عن مكتبة سلمى الثقافية، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، صدر للكاتب المغربي مـحمد بروحو رواية “كويصالدي” 2023.
“كويصالدي”. رواية واقعية، تضعنا أمام مشهدٍ من مشاهد الحياة الاجتماعية لرهط من الملاحين وكيفية تدبير حياتهم. تحكي قصة سفينة صيد اسبانية تصطاد في أعالي البحار، شاءت الأقدار أن تنتهي إحدى رحلاتها غرقا. بطل الرواية ملاح مغربي عمل لسنوات عديدة على ظهر السفينة “كويصالدي”. هو أحد الناجين، عاش ليحكي عن مغامراته ومعاناته. عن لحظات الأمل واليأس لفت حياته وسجنتها في جُبِّ الهوس. وما حدث على ظهر السفينة وطبيعة العمل، ومصارعة الحياة من أجل لقمة العيش والجشع الذي سكن نفوس الملاحين، وملك أرواحهم، وعلاقته بقبطان السفينة؛ السيد أنطونيو كنياني، والملاحين الذين عملوا بجانبه، عن الحب والأمل، والخوف والتوجس، والوساوس التي سكنت نفسه، وعذبت روحه. وحنينه لأهله، ووطنه وأصدقائه. هو شاب مغربي في عقده الثاني، حوصر بين رفض وقبول. كما أُجبر على التعايش في بيئة غريبة، والتكيف مع محيط لم يألفه، لم يسبق له أن امتهن الصيد، وفي لحظة سيجد نفسه بين جماعة من الملاحين على ظهر سفينة تصطاد في أعالي البحار، معظم هؤلاء الملاحين اسبان، ينحدرون من منطقة ألباسك باسبانيا، بعض هؤلاء ذوو طبع ميال للعدوانية، الشيء الذي سيكلف كثيرًا، يصعب التكيف بشكل مرضي مع مثيل هذا الوضع. معظمهم لم يستسيغوا فكرة العمل بجانب مغاربة. كيف لملاح مغربي أن يجد له مكانا وسط هؤلاء الذين رفضوا رفضًا قاطعًا وجوده بجوارهم. بحث عن وسيلة تنقذه من بطشهم ومكرهم. بشتى الوسائل حاول التقرب من قائد الباخرة،أظهر ولاء مفرطًا، تفانى في العمل، استطاع أن يميل قلب القبطان؛ حنا عليه وآلفه، وأسند إليه مهمة جديدة؛ تصفيف، وتنضيد صناديق السمك داخل مخزن التبريد لتُهيئ للعرض، ما أغضب أحد الملاحين الإسبان، أغاظ الملاح المغربي ونكل به وآذاه، لم يجد وسيلة لدرع طغيان هذا الملاح الإسباني فشكاه إلى قبطان السفينة السيد أنطونيو كنياني. عاش سنوات العمل يكابد ضيمًا ويُغالب ظلمًا، ويقهر غبنًا وخديعة. في إحدى خرجاتها إلى البحر غرقت السفينة. كان أحد الناجين، انتقل للعمل على ظهر سفينة أخرى، بعد سنوات من العمل عاد إلى الوطن مثخنا بالقهر، والجَوْر، ليروي ما حدث.
طنجة الأدبية