صدر حديثاً عن دار “الرافدين” للتوزيع والنشر كتاب “نظرية الألوان”، للأديب الألماني يوهان غوته، بترجمة حيدر عبد الواحد راشد.
انطلق غوته في هذا العمل الفريد من خلفيته الشخصية كفنان وأديب، يتعامل مع المعطيات الحسية كعناصر جمالية لا مظاهر مادية بحتة، كي يستدرك ويناقش تصور نيوتن الذي شجّع على نشأة مناخ فيزيائي اختزالي، يحاول تفكيك الظواهر المدرَكة بدلاً من التعامل معها ككيان متكامل، ويسلب الجانب الانطباعي والحسي أي قيمة علمية حتى في عالم الفيزيولوجيا.
ويشير الكتاب إلى أنّ ملاحظات الكُتّاب الذين تناولوا نظرية الألوان عند غوته اقتصرت على تلك الأجزاء التي عُنِي فيها بتفسير ألوان طيف المنشور، وكذلك ألوان الانعكاس استناداً إلى مبادئ تختلف عن نظرية نيوتن التقليدية. أما المزايا التي لم تحْظَ بكثيرٍ من النقاش في هذا البحث، وتمتاز ببنية متناسقة من الملاحظات والتجارب يُعَدُّ الكثير منها هاماً ولافتاً، فقد كانت مهملة إلى حد كبير حتى الآن. ولذلك فقد كان من الأولى أن يُقدَّم العمل بأسره من دون أي تصرف، لأن بعض القراء العلميين قد يدفعهم الفضول للاستماع إلى المؤلف نفسه، وهو يُفصح عن رأيه فيما يخص النقاط الأقل بروزاً، أكثر من لهفتهم إلى مطالعة ما طرق أسماعهم من قبل.
طنجة الأدبية-وكالات