في مديح الموت والحياة ضمن فقرة “شعراء بيننا” لدار الشعر بمراكش
احتفت فقرة “شعراء بيننا” بالعمق الشعري الافريقي، من خلال استضافة الشاعرين حمزة عبد الوارث ويوسف عبدالعزيز من نيجيريا، الى جانب المشاركة المتميزة للشاعر المصري السيد فتحي. “شعراء بيننا” أحد أبواب برنامج دار الشعر بمراكش الثقافي والشعري، وهي الفقرة التي كانت قد أطلت سنة 2019 في استضافة خلاقة لتجارب شعرية عربية ومغربية تعيش في المهجر ومن جغرافيات شعرية كونية، سعيا للانفتاح على منجزها الشعري وربطا لجسور الحوار والتواشج بين متون نصية إبداعية من مختلف الجنسيات.
حضر جمهور عاشق للشعر وبهاء الحرف، في ليلة الجمعة 10 فبراير بمقر الدار الكائن بالمركز الثقافي الداوديات، وأدت الفنانة المتألقة منال محمد، بحضور العازف الفنان عزالدين دياني، مقامات عربية ومغربية في إبحار موسيقي شعري، ليكتمل بهاء الحرف وشدو الصوت. تواشج شعري وموسيقي، في ليلة أهدت دار الشعر بمراكش قصائد ديوان “شعراء بيننا” لروح الناقد الألمعي الراحل بنعيسى بوحمالة.
فقرة “شعراء بيننا”، استضافة شعرية وحوارية تسعى لمد جسور التواصل بين الشعراء، كما أنها استضافة رمزية لتجارب شعرية تنتمي لجغرافيات متعددة، لكنها جامعها هو القصيدة والأفق الإنساني المشترك. قرأ الشاعر والطالب الباحث عبدالوارث أكوريدي حمزة الثقافي (حمزة عبدالوارث)، من نيجيريا، والذي كان أحد اكتشافات مسابقة دار الشعر بمراكش “أحسن قصيدة”. صوت يأتي من الجنوب العميق للصحراء، محافظا على “طراوة” اللغة العربية الأصيلة، ومشكلا قصيدته العمودية بنسخ جنوبي خاص، خصوصا عندما قرأ قصائده عن الوطن بأداء صوتي غنائي صوفي شد آذان الجمهور الحاضر.
فيما اختار الشاعر يوسف عبدالعزيز (يوسف عبد العزيز أوبييني)، وهو من مواليد مدينة أورغن ولاية أوشن نيجيريا، أن ينوع موضوعات قصائده عن الحب والوطن. الشاعر أوبيني والذي انتقل لاغوس حيث أكمل دراسته الإبتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية، هو الآن طالب باحث في المغرب يتابع دراسته في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وهو أحد الأصوات الشعرية الشابة والتي تحفر مسار البدايات.
وأتمم ديوان “شعراء بيننا” الشاعر السيد فتحي، خريج جامعة القاهرة (قسم الإعلام/صحافة)، والذي سبق له أن اشتغل صحافيا بمؤسسة الأهرام إبان تسعينيات القرن الماضي، “أتغذى على الفناء وألتهم الموت”، “سأباغتهم بموتي هذا الصباح”، “الأعمى صائد ذئاب الفراغ”، دواوينه الشعرية والتي رسخ من خلالها أفقا “أقرب الى السوريالي” في محاولة لتقعيد تجربته الشعرية الحداثية. في ليلة شعراء بيننا أهدى الشاعر السيد فتحي لجمهور الدار، نصا شعريا طويلا، أقرب الى سيرة شعرية يطل من خلالها الشاعر على أسئلته وانجراحاته، كما أصبغ على إلقائه الكثير من الشجن.
رؤيتان لنمطي الكتابة الشعرية توحدا في فقرة واحدة، سعيا من فقرة “شعراء بيننا” لدار الشعر بمراكش، ضمن برمجتها للموسم السادس، أن تنفتح على العمق العربي والافريقي في حوارية خلاقة بين قصائد تسمو لأفق الكتابة وبحس وجودي طافح، وبين مقام موسيقي يهجس بشجن الجنوب، ولتواصل معها الدار الإنصات لتجارب وأصوات وحساسيات شعرية مختلفة، وهو ما يشكل مقاما آخر ليلة الجمعة القادمة 17 فبراير.
طنجة الأدبية