فعالياته من معارض وورشات وندوات ولقاءات شعرية وأجواء الاحتفال بالجمال، والإشادة بالدعم المادي لوزارة الثقافة والشباب والاتصال، والذي لولاه لما كان المهرجان.
وثمنت التوصيات، الحضور الوازن للفنانين المغاربة والأجانب من الدول الصديقة، والذي أضفى على المهرجان بعده الدولي الجميل، مسجلا نجاح الدورة على كافة المستويات.
ويتطلع المهرجان بالمناسبة إلى المزيد من الدعم، لأنه يعتبر مكسبا وطنيا لكل الفنانات والفنانين المغاربة، ومحطة وقوف لتقييم مسارات الفنون التشكيلية وطنيا ودوليا، مؤكدا عزمه الانفتاح بالخصوص على جامعة الحسن الأول بسطات للارتقاء بهذا المهرجان، إلى مستوى مهرجان عالمي للفنون التشكيلية الجامعي، لمد جسور بين التجارب الفنية الإنسانية وخلق حوار بين الممارسات التشكيلية والبحث العلمي والدراسات الجامعية والأكاديمية.
ويدعو المهرجان إلى عقد مناظرة وطنية بتأطير من وزارة الشباب والثقافة والاتصال، تكون بمثابة محطة لتقييم مسارات الفنون التشكيلية المغربية،تسبقها لقاءات جهوية مع فناني الجهة تصب في نفس الأهداف.
كما يعبر عن طموحه في انخراط المؤسسات الرسمية والمدنية بالنهوض بالفن من خلال توفير بنيات تحتية مناسبة تستجيب لطموحات أهل الفن، مقترحا تحويل فضاء القصبة الإسماعيلية بسطات إلى فضاء للفعل الثقافي والفني وتحويل جزء منه لمتحف يصون الذاكرة الفنية للمدينة والوطن.
وأعربت مديرة المهرجان الفنانة التشكيلية ربيعة الشاهد عن سعادتها لنجاح الدورة، مؤكدة أن الدورة تشكل محطة فنية للقاء المبدعين من مختلف العالم، وهو ما يجعل الفن بوابة كونية لتكريس الفعل الثقافي كأساس للحوار والتعايش والتنمية والتربية.
كما أعربت الشاهد، عن أملها أيضا في دعم الشركاء خلال الدورات المقبلة، حتى تتحقق آفاق وبرامج ورهانات المهرجان، الذي يعتبر مكسبا حقيقيا للمدينة والجهة والمغرب بشكل عام، على اعتبار أن الفن التشكيلي يعد واجهة فنية وثقافية لخلق مزيد من الإشعاع والدينامية الثقافية، فضلا عن تبادل التجارب والخبرات، وتربية الأجيال على الفن.
وكانت الدورة انطلقت بافتتاح معرض تشكيلي جماعي راقي لنخبة من الفنانين التشكيليين المحترفين، بخاصة من بلدان، المملكة العربية السعودية، واسبانيا والكويت وقطر، ثم الأردن وفلسطين وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وكندا وروسيا، ثم المغرب.
كما عرفت الدورة، التي تميزت بحضور ضيف شرف الفنان العالمي احمد بن يسف، تكريم كل من ابن المدينة المخرج السينمائي حسن بنجلون، والفنانة التشكيلية شمس الضحى أطاع الله، مع لحظات اعتراف وعرفان بالفتانين الراحلين محمد المليحي، والحسين طلال ونور الدين بلاوي.
طنجة الأدبية