تميزت الأفلام المشاركة في الدورة 13 للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير “فيفادوك” بمستوى فني جيد. ومن بين أهم الأفلام الوثائقية التي عرضت خلال هذه الدورة التي ستختتم اليوم بحفل الإختتام وتوزيع الجوائز، فيلما “البطاقة البريدية” للمخرجة المغربية أسماء المدير و”المستبعد” للمخرج التونسي حمزة العوني.
انطلقت رغبة المخرجة أسماء المدير لإنجاز فيلمها من بطاقة بريدية قديمة تركتها أمها لقرية مهمشة في جبال الأطلس ولدت فيها الأم لتهجرها بعد ذلك، وعند حلول المخرجة بهذه القرية لكي تبدأ التصوير سيقع بينها وبين شابة مراهقة نوع من التفاهم والتواصل استغلته المخرجة لتركز عليها تتبع حياتها اليومية بالقرية المهمشة ومن خلال ستنطلق لتصور حيوات نساء القرية والضوابط التي لايجب عليهن تجاوزها لأن لا الأعراف ول االتقاليد التي يرعاها تصور ما للدين بمباركة السلطة، تسمح بأن يتم تجاوزها وتخطيها. لكن المخرجة ستفعل العكس إذ ستعوم في النهر الممنوع على النساء العوم فيه ليأتيها امر بترك القرية فورا من ممثل السلطة فيها.
فيلم “المستبعد” للمخرج التونسي حمزة العوني، والذي دامت مدة تصويره إثنى عشرة سنة، سيتابع خلالها المخرج حياة ومسار ممثل وراقص لكن يعيش في هامش بمدينة المحمدية التونسية. وبين موهبة الظاهر للعيان ومعاناته اليومية وطموحه للخروج من مستنقع التهميش يتشبث هذا الفنان بحلمه طيلة هذه السنوات، لنتركه هائما في آخر مشهد من الفيلم هائما بأحد شوارع أوروبا وهو لم يحقق بعد لا حلمه بالتحقق كفنان ولاهو حافظ على حب حياته بالزواج من حبيبته التي قاسمته مساره المسرحي في تونس.
بالفيلم رسائل سياسية واضحة وكونه صور مرحلة ما قبل الثورة وما بعدها وكون المخرج اختار من خلال رؤيته أن يصطف مع المهمشين والمقصيين عنوة له موقف باد لعين المشاهد رغم أن الفيلم ليس به تعليق بالفوا أوف لكم المخرج يدع لمسارات الشخصيات خصوصا الشخصية الرئيسية لتنبأنا بموقفه السياسي والفكري عما جرى ويجري في تونس.
عبد الكريم واكريم- أكادير