عرض مساء أمس الخميس في فقرة “بانوراما” فيلم “عشق” للمخرج المغربي هشام اللدقي والذي يتابع فيه مجموعة من عشاق الفيلم الهندي التجاري الذين أصبحوا بعد انحسار هذا النوع من السينما وإغلاق القاعات واندثارها في مدينة مراكش بعيشون حالة نوستالجيا متحسرين على زمن عاشوه وهم يستمتعون بمشاهدة الأفلام الهندية في قاعات المدينة الحمراء.
وقد استطاع المخرج المغربي الواعد بأفلامه القصيرة الأولى أن يربط حالة عشق الأفلام الهندية باندثار وغلق الصالات السينمائية بشكل ذكي وبدون مباشرة، إذ تتخلل الفيلم مشاهد لقاعات سينمائية مغلقة بمدينة مراكش وهي تبدو من الخارج وقد اهترأت أبوابها وواجهاته بعد أن كانت ذات زمن تخلق السعادة والفرح في قلوب الآلاف من الناس. إضافة لشخصية في الفيلم لا هم لها سوى كراء قاعة سينمائية وعرض فيلم هندي فيها بحضور عشاق السينما الهندية في المدينة لاستعادة لحظات الفرح والسعادة التي كانت تخلقها هاته الأفلام عند أجيال متتالية من الجمهور، لكن محاولاته تبوء بالفشل ورغم ذلك سيستطيع صحبة أصدقائه تعويضها بما يشبهها بعرض شبه سينمائي على حائط مقهى تحققت فيه تلك الحالة الإستثنائية.
ينتقل هشام اللدقي طيلة لحظات فيلمه “عشق” بين مجموعة من الشخصيات، فمن ذاك الذي يحاول جمع عشاق الفيلم الهندي في لحظة استعادية لآخر يصور فيديو كليبات يحاكي فيه رقصات وأغاني الأفلام الهندية بدون أن يغنيها بصوته ويضع ماصوره في قناته باليوتيوب إلى الذي يغني بصوته الأغاني الهندية والتي يحفظها عن ظهر قلب ويغنيها بشكل يكاد يصل للشكل التي غناها به أصحابها، إلى ذلك من يتحسر على الزمن الذي تغير حيث كانت تلك الأفلام هي الملاذ والعزاء لعشاق حقيقيين كانوا يحبون ويفترقون عن حبيباتهم فيجدون الملاذ والعزاء في كون بطل هاته الأفلام يقع له أيضا ما وقع لهم.
لا يمكن لمن عاش في فترات من حياته خصوصا فترة الطفولة والمراهقة مثلي مثل هذا العشق إلا أن يجد متعة في مشاهدة فيلم “عشق” لهشام اللدقي الذي اختار هذه العينة من الأشخاص وهم بالمناسبة أصدقاؤه في أغلبهم واستخرج منهم هذه المواقف والأحاسيس اتجاع عشق سينمائي عاشوه وما زالوا يسترجعونه بحب وبنوستالجيا.
للإشارة فهناك أفلام مغربية سابقة تناولت نفس التيمة أهمها الأفلام الروائية “وداعا كارمن” لمحمد أمين بن عمراوي و”كاريان بوليود” لياسين فنان و”أكادير بومباي” لمريم بكير والفيلم الوثائقي لعبد الإله الجوهري، وقد تميز فيلم “عشق” في إعطاء نظرة مخالفة لهذه الأفلام دون تكرار نفس وجهة نظر مخرجيها.
عبد الكريم واكريم – أكادير