نعت دار الآداب الأديبة والمترجمة عايدة مطرجي إدريس مديرة مجلة دار الآداب التي توفيت أمس الإثنين 3 أبريل 2023.عن عمر 89 عاماً .
وقد كتب الروائي الجزائري واسيني الأعرج في رثائها:
“وداعاً أمّنا العظيمة عايدة مطرجي إدريس. يكفي أنك أسست الدار العظيمة: دار الآداب التي ما تزال، في هذا الزمن الصعب، مرجعنا الكبير للأدب الرفيع، برفقة رفيق دربك الحياتي والثقافي المرحوم سهيل إدريس. يكفي أنك كنت وراء تأسيس مجلة «الآداب» التي قاومت ثقافة الموت مقترحة ثقافة تنويرية حقيقية. يكفي أنك كنت وراء ترجمة الفلسفة الوجودية من خلال أقطابها سارتر وألبير كامي. يكفي أنك كنت أمّ جميع الكتاب ولم تكوني مجرد ناشرة ”
هي أديبة لبنانية ومترجمة وكاتبة قصص قصيرة، ومديرة مجلة دار الآداب.
ولدت عايدة مطرجي عام 1934 وتزوجت بالكاتب اللبناني سهيل إدريس مؤسس دار الآداب بالشراكة، في العام 1956، وأنجبت منه ابنٌ وابنتين: رائدة ورنا وسماح.
اشتهرت في مجال الترجمة، حيث نقلت إلى العربية عددا من أعمال الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر والكاتبة سيمون دي بوفوار والكاتب والصحافي الفرنسي ألبير كامو. كذلك كتبت عددا من القصص القصيرة التي نُشرت في مجلة الآداب، وبعدها أصدرت مجموعتها القصصية «الذين لا يبكون» في عام 1966.
ترجمت عام 1964 رواية قوة الأشياء لسيمون دي بوفوار، وهي أولى ترجماتها وبعد عامين ترجمت عمل جان بول سارتر «عاصفة على السكر»، ومن ثم رواية «الصور الجميلة» لسيمون دي بوفوار العام 1966، و”الغريب وقصص أخرى” لألبير كامو العام 2008، و«البحار الذي لفظه البحر» للروائي الياباني يوكو ميشيما العام 2010، و”الموت السعيد” لكامو في العام 2014.
ساهمت مع زوجها في أعمال دار الآداب ومجلتها، ونشرت فيها مجموعة من القصص والترجمات والمقالات، وكان لها دورها الملموس في قاموس المنهل الذي ألفه سهيل إدريس.
في عام 2018 كتب عنها ابنها الراحل سماح إدريس مقال وجدانياً في مجلة الآداب بعنوان “عايدة مطرجي إدريس: حين تُنجب الأمُّ ثقافةً” ومما قاله ( يبدأ يومُ عايدة، قبل أن يبدأ يومُ غالبيّةِ الناس: بالثقافة. ويُختتمُ يومُها بالثقافة أيضًا )
وقال أيضاً ( كثيرون يقولون إنّ عايدة ضحّت بموهبتِها كي تكونَ جهازَ دعمٍ وإسنادٍ لمؤسّسة الآداب، من كبيرها (سهيل) إلى أصغرها (سماح). لكنّ عايدة لا تفكِّر كذلك؛ فهي تَعتبر أنّ الأساسَ هو المشروع: المجلّة، الدار، القاموس، المؤسَّسة، الثقافة العربيّة.
لروحها الطاهرة سلام وطمأنينة أبديتان.
عبد اللطيف شاهيد