أي دور للمواطن؟ وأي تأثير له فيما حصل وما سيحصل، وما دوره في تفشي هذه الظاهرة التي طفت على الواجهة ، ولعل الواقع مستفز يدفعنا للتفكير في الوضع الذي أصبح يحيط بنا بدء من تداعيات الازمة الاقتصادية وشبح الغلاء الذي يفرض جبروته على احتياجاتنا اليومية ، وانحلال المجتمع وتفشي ظواهر لا أخلاقية ولادينية كالانت_حار وتعاطي المخدرات بأنواعها ناهيك عن أنواع أخرى من الظواهر . وهنا نتساءل عن مدى مشاركة المجتمع في صياغة الوعي والرقي بالسلوك والاخلاق وفهم ما يدور من حولنا من متغيرات وأحداث تستدعي التسلح بروح المواطنة من أجل تنمية حقيقية والخروج من التردي والانحطاط الذي أصبحنا عليه .وكل هذا يستدعي تظافر الجهود من مجتمع مدني، سلطة محلية وفاعل سياسي . بخلق فرص للشغل والتصدي لكل الآفات المجتمعية كالعنف وارتفاع الأمية ، والعوامل التي تحيط به كالفقر والتهميش والبطالة .
ودون تقة متبادلة وتقبل لغة الحوار ومنطق الاختلاف مع إعادة النظر في منظومة القيم التي تحكمنا والتعامل بها من أجل المواطنة الحقة. سوف لن نحصد إلا ما عشناه مؤخرا داخل مدينتنا العريقة من خلال فاجعة الكحول المسموم وعدد الضحايا المتزايد ، إن لم نقل مدبحة جماعية لمجموعة من سكان المدينة ، كان همهم الوحيد في ارتشاف (ماء الحياة) هروبا من همومها القاسية فإذا به (ماء الموت) موت الغفلة والصدمة لأسرهم وأبنائهم وللمجتمع .بهدف الطمع والجشع وقلة المراقبة من طرف مروجي السموم القاتلة بكل أنواعها.
بصفتي من سكان هذه المدينة العريقة أندد بهذه النازلة الأليمة وبهذا الفتور الذي يطوقها.
أمينة بنونة