الرئيسيةأخبارتقرير صحفي عن فعاليات الدورة 13 لمهرجان المسرح العربي

تقرير صحفي عن فعاليات الدورة 13 لمهرجان المسرح العربي

باقون على صهوات خيلنا مادام المسرح فينا
إعداد: أحمد طنيش

استهلال لابد منه:

هي رحلة مسار من منطلق قناعة مفادها أن الهيئة العربية للمسرح بيت لكل المسرحيين عبر الجغرافية العربية من الماء إلى الماء، وقد لامسنا ذلك في المغرب من خلال دورتين لمهرجان المسرح العربي، الأولى كانت سنة 2015، تركت أثرها ومنجزها وأسئلتها كما تركت باقي الدورات رهاناتها في العواصم العربية الأخرى، وها هي المحطة الثانية لمهرجان المسرح العربي بالدار البيضاء المغرب مع الدورة 13 التي حط فيها المسرح العربي الرحال بالدار البيضاء من 10 إلى 16 يناير 2023، ومن الأكيد أن المقام سبقته التحضيرات وتشاورات الهيئة العربية للمسرح مع جهات التنسيق والشراكة وعلى رأسها وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية،إذ تأجلت هذه الدورة قرابة سنتين بسبب وباء كورونا لينطلق التفاعل المهرجاني معلنا أننا باقون على صهوات خيلنا، نواصل فتوحات المسرح العربي، هذا ويشار أن النسخة 13 من مهرجان المسرح العربي تم الإعلان عنها رسميا بكل فقراتها ومقترحاتها وعروضها وندواتها بتاريخ 20 دجنبر 2022، من الشارقة، وتلاها بيان صحفي بتاريخ 2 يناير 2023، من المغرب.

في زمن دال له حمولاته من خلال منجزات عربية مختلفة وضمنها الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي بكأس العالم في أواخر شهر دجنبر 2022، الذي أكد مرة أخرى أن الجسم العربي بخير كما عقله ورؤاه للمستقبل وطموحاته للآتي الذي ينطلق من الهنا والآن، وبذلك وفي جو وجداني منسجم مع ذاته أعلن مهرجان المسرح العربي بدقاته السريعة والمتتالية ثم الدقات الثلاث المسرحية ليرفع ستار الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي، في حفل افتتاح بهيج يوم الثلاثاء 10 يناير 2023، بمسرح محمد السادس بالدار البيضاء ترأسه السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، والسيد اسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، كما حضرته عدة جهات تمثل الشأن العام والمحلي بولاية الدار البيضاء الكبرى ممثلة بالسيد والي جهة الدار البيضاء سطات، والسيد رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات، والمجلس الجماعي لمدينة الدار البيضاء و السيد الأمين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والسيد الأمين العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافةـ، ورؤساء مقاطعات الدار البيضاء كما كان الحفل مزهوا بالمبدعات والمبدعين المغاربة والعرب.

تعتز الدورة 13 لمهرجان المسرح العربي أنها أقيمت تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وبرعاية سامية من لدن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح.

 

رفع الستار، للإعلان عن قوة الرهان:

جاء في كلمة السيد الأمين العام للهيئة العربي للمسرح إسماعيل عبد الله، في افتتاح الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي، ترحيب وجرد للمقترح المهرجاني ومجمل فقراته مع ذكر الإشارات القوية لروح المهرجان ورؤاه وتطلعاته، اعتبرت تلك الكلمة خارطة طريق ومنهج عملي وديناميكي لمهرجان أكد إضافته النوعية شكلا ومضمونا:

“مساؤكم مسرح وفرح، مساؤكم مسيرة تعرف دربها، وتمضي واثقة بكم نحو أهدافها، مساؤكم هو فجر للغد الذي ينتظركم، وفجركم فجر أمة تنهض لتصنع غدها وتزهو معكم، وترسم مستقبلها ومستقبل أجيالها بالمسرح، فالمسرح رأس حربة الإبداع وسنامه، هذه هيئتكم، الهيئة العربية للمسرح،  التي لا تخلف لكم موعداً، والتي أرادها مؤسسها أن تكون بيتكم فكانت وستبقى كذلك، تكبر بكم، وبأفكاركم ومبادراتكم، وتزهو بأنكم صوتها وصورتها، من هنا استطاعت معكم أن تكون الفعل الذي يمضي إلى الأمام، برؤى استراتيجية واضحة من نيِّر أفكاركم وتجاربكم، خالية من الارتجال وردات الفعل، خالية من الهوى والنزعات الفردية، منحازة للإبداع والمبدعين بلا تردد، راسخة الخطى والأثر، واضحة الضمير واليقين”.

رسم هذا المدخل أرضية منطلق وروح الفكرة التي تصل إلى عدها 13 من التفاعل والإبداع والعمل والمتابرة والاجتهاد والاسهام في تأسيس مسرح منا وبنا ولنا، مسرح عربي له هويته وله تاريخه وله آفاقه بكل مكوناته وبكل تجلياته وبكل أفق انتظاره المشرع باليقين والإيمان بالمبدأ وبالرسالة، وتواصل كلمة الافتتاح سردها التقديمي للمشروع المهرجاني العربي.

“هذا يومكم العربي للمسرح، موعد يتجدد في العاشر من يناير كل عام، واليوم يجيء بحضور قامة عربية كبيرة، أرست وقدمت وما زالت تقدم الإبداع تلو الإبداع والرؤى الواضحة غير الملتبسة، اليوم في بلد أسود الأطلس، ينضم أسد مسرحي عربي من العراق لكوكبة مبدعين قالوا كلمتهم في اليوم العربي للمسرح، فكانت كاشفة، شافية، باعثة للهدى ومحفزة للهمم، اليوم نحتفي بخطاب رجل المسرح العراقي الدكتور جواد الأسدي. وكعهد المهرجان وضمن أهم برامجه، يقع تكريم عشر قامات من المسرح المغربي، قامات أثرت في المشهد المغربي والعربي، ونقول لهم بكل الاعتزاز، تكريمكم هو تكريم لنا ولمهرجاننا”.

كانت أهم فقرات المهرجان، الاحتفاء بالدار البيضاء من خلال رموزها ومن خلال تاريخها الرمزي والاعتباري المتمثل في تجارب مسرحية وفي نماذج من المكرمين، كما كان الاحتفاء بصوت المسرح العراقي المبدع جواد الأسدي التي أوكلت له كلمة اليوم العربي للمسرح التي خص لها العاشر من يناير من كل سنة.

“لقد أرادت الهيئة لمهرجان المسرح العربي أن يكون أكثر من مهرجان وأكبر، لذا فإن هذه الدورة تشهد إصدار اثني عشر كتاباً في أحوال المسرح المغربي، والتي ستزدان قريباً بخزانة ذاكرة المسرح المغربي التي توثق لهذه المسيرة المسرحية التي نعتز بها”.

فعلا إن مهرجان المسرح العربي أكثر من مهرجان، إنه هوية مسرحية عربية تحتفي بالنجز الإبداعي المتواصل في حفرياته النقدية والدراسية والتوثيقية، إحتفاء بالذاكرة الجمعية المرسلة عبر المراحل والمحطات.

“لقد حرصنا في كل مهرجاناتنا أن نؤثث المجال الفكري بمؤتمر فكري نعده بعناية فائقة، وفي هذه الدورة وضعنا برنامجه تحت عنوان “التجارب المسرحية المغربية – الامتداد والتجديد” حيث ستتم مساءلات علمية لهذه التجارب، يجتمع في هذا المؤتمر المبدعون في صناعة العروض والمبدعون في البحث العلمي والنقد والتنظير، ليكون هذا المؤتمر إضافة نوعية في سيرورة المسرح المغربي، الذي دأبت الهيئة على تنظيم الندوات الخاصة به بحثا ومساءلة منذ 2012 و2013 في ندوتين كبيرتين من سلسلة (نقد التجربة – همزة وصل) مروراً بالمؤتمر الفكري الموسع الذي نظمته في العام 2015 ضمن فعاليات الدورة السابعة من مهرجان المسرح العربي، بالرباط، ولا زال هناك الكثير مما يحتاج المساءلة والبحث في المسرح المغربي، وستكون لنا معه مواعيد قادمة بإذن الله، لتعزيز الإحاطة بمدياته الإبداعية الشاسعة”.

بوعي الدارسين تعلم الهيئة العربية للمسرح أن النبش والتمحيص والدراسة سيفتح باب السؤال، وبوعي التجربة تطمئن من سقط إسمهم أو تجربتهم سهوا أو بفعل زحمة البرمجة، أن مبدأ الإدراك الوفاء حاضرين.

“في المهرجان يرفع فرسان الفكر المسرحي بيض الصحائف يسائلون المصائر التراجيدية التي تحفل بها الحياة، صحائف أعمالٍ إبداعية، تليق بما يمور في حاضرنا وما نأمله في مستقبلنا، نعمره معاً، بالجمال والمعرفة المتجددة.فيا أيها الكون الممتد من أول خطوة للإنسان على الأرض حتى بلوغه مستحيلات الفضاءِ، يا أيها التاريخ الذي قد من حجر وطار وتطور حتى صار إلكترونيا، نحن المسرحيون، رعاة السهول صيادو الوعول، نحن الباذرون الزارعون الحاصدون جناة الثمار، نحن الفقراء على باب المحبة، الملوك في باب العطاء، نحن السابلة المتصوفة الساعين إلى الوصل، نحن المرتلون آيات الجمال، المنشدون المقدَسُون المقدِسون للحق وللحرية، نحن صنو الجبال وإخوة الصعود إلى الذرى السامقات، نحن بحارة الصعاب نمخر عباب المجهول لنأتي بجوهر الحقيقة، نحن الحالمون الواقعيون المتسامون فوق نباح البشاعة، والمتجاوزن بالمحبة كل الصعاب، مناديل كل دمعة وصناع البسمة على شفاه تشققت عطشاً للفرح، نحن للخيال النوافذ والأجنحة وأرحب الأبواب، نحن المسرحيون فمن مثلنا تلاميذ لا يكفون عن السعي وأرباب علم يسطرون كل كتابِ”.

نحن، من هذه النحن الحاضرون المستمرون، النحن التي لها الأرتداد الماضي وسؤال الحاضر وتطلعات المستقبل، نعلن الوفاء لتاريخنا ووهجنا وصورتنا الجماعية.

“الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي، الموعد الأهم على خارطة المسرح العربي، ليست بكثرة العدد ولا بكثرة التبجيل، بل  بمجدكم ومجيد مدادكم وإبداعتكم، ولأننا أردناه صاعداً دوماً نحو الوضوح ونحو الشفيف والشريف من النزال، ومهرجانكم محطة للحوار، نتوقف فيها لسبعة أيام، نزرع، نسقي، نجني زادنا من الجمال، ثم نمضي بعزيمة وأمل بالمزيد، ليكون المهرجان رأس القاطرة التي تصعد الدروب التي عَبَدَتْها أجيال تلاقت فأغنتها، ساعية إلى مسرح جديد ومتجدد”.

هي محطة، محطات مرسومة النهج والمسار، تضم الإبداع وتلاقح الأفكار وحوار الإبداع، ترسوا في الزمان والمكان، المحتفي بهما ومن خلالهما.

“في العاشر من يناير 2023 رسا المسرحيون بمراكبهم على شواطىء الدار البيضاء، على هدي نور “منارة العنق”، جاءوا إلى دار البهاء، تلك التي نهضت مثل العنقاء بعد أن دمرها البغاة وأعاد إعمارها السلطان محمد بن عبد الله ومن صدقوه من رجالها، يأتي المسرحيون إليها يعمرون أرواحهم بروحها ويعمرون مسارحها بأرواحهم، ويمضون في درب الفداء، يحدوهم الزًرْقْطُوني على دروب الحرية، حرية الإبداع، وصوت علي الحسيني الصقلي يصدح بالنداء العظيم: إخوتي هيا، للعُلى سعيا، نُشهِدُ الدنيا،أنّا هنا نحيا”..

وكأن النشيد الوطني المغربي، ترقى إلى نشيد عربي لمهرجان المسرح العربي، التي تحولت خلاله البيضاء إلى عاصمة المسرح العربي، وشعارها: “للعُلى سعيا، نُشهِدُ الدنيا،أنّا هنا نحيا”..

وبعد:

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، هي أكثر من كلمة افتتاحية هي خارطة طريق وعقد أدبي وفني وفكري لدورة 13 من مهرجان المسرح العربي، تلاها كلمات ترحيب واعتزاز من السيد وزير الشباب والثقافة والتواصل وضيوف باقي المؤسسات الثقافية؛ إذ أجمعت هذه الكلمات على أن الهيئة العربية للمسرح تعد حاملة مشعل ومشورع ثقافي وفني ينتصر للجمال ويعتبر رسالة الفن والمسرح على وجه التحديد فكرا وتداولا وبحثا وتمحيصا وتأليفا ثم إبداعا وتواصلا.

انطلقت كلمة السيد الأمين العام بتحية المساء إذ صرح “مساؤكم هو فجر للغد الذي ينتظركم، وفجركم فجر أمة تنهض لتصنع غدها وتزهو معكم، وترسم مستقبلها ومستقبل أجيالها بالمسرح، فالمسرح رأس حربة الإبداع وسنامه”، وكـأن المبدع الدكتور جواد الأسدي الذي تشرفت الدورة 13 بكلمته اليوم العربي للمسرح الذي اختارت له الهيئة العربية للمسرح يوم 10 يناير من كل سنة، سمع النداء وانطلق مع فجر الكلمة المطلة على الغذ بكل رهاناتها وإشكالياتها، استهل جواد الأسدي كلمته المعنونة بـ “عن أي مسرح وعن أي ثقافة سنتحدث؟” بصباح الخير، وكأن لحظة الافتتاح ممتدة من المساء إلى الصباح بدلالات الزمن في المسرح ومع المسرح.

رسالة اليوم العربي للمسرح:

“صباح الخير عبق الخشب في بيتنا ومأوانا الأول، صباح الخير خشبة المسرح ملاذي، مأواي، قاربي وجسري إليكم، صباح الخير لدروب الندم وأربعين عاماً من النفي الجبري على أرصفة الثقافات، صباح الخير للتصفيق النابع من هسيس الجراح، يفاعة الدهشة، دلال الخلق، وبيت المعنى الداكن والمتواري خلف الظلال، صباح الخير غروتوفسكي، بيتر بروك، جوزيف شاينه، يوري ليبيموف، ايفروست، صباح الخير يفاعة الأحلام، هوس الأمل، دروس التهجي والأيدي التي قادتنا من معاصمنا لنرى هول الظلمات في عتمة الكواليس، صباح الخير على سنوات الحنين والجوع المر في بلاد الملاحم وعلماء الطبيعة ومن دقوا ورسخوا مسمار الكتابة ودونوا الأساطير وبصمة التنوير، والجمهور العريق المتدافع أمام شباك التذاكر في المسارح الحداثية كتابة وإخراجاً حتى هطول السخام في ذلك اليوم الأرعن. وانزياح الحياة الحرة والتأريخ الجمالي عن سكك حديد التنوير، وسقوط البلدان في عاصفة العدم وانسداد الأبواب المدنية وانطفاء جذوة الثقافة وتسييد جحيم الطوائف التي رسخت قواميس الجوع وكتابة الخراب والذل وسفك الدماء، صباح الخير على ممثل دور هاملت في “لا نكون أو كيف سنكون”، عقلانيين، كينونيين، مدنيين، جماليين، معرفيين أم أميين؟ سلفيين، ماضويين، غيبيين، قدريين، معلقين في سماوات الحرائق والهجرة في بحار الغرق والموت على الحافات بحثاً عن بلدانٍ خاليةٍ من جحيم أدمناه منذ سنوات بعيدة؟”

وسارت كلمة جواد الأسدي تموج في دروب التعالقات والمسارات والتمثلات، رآها البعض سوداوية ورآها البعض غوص في العتمة بحثا عن النور، سيما ومنطقلها صباح تحية مأمول لغد نوده نورا، وأملا بناء على اسم العرض المسرحي الذي شارك به جواد الأسدي ضمن فعاليات المهرجان.

هي رسالة المسرح العربي من مبدع خبر جغرافية السؤال والإبداع ومراحله التحولية وإرهاصاته وتطلعاته واشتم روائح الخشبات عبر العالم، وجاب الريبرتوار المسرحي شخوصا وشخصيات ومبدعين استنطقوا المعنى وأرسلوه لمبنى عبر التلقي متوسلين لجماليات وإيقونات ووسائط فنية وتقنية، رسالة انطلقت من تحية صباح الخير، وكأنها دعوة لمستيقظ لتوه نراه هو العربي الكوني أو العربي الذي نأمل سيما والخطاب موجه إليه من أعلى منبر عبر عبق الخشبة في بيتنا ومأوانا الأول، الذي نطرح فيه السؤال الذي يسائلنا كما يستفزنا، نكون؟ ومن سنكون؟ وكيف سنكون؟ ويبدأ التشخيص بأفق انتظاره عبر السؤال الكبير: هل من شمس تشعل العالم برقصة كونية وبشرٍ كونيين شغوفين ومغرمين بالمسرح، ملاذنا العظيم؟ ويبقى السؤال مشرعا ومشروعا نحو الآتي…

تعليق من داخل الرؤية:

من داخل رؤية المهرجان، أرى أن اليوم العربي للمسرح في سنة 2023، تميز بكلمتين متكاملتين، الأولى للسيد أمين عام الهيئة العربية للمسرح السيد إسماعيل عبد الله والثانية للدكتور جواد الأسدي، ومن خلال الكلمتين معا رسمت طريق مغامرة وإشكالية المنتظر مع اللحظات المهرجانية وبرمجتها المتنوعة المبنية على منطلق ومحور الفكر المسرحي منجزا وإبداعا وتأليفا وتداولا وتواصلا واعترافا وامتنانا ثم أثرا..

1 التكريمات:

كرم المهرجان 10 أسماء من المسرح المغربي وهي عادة سار عليها المسرح العربي حينما يحط الرحال في أي قطر عربي، وأراها محورية؛ إذ يحضر فيها الاعتراف والامتنان وتقديم التحية لمن حملوا المشعل وهم سائرون على الدرب ومن خلالهم نعلم أن رسالة المسرح والفن عموما متواصلة. كرمت محطة الدار البيضاء والدورة 13 من المهرجان في المغرب أسماء فنية تنتمي لأجيال وتجارب وجغرافية وطنية، وهم عاجل عبد الإله ممثل ومخرج ورئيس فرقة مسرحية مازالت تواصل إبداعها، وهو ممثل جيل السبعينات وعبد الرزاق البدوي ممثلا ومخرجا ورئيس فرقة مسرحية أسس صحبة أخيه المرحوم عبد القادر البدوي ريادة مسرحية بالمغرب منذ الستينات وساهما معا في استمارية التقليد المسرحي وتخرجت من مدرستهم أجيال فنية، محمد الجم، ممثل ومؤلف ورائد من رواد المسرح المغربي وأحد الفاعلين في فرقة المسرح الوطني، أو فرقة مسرح محمد الخامس، هذه الفرقة التي قدمت ريبرتوارا غنيا مازال مستمرا في الزمان والمكان وحققت به الفرقة أرقاما قياسية من العروض المسرحية داخل المغرب وخارجه، تنتمي إلى هذه الفرقة المكرمتين الممثلتين الكبيرتين، مليكة العمري، ونزهة الركراكي، ومن جيل الرواد هناك محمد التسولي ممثلا ومخرجا ومؤلفا ورائد فرقة مسرحية اسمها الشهاب المؤسسة في الستينيات من القرن الماضي والتي مازالت تواصل دربها مع المجايلة الفنية، ومن الجيل المبدع والمتكون وخريج مدرسة مسرح الهواة بدوره ممثل ومخرج القادم من مدينة تازة محمد البلهيسي، ثم ممثلة الأقاليم الجنوبية وثقافة البيضان قيدومة المسرح الصحراوي فاطمة الغالية الشرادي، ومن الثنائيات المسرحية التي ساهمت في حركية المسرح المغربي منذ السينيات الممثلين المحبوبين عند الجمهور بفكاهتم التلقائية مصطفى الزعري ومصطفى دسوكين.

2- ندوة الاحتفاء بالإصدارات الجديدة، ومعرض الكتاب:

احتفت الدورة الجديدة من مهرجان المسرح العربي في مستهل يومها الأول وقبل الافتتاح، بتوقيع خسمة عشر كتابا لمبدعين معظمهم مغاربة تراوحت كتبهم بين إبداعات مسرحية ونقدية ودراسات وضمنهم كتاب المسرح المغربي في دوريات العراق دراسة توثيقية وتوثيق للذاكرة للمؤلف الباحث والمؤلف العراقي، الأستاذ علي محمد هادي الربيعي، مع الاحتفاء بالكتاب طيلة أيام المهرجان بمعرض دائم ببهو مسرح محمد السادس الذي تحول إلى فضاء معرفي بين الكاتب والكتاب، وعموم القراء والمهتمين والباحثين والدارسين.

الإصدارات الجديدة بمناسبة مهرجان المسرح العربي:

  • كتاب مسرح الطفل نصوص مسرحية للأطفال (الحبوب الذهبية – النخلة- رحلة عصفور  ريحان)، لمؤلفه المسكيني الصغير
  • حفريات في الفرجة الشعبية بالمغرب، لمؤلفه موسى فقير
  • التيار الإحتفالي في المسرح العربي الحديث ، لمؤلفه عبد الكريم برشيد
  • التمسرح وتجلياته في الظواهر الاحتفالية المغربية، لمؤلفه محمد محبوب
  • اتجاهات نقدية مسرحية في المغرب ، محمد نوالي
  • المسرح المغربي المعاصر قراءة في العرض والنص والنقد ، لمؤلفه عبج الرحمان بن إبراهيم
  • تداولية الخطاب المسرحي ، لمؤلفه عمر الرويضي
  • دراسات نقدية في المسرح المغربي ، لمؤلفه محمج فراح
  • تطور آليات الكتابة الدرامية في المغرب ، لمؤلفه تلكماس المنصوري
  • جسر الفنون عبور التشكيل نحو السينوغرافيا ، لمؤلفه حسن اليوسفي
  • فرجة الروح والحواس قراءات في التجربة المسرحية لبوسلهام الضعيف (الشامات الأخيرة) ، لمؤلفه بوسلهام الضعيف
  • فورة الخشبة في الكتابة المسرحية الجديدة بالمغرب ، لمؤلفه كمال خلادي
  • المسرح المغربي في العراق ، لمؤلفه علي الربيعي
  • في حضرة الشيخ قوقل ، لمؤلفه كريم الفحل الشرقاوي
  • السينوغرافيا بين الأثر الفني والجسد الفرجوي ، لمؤلفه  عبد المجيد هواس

3-مؤتمرات صحفية:

يستهل الصباح المهرجاني بمؤتمرات صحفية طبيعتها التقرب من الفرقة المسرحية ومنجزها ومختبرها الداخلي أو ما سمي واستنتج في اللقاءات “ميتا عرض”، وفعلا مرت الجلسات 11 وكأنها مجال تكويني مواز أدخلنا إلى مختربات كل الفرق المسرحية وتعرفنا على خطاهم وكواليسهم الداخلية وكيف أداروا ودبروا فرجتهم ومقترحهم الفني، من تم استنتجنا عمق العمل وجديته وفلسفته الذي يجتمع حولها مهندسو العمل الذي يمر من مراحل متعددة ما قبل الفكرة وأثناءها، وهنا لامسنا أن النص أصبح نصوصا أخرى موازية ومتكاملة وأصبح التعبير بشتى الوسائط، لكن الفكرة بقيت هي الأساس، كما وجدنا أن إرهاصات الوجود والذات هيمنت على معظم المقترحات والأفكار، مسؤول ومنسق المؤتمرات الصحفية الأستاذ، أحمد طنيش وطلبة كلية الآداب بنمسيك الدار البيضاء.

4-المؤتمرات الفكرية:

عرفت المؤتمرات الفكرية تفاعل حيوي، تطبيق وتدريب له هو الآخر حصته الصباحية إلى الثانية زوالا، خلال خمسة أيام وخمسة جلسات علمية تناول التجارب المسرحية المغربية، الامتداد والتجديد، بمساءلات علمية وعملية، تطبيقاً لشعار المجال الفكري في عمل الهيئة “المسرح مشغل الأسئلة ومعمل التجديد” رصدت حساسيات وتجارب مسرحية مغربية؛ إذ تعدد التجرب، نذكر منها تجاترب: عبد المجيد الهواس،ـ ويوسف العرقوبي، وطارق الربح، وعبد االمجيد فنيش، وسعد الله عبد المجيد، ومسعود بوحسين، وحسن هموش، ونعمية زيطان، وأسماء هوري، وبسلهام الضعيف ومحمد الحر، وعبد المجيد شكير وأمين نسور، وعبد الحق الزروال ولطيفة أحرار ولحسين احساني، ومحمود الشاهدي، ويشار أن لكل جلسة تناقش تجارب معينة، مسير متخصص من المجال الفني ومسائل ومحوصل، وبذلك يعتبر المؤتمر الفكري جامعة مهرجانية موازية، آلياتها عدة علمية تناقش التجارب نقدا ودراسة ونبشا في الإضافة والإغناء وأسئلة الإبداع وقد عرف جلسات التقرب من التجارب وأطروحاتها وترافعها من خلال أوراق علمية تناقش وتطرح نماذج تطبيقية لتصوراتها، وقد عرفت نقاشا علميا رزينا اختلف وتكامل مع بعضها البعض وأثارت نقاشات ما زالت إشكالياتها مفتوحة، تدعوا بالضرورة أن تعد لها مؤتمرات فكرية أخرى لكونها تالطلع للآتي الذي علينا أن نتعرف عليه ونناقشه ونتبادل معه الرؤى ووجهات النظر التي تغني ولا تلغي في جميع الأحوال.

وقد كان للمؤتمر الفكري مسؤوله الدكتور يوسف العيدابي، والمقرر العام، الدكتور عز الدين بونيت  ومساعد مسؤول المجال الفكري، الدكتورة أمال بنيونس، وبذلك خرج المؤتمر الفكري بخلاصات، عن حصيلة الأيام الخمس، مع تقديم حوصلة عامة للمؤتمر قدمها د.عز الدين بونيت وقراءة إطارية للمؤتمر  قدمها الدكتور عبدالرحمن بن زيدان وكانت الكلمة الختامية للدكتور يوسف عيدابي، ومن المنتظر أن تجمع الدراسات والتداولات والتعقيبات في كتاب توثيقي سيكون أرضية للبحث ومادة علمية رصينة..

5-المحترفات التكوينية:

صباحات المهرجان، كانت تعرف كذلك ورشات تكوينية في محاور مركزية في فضاءات موزعة على جغرافية الدار البيضاء، استفاذ منها الشباب الذي من الأكيد سيلتحق بدوره بركب الإبداعي ويؤسس تجربته وفق الرؤية والتصور قد يتكامل فيها مع نهج ما وقد يبني رؤاه في انتظار زمن منقاشة التجربة الخاصة بتراكمها ومنجزها في مؤتمر فكري منتظر.

المحترفات:

  • المسرح البوليفوني. تقنيات التمثيل الصوتية. ورشة تعنى بمهارات الممثل الصوتية وتوظيف الموسيقى كلغة درامية فصيحة في العرض، د. انتصار عبد الفتاح – مصر
  • هكذا يشتبك المسرح والمسرحي مع واقعه ويعيد إنتاجه، ورشة في اشتغالات المسرحي على قضاياه الاجتماعية وضرورة الوعي بها، عبير علي – مصر
  • حين تتسع الرؤيا تضيق العبارة، ورشة في الإيماء الفصيح، سعيد سلامة- فلسطين
  • النص المسرحي والموروث الثقافي كمصدر للكتابة، ورشة تعنى بتقنيات كتابة النص وعلاقته الجذرية بالمحتوى الثقافي
  • الموروث وإعادة إنتاجه، مفلح العدوان – الأردن
  • السينوغرافيا حامل ومحمول في العرض المسرحي، ورشة في الاقتصاد والذكاء السينوغرافي في العرض المسرحي، د. جبار جودي – العراق.

بموازاة مع هذه الورشات الرسمية المهرجانية نشطت ورشات أخرى في مهن مسرحية ومهارية مختلفة، عبر جغرافية البيضاء من تأطير فعاليات مغربية متخصصة..وضمنها عروض مسرحية موازية لفرق مسرحية مغربية، وهو برنامج تكميلي بمناسبة الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي بإدارة وتدبير جهة التنسيق المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل لجهة الدار البيضاء-سطات.

6-العروض المسرحية،

قدمت العروض المسرحية عبر مسارين مسار خارج المسابقة ومسار داخل المسابقة، وبرمجت العروض مسرحية اليومية في اليوم الأول عرض واحد واليوم الرابع عرضين مسرحيين وباقي الأيام ثلاث عروض مسرحية في مسارح مختلفة وأزمنة مختلفة، (مسرح لمعاريف محمج زفزاف، ومسرح محمد السادس، ومسرح مولاي رشيد) عرفت العروض المسرحية حضورا واسعا للمهرجانيين ممثلي الفرق العربية وجمهور مغربي من كل الفئات وبذلك كان نجاح التلقي، والذي تأسست من خلاله لقاءات جانبية في مقاه  وفضاءات قريبة من المسارح تحولت بدورها إلى منتديات ولقاءات مفتوحة وتلقائية بين المبدعين العرب والمغاربة والجمهور محورها صور ونقاش وسوق ترويج للعروض المسرحية بين الفرق المغربية والعربية، وهي فرصة لتلاقح التجارب ولقاء مباشر بين الإبداع والإبداع، وبين الإبداع ومرتفقيه وبين الإبداع ومقترحيه..

عروض المسار الأول في الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي 2023.

  1. آي ميديا. تأليف وإخراج سليمان البسام. فرقة سليمان البسام. الكويت.
  2. سوبر ماركت. تأليف داريو فو، إخراج أيمن زيدان، مديرية المسارح والموسيقى. سوريا.
  3. فاصل زمني، تأليف وإخراج محمود الزغول. الأردن.
  4. ماذا أفعل هنا بحق الجحيم. تأليف وإخراج كارولين عقاد. فرقة المطبخ. مصر.

عروض المسار الثاني (جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي – النسخة العاشرة)

  1. الروبة. تأليف وإخراج حمادي الوهايبي. مركز الفنون الدرامية والركحية القيروان. تونس.
  2. أمل. تأليف وإخراج جواد الأسدي. الفرقة الوطنية للتمثيل. العراق
  3. أنا الملك. تأليف توفيق الحكيم. إعداد رضا ناجي. معز حمزة. سالمين للإنتاج. تونس.
  4. بريندا. تأليف وإخراج أحمد أمين الساهل. ذاكرة القدماء ذاكرة مدينة. المغرب.
  5. تائهون. تأليف نزار السعيدي/ عبد الحليم المسعودي. إخراج نزار السعيدي. فنار للإنتاج الفني. تونس
  6. حدائق الأسرار. تأليف وإخراج محمد الحر. مسرح أكون. المغرب.
  7. خلاف. تأليف وإخراج مهند هادي. الفرقة الوطنية للتمثيل. العراق.
  8. رحل النهار. تأليف اسماعيل عبد الله. إخراج محمد العامري. مسرح الشارقة الوطني. الإمارات.
  9. شا طا را. تأليف سعيد أبرنوص. إخراج أمين ناسور. ثفسيون للمسرح. المغرب.
  10. ما تبقى لكم. تأليف غسان كنفاني. إخراج عبد المجيد الهواس. أفروديت.المغرب.
  11. ميت مات. تأليف وإخراج علي عبد النبي الزيدي. مشغل دنيا للإنتاج الفني. العراق.

7-المؤتمرات النقدية التطبيقية،

هي جلسات لمناقشة العروض المسرحية والتي خصصت لها فضاءات المسارح بحضور الجمهور والمهتيمن والنقاد؛ إذ كانت تناقش العروض التي تم التواصل معها قبلا في المؤتمرات الصحفية وقدمت مقترحها الجمالي والإبداعي، لتلتقي لمناقشة عرض وتيماته روسائله الجمالية ورؤاه الفنية والتقنية ، أدار هذه المؤتمرات ونسق أشغالها الأستاذ محمد أمين بنيوب، وكانت بالفعل مؤتمر فكري من نوع آخر خرج بتوصياته وجمع معطيات تحتاج فعلا للرصد والتوثيق..

8-البرنامج الخاص بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك.

تعددت فضاءات الدورة 13 لمهرجان المسرح العربي، ومن أهم الفضاءات الانفتاح على كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، هذه الكلية التي تعد رائدة في التدبير الثقافي والفني وهي الجهة التي تنظم المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي يصل إلى دورته 34 ، قدم بفضائها وبتنسيق علمي مع إدارتها مايلي:

  • رسالة اليوم العربي للمسرح، تقديم الدكتور جواد الأسدي “تجربتي المسرحية ترأس الجلسة: د. عبدالقادر كنكاي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، رئيس المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء.
  • الندوة المحكمة للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي بمشاركة:أعضاء لجنة تحكيم المسابقة (د. نجوى عانوس من مصر، د. سعد يوسف من السودان، د. سعيد الناجي من المغرب) ثلاثة متنافسين من أصحاب الأبحاث المشاركة وهم الذين جاءوا كأفضل ثلاثة باحثين، وهو (د. عادل القريب من المغرب، د. مروة وهدان من مصر، د. أسماء بسام من مصر) رئيس الجلسة د. شعيب حليفي، رئيس مختبر السرديات، كلية لآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، بالمكتبة الجامعية محمد السقاط.

فكرة الندوة المحكمة هو أن تحسم تراتبية الفائزين بالمراكز الثلاثة الأفضل في النسخة السابعة من مسابقة البحث العلمي المسرحي، في هذا الإطار صرح اسماعيل عبد الله أن منهجية التحكيم العلني تضيف قدرة الباحث للدفاع عن بحثه كنقطة قوة إضافية لقوة البحث ذاته، وقد مرت هذه الندوة المحكمة بحضور الدكتور يوسف عايدابي مدير النشر والتوثيق في الهيئة العربية للمسرح، رئيس المجال الفكري في الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي والدكتور عبد القادر كنكاي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، وفي رحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، ضمن البرنامج الثقافي المشترك بين الهيئة العربية للمسرح والكلية، جرت أحداث الندوة العلمية المُحَكمة لمسابقة البحث العلمي المسرحي المخصصة للباحثين الشباب حتى سن الأربعين، بنسختها السابعة، وقد ترأس الندوة كل من بروفيسور شعيب حليفي   رئيس مختبر السرديات في الكلية، وبروفيسور ميلود بو شايد رئيس شعبة المسرح فيه، إضافة إلى حضور لجنة تحكيم المسابقة ممثلة بالبروفيسور سعد يوسف من السودان وبروفيسور نجوى عانوس من مصر.

 أتت هذه الندوة كمرحلة نهائية لحسم تراتبية الفائزين بالمراكز الثلاثة الأفضل، وكانت الهيئة قد أعلنت نتائجها قبل النهائية بتأهل ثلاثة من الباحثين للندوة المُحكمة مطلع ديسمبر 2022، وهم د. أسماء بسام من مصر، وعادل القريب من المغرب، ومروة وهدان من مصر.

حملت المسابقة في نسختها السابعة ناظماً معرفياً هو “تجليات مسرح الصدمة في التجارب المسرحية العربية (نصوصًا، إخراجًا، تمثيلًا وتصميمًا) بين  الغاء الحدود، تحطيم المحرمات، إعلان الاعتراض والغضب، والرغبة الجامحة في تطهير العالم من شروره”، وذلك  ليتنافس الباحثون الشباب من خلاله، ولينجزوا إضافة حقيقية للبحث المسرحي العربي من خلال تناولهم لهذا المفهوم العالمي الحديث،  ضمن توجه الهئية دأبت الهيئة لتكريس المسابقة كمنبر تنطلق منه أصوات ورؤى الشباب المسرحي في قضايا البحث العلمي، في سبيل تنمية المسرح وصولاً إلى مقاربة الشعار الرئيس الذي قامت عليه الهيئة “نحو مسرح عربي جديد ومتجدد” و “المسرح مشغل الأسئلة ومعمل التجديد”، ضوابط بحث علمية صارمة، منها جدة الموضوع وأصالته، الرصانة والابتكار والطرح المغاير وعدم وجود نسبة استلال تزيد على 20%.

كما وضعت الهيئة منهجية لإخضاع الباحثين الذي حصلوا على أعلى ثلاث درجات، لمساءلة خلال ندوة محكمة علنية، جرت بحضور أعضاء لجنة التحكيم، لتحديد تراتبية للفائزين، كما لامست الندوة قدرات وإمكانات الباحث للدفاع عن بحثه.

هذا وقد قامت لجنة التحكيم وبحضور جمع من الأساتذة وطلبة الدراسات العليا بمناقشة الباحثين الثلاثة وخلصت إلى ملاحظات وتوصيات ستجعلها الهيئة في صلب اهتمامها.

وقررت اللجنة منح الفائزين الترتيب التالي:

  • المركز الأول: الباحث عادل القريب، المغرب، عن بحثه الموسوم بـ”العرض المسرحي “ديالي”: بين صدمة الطرح الموضوعاتي وحدود الاشتغال الجمالي”.
  • المركز الثاني: الباحثة مروة أحمد وهدان، مصر، عن بحثها الموسوم بـ” تجليات مسرح الصدمة في الخطاب المسرحي الفلسطيني (دراسة نقدية لمسرحية “المسلخ” بين النص والعرض)
  • المركز الثالث: الباحثة أسماء محمد محسن ابراهيم، مصر، عن بحثها الموسوم بـ”تجليات الصدمة فى المسرح النسوي السعودي. خطاب المرأة في نصوص ملحة عبد الله”

صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله بهذه المناسبة قائلاً: إن المسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي، والتي نجحت وعلى مدار النسخ السبع أن تقدم أسماء باحثين شباب وتكرسها، تفتح أفاق بحث جديدة في المنجز الفكري العربي المسرحي، وهي بهذا النهج من تنظيم الندوة المحكمة تضيف قدرة الباحث للدفاع عن بحثه كنقطة قوة إضافية لقوة البحث ذاته.

نتائج المهرجان، في حفل الاختتام:

تعد محطة حفل الاختتام عرسا آخر احتفلنا فيه بالبيضاء التي تحولت إلى عاصمة المسرح العربي خلال أسبوع من المسرح من 10 إلى 16 يناير 2023، وللإشارة هناك عدة مقومات ساهمت في نجاح المهرجان، من جدية وجودة البرمجة وخبرة الأطر المسيرة والمدبرة والمشاركة، ثم جودة العروض المسرحية التي مرت من عدة قنوات أهمها لجنة الفرز والاختيار المستند على مرجعية فنية وتقنية وجمالية، وصولا إلى لجنة تحكيم تقدم أمامها حياة العرض وحيويته بشكل مباشر وتفاعلي مع الجمهور.

لذا  كان عمل اللجنة المكونة من الدكتور مدحت الكاشف، رئيساً، الأعضاء: الدكتور خالد المبارك، الدكتور خالد الطريف، الدكتورة جوليا قصار، الأستاذة إيمان عون، واضح المعالم وفق الرؤية والتصور وقانون جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي لمهرجان المسرح العربي الدورة 13 – الدار البيضاء، وقد تجلى ذلك من خلال تقرير اللجنة الذي جاء كالتالي:

شهدت اللجنة على مدار ستة أيام إحدى عشر عرضاً مسرحياً داخل المسابقة، وعقب كل عرض كانت اللجنة تعقد اجتماعاتها لتبادل وجهات النظر في كل عرض، ويا له من جهد مضني.. ويا لها من مهمة شاقة.. لكنها المشقة الممتعة، فقد استمتعت اللجنة بمشاهدة هذا الزخم من الإبداعات العربية التي تكشف عن الوضع الراهن للمسرح العربي، والذي نأمل أن يقفز إلى المستقبل المنشود بمسرح جديد ومتجدد بخطى رائعة ترعاها وتدعمها الهيئة العربية للمسرح، وفي الاجتماع الأخير للجنة توصلت اللجنة إلى بعض التوصيات والنتائج وهي على النحو التالي:

أولاً: تشيد اللجنة بجميع العروض التي عرضت خارج المسابقة، وتقدم لها كل التحية والتقدير لما قدمته من

 إبداعات مسرحية متفردة.

ثانياً: تشيد اللجنة بجميع العروض المشاركة بما قدمتها من رؤى إبداعية لا تكف عن طرح الأسئلة المسكوت

 عنها في مجتمعنا العربي بشكل عام، وفي مسرحنا العربي بشكل خاص.

ثالثاً: تشيد اللجنة بعنصر الأداء التمثيلي في جميع العروض دون استثناء مما يمكن معه القول إن مسرحنا

 العربي يمتلك ثروة إبداعية فائقة من الممثلين ذوي القدرات التمثيلية الرائعة.

رابعاً: تطلب اللجنة من الهيئة العربية للمسرح فتح نوافذ التواصل مع المسرح الغربي عن طريق توجيه الدعوة

لرؤساء المهرجانات الدولية المسرحية المهمة لاستضافة العروض المتميزة ولمزيد من الاحتكاك مع مسارح العالم.

خامساً: لاحظت اللجنة تفشي ظاهرة الاعتماد فقط على عنصر السرد في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية

 في مقابل تراجع العناصر الدرامية التي ينهض عليها الفن المسرحي.

سادساً: ترى اللجنة ضرورة التأكيد على اختيار النصوص المسرحية المكتوبة باللغة العربية الفصحى وعدم

الاعتماد على اللهجات المحلية التي ربما تقلل من تواصل الأخر معها.

سابعاً: تعد الإضاءة أحد عناصر الصورة السينوغرافية جمالياً وإبداعياً ودرامياً ودلالياً.. ومن ثم تحث اللجنة

 على ضرورة الاهتمام بها على نحو أفضل بما يحقق دورها الدلالي والجمالي.

ثامناً: اتسمت غالبية العروض بالرؤى التشاؤمية للقضايا المطروحة دون أدنى قدر من تقديم بصيص أمل أكثر

 تفاؤلاً يأخذ بيد المتفرج نحو حياة أفضل.

تاسعاً: تقترح اللجنة أن يكون ضمن لجنة تحكيم المسابقات في المرات القادمة أحد الشباب المسرحيين.

عاشراً: قررت اللجنة منح جائزة أفضل عرض مستندة إلى توفر بعض المعايير أهمها النص، واللغة العربية

والأداء التمثيلي الرؤية الفنية وجودة الإتقان وعلاقتها بالبناء الفني والجمالي والفكري.

وقد رشح لهذه الجائزة خمسة عروض وهي:

  • عرض شا طا را من المغرب، إخراج أمين ناسور
  • عرض خلاف من العراق،إخراج مهند هادي
  • عرض الروبة من تونس، إخراج حمادي الوهايبي
  • عرض رحل النهار من الإمارات، إخراج محمد العامري
  • عرض بريندا من المغرب، إخراج أحمد أمين الساهل

وقد قررت اللجنة منح جائزة أفضل عرض إلى عرض (رحل النهار) تأليف إسماعيل عبد الله. إخراج محمد العامري. مسرح الشارقة الوطني. الإمارات العربية المتحدة.

يسدل ستار  ليرفع آخر:

صرح الأستاذ اسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، في كلمة افتتاح المهرجان والتي نعتبرها تطلعا منتظرا قد حقق رهانه: “نأتي اليوم إلى المغرب حاملين أحلامنا التي تشعل نارنا المقدسة، نتلو نشيد المسرحيين في كل حين “باقون على صهوات خيلنا ما دام المسرح فينا”. باقون على صهوات خيلنا فالمسرح ساح لا تهدأ، وليس فيها استراحة لفارس إلا على ركابه، المسرح نبض متواصل، متصاعد، متعاقب، متناسج، متوالد، مترادف، مشتبك، فعل يومي متفاعل، مشدود للمستقبل القادم بأوتار الحاضر المبدع، ساحباً معه إرثه الذي شكله مبدعون آثروا أن يسموا المسيرة بأسمائهم. باقون على صهوات خيلنا فالأسئلة سيوف ولا بد من السؤال يجيب السؤال، ولا بد من إجابات تولد من احتدام الأفكار والتحام الرؤى، ففي المسرح الرؤى تفل الرؤى والجديد لا يفله إلا الجديد والعتيد، هو الصراع النبيل، خيل ورماح ودروع ولا دماء، ساح وغى وكر وفر وحين ينقشع غبار الجولة تشتعل الحياة بأجمل ما فيها، ويحتفل النبلاء من المسرحيين، متصارعو الأمس، محتفلو اليوم، وفرسان الغد، من أجل هذا وأكثر نبقى على صهوات خيلنا صحواً وأملاً”

عبر هذا السير والمسار والخطو الذي يقف لحظة في مكان معين ليعاود الخطو وخلال حفل الاختتام الإثنين 16 يناير 2023، الدار البيضاء المغرب، يتم الإعلان عن الدورة 14 لمهرجان المسرح العربي والتي اختيرت لها ببغداد عاصمة دولة العراق، عراق المربد عراق تاريخ الفن والمسرح وهمة العرب وسنبقى على صولة خيولنا مادام المسرح فينا.

إعداد: أحمد طنيش

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *