الرئيسيةأخبارالدورة الثالثة لملتقى لاعبين

الدورة الثالثة لملتقى لاعبين

بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للمسرح، نظمت جمعية خميسآرت لمسرح الشارع وفنون العرض، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة- ملتقى لاعبين، الدورة الثالثة، بدار الشباب 20غشت بالخميسات أيام 16-17-18-19-20 ماي 2023، بمساهمة مجموعة من الفعاليات والأشخاص الغيورين على الفعل الثقافي بالإقليم. وقد حاولت الجمعية خلال هذه الدورة تنزيل طريقة الاشتغال التي اعتمدتها منذ تجديد المكتب المسير، وهي الاشتغال بنظام الأندية. فكانت هذه الدورة مختبرا لتزيل ما راكمته الجمعية منذ تأسيسها من تجارب في المجال الثقافي. لقد منحت الفرصة للأندية من أجل أن تشتغل بانسجام لإخراج ملتقى تلتقي فيه مختلف الفنون والاصناف الثقافية.

تم تكليف نادي القراءة بتنظيم حفل تقديم وتوقيع كتاب “المسرح والتراث: الجدل الفكري والتحولات الكبرى” وكذلك تأطير ورشة كتابة القصة.  وقام نادي مختبر مسرح خميسآرت بالتنسيق مع الفرقة المسرحية، فرقة رويشة للثقافة والفنون، لتقديم عرضها “عيد ميلاد”، وتأطير ورشة في المسرح: الفضاء والجسد. في حين تكلف نادي الموسيقى بالفقرات الموسيقية التي تخللت فعاليات الملتقى والتنسيق مع الفنانين المشاركين، خاصة في الحفل الختامي. وتم تأسيس نادي جديد ينضاف للأندية الأخرى، وهو نادي سينما خميسآرت عبر استضافة المخرج معاد الهيرور لمناقشة فيلمه الوثائقي “بلعرج” وكذلك التنسيق مع مؤطر ورشة تقنيات كتابة السيناريو.  أما بالنسبة للحفل الختامي فكان الخلاصة الختامية للملتقى، حيث توزعت أنشطته بين تكريم للكاتب عبد النبي بزاز، تسليم الجوائز للفائزين بمسابقة القصة في دورتها الثانية، عرض لمسرح العرائس، فقرات موسيقية، تسليم الشواهد التقديرية للمشاركين في الورشات…

استهلت فعاليات ملتقى لاعبين بندوة إعلامية افتتاحية يوم 16 ماي 2023 بدار الشباب 20غشت بالخميسات، حاول من خلالها كل من مدير الملتقى عبد الجليل ولدحموية والمسؤول عن التواصل معتصم واسو ورئيس الجمعية سفيان المعروفي استعراض أهم أهداف الدورة وكذلك العراقيل التي عرفتها عملية الإعداد وأسباب نزول الملتقى والاختلافات التي تشهدها هذه الدورة مقارنة بالسابقة. ومنحت الفرصة للمنابر الإعلامية من أجل طرح الأسئلة ومناقشة برنامج الملتقى.

لكن الانطلاقة الفعلية لأنشطته، أنشطة ملتقى لاعبين، كانت من خلال ورشة في تقنيات كتابة السيناريو يوم 17 ماي 2023 انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا، أطرها السيناريست والكاتب المسرحي شوقي الحمداني حاول من خلالها التطرق لمختلف العناصر المشكلة للسيناريو باعتباره نصا يكتب من أجل التصوير، له ما يميزه عن باقي النصوص الأخرى. في مساء نفس اليوم كان موعد الجمهور الولوع بالفكر الأكاديمي وخاصة المسرحي مع حفل تقديم وتوقيع كتاب: المسرح والتراث: الجدل الفكري والتحولات الكبرى، للدكتور عبيد لبروزيين، سير اللقاء بروح أكاديمية صرفة مستفيدا من تكوينه الجامعي الأستاذ محمد الدريوش، وحاول تقسيم الوقت بين كل من الأستاذ سفيان المعروفي الذي اختار مقاربة نقدية عنونها: كيمياء الفرجة في كتاب المسرح والتراث، مستعينا بعدته المنهجية لتفكيك النص وإعادة تركيبه في ورقة علمية رصينة، في حين اختار الدكتور جلال المرابط ورقة التأمل في الكتاب من خلال ورقة نقدية تفتح للمستمع شهية التلقي وتوقظ لديه الرغبة في طرح الأسئلة من أجل البحث عن إجابة لها داخل الكتاب. وبما أن الحضور كان ممن يؤثث الساحة الفكرية/المسرحية، كان لابد أن يتم فتح المجال لهم من أجل التفاعل مع ما جاء به الأساتذة النقاد وكذلك توسيع دائرة النقاش واستفزاز قريحة الكاتب من أجل النهل من معارفه التي راكمها من خلال سنوات في البحث داخل هذا المجال.

وبعيدا عن الشكل الكلاسيكي للورشات المسرحية التطبيقية، اختار الفنان معتصم واسو أن يستهل ورشته، التي اختار لها عنوان: الفضاء والجسد يوم 18 ماي2023 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، بمقدمة نظرية تحترم الأعراف الاكاديمية، أظهر من خلالها أهمية الجانب النظري والتكوين المعرفي للمشتغلين داخل مجال المسرح بشكل عام. وتطرق خلال القسم النظري للورشة إلى الفروقات بين أهم المدارس التاريخية في إعداد الممثل (المدرسة الواقعية لستانيسلافسكي، مدرسة البيوميكانيك أو الميكانيك الحيوية لمايرخولد، مدرسة المسرح الفقير لغروتوفسكي، مدرسة مسرح القسوة لانتونان أرطو…) وبعد ذلك توجه رفقة المشاركين في الورشة من أجل إجراء تمارين تطبيقية تحاول تنزيل الشق النظري. وغير بعيد عن موضوع الورشة، وانطلاقا من الساعة السادسة مساء، عرضت فرقة رويشة للثقافة والفنون عرضها المسرحي المعنون: عيد ميلاد، حاولت فيه أن تعالج موضوع الحب والسلطة، والعلاقة الجدلية بينهما، أو عندما تتدخل علاقات السلطة لتفسد الحب كإحساس نبيل. وعرف العرض تفاعلا مهما من طرف الجمهور الذي استحسنه وتابعه بتركيز واهتمام يظهر جدية العرض وأهمية الرسالة الفنية التي يتضمنها، وكذلك الأبعاد الدرامية الكامنة والمعلنة داخله.

استكمالا لبرنامج “أقلام حالمة” الذي أعلن عن ميلاده في المعرض الجهوي للكتاب بمدينة الخميسات، أطر كل من الأستاذ عبيد لبروزيين والأستاذ عبد الجليل ولدحموية ورشة في كتابة القصة، يوم 19 ماي 2023 على الساعة العاشرة صباحا، لفائدة تلاميذ مؤسسة نحلة الربيع الخصوصية، الطرف الشريك في البرنامج، كان الهدف منها قياس المستوى الذي وصلت إليه أقلامهم بعد ست ورشات تقريبا ثم الاشتغال فيها على مختلف مكونات القصة، قبل المرور  إلى مرحلة طباعة كتاب يجمع كل القصص. وحضر الورشة مجموعة من الأساتذة الذين يشتغلون بالمؤسسة الذين استحسنوا مستوى التلاميذ خاصة على المستوى الإبداعي. وعلى الساعة الرابعة بعد الزوال، اختار نادي سينما الخميسات الخروج الرسمي إلى الحياة، لينضاف إلى باقي الأندية الأخرى. حاول خلال اللقاء الافتتاحي منسق النادي بلال المعروفي التطرق لأسباب التأسيس وكذلك الأهداف الخاصة والعامة، واقترح برنامجا مؤقتا على الحضور. ليمر بعد ذلك لمناقشة الفيلم الذي عرض خلال نفس النشاط، وهو الفيلم الوثائقي “بلعرج”، عبر استضافة مخرجه معاد الهيرور وبعض أعضاء طاقم عمله. كانت فرصة للتعرف على مختلف الكواليس التي تسبق تصوير الفيلم وإخراجه إلى الشاشات، خاصة الفيلم الوثائقي.

واختتمت فعاليات ملتقى لاعبين في دورته الثالثة بحفل ختامي، لخص ما عاشه جمهور الملتقى طيلة أربعة أيام. افتتح الحفل بكلمة شكر لجمعية خميسآرت للوزارة المدعمة وباقي الشركاء والمتعاطفين والمساهمين في إنجاح الفعاليات. وسلمت الشواهد التقديرية للمشاركين في الورشات وكذلك للمؤطرين. وتم تسليم الجوائز للفائزين بمسابقة القصة في دورتها الثانية (سناء التوزاني، حاتم وسرير، خديجة ايت وكريم)، التي حملت اسم الكاتب عبد النبي بزاز. هذا الأخير سيتم تكريمه من خلال تسليمه مجموعة من الهدايا الرمزية عرفانا بمنجزه الأدبي وما قدمه للمجال الثقافي خاصة بإقليم مدينة الخميسات، وكذلك بسفر يزاوج بين النقد والحياة الشخصية للكاتب، تكفل به الأستاذ الهادي السغروشني باعتباره عاصر الكاتب وواكب تجربته. وتخللت محاور الحفل الختامي مجموعة من الفقرات الموسيقية من طرف الفنانين : عبد السلام الحمداني، الحسين أمناي، لطفي بلحجام وهشام باجيت. فقرات أضفت رونقا خاصا على الحفل، وكسرت قالبه الجدي الجاف. ومن بين مفاجآت الحفل هو عرض للعرائس قدمه الفنان محمد سراج عرف تفاعلا مهما من طرف الجمهور باعتبار أن هذا الفن لم يزر مدينة الخميسات منذ مدة.

لقد كان ملتقى لاعبين، الدورة الثالثة، مناسبة من أجل اختبار التجارب التي راكمتها الجمعية، وكذلك قياس مدى نجاعة استراتيجيتها التي تبناها المكتب الجديد، الاشتغال من خلال أندية مستقلة، والأهم هو اقتسام الهم الثقافي والجمعوي مع ساكنة إقليم الخميسات. وصدر الجمعية مفتوح لتلقي الاقتراحات والملاحظات الجادة لتطوير التجربة.

 

طنجة الأدبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *